بسم الله الرحمن الرحيم هذا بلاغ للناس قال تعالى: «هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ» ..الآية توطئة: لما شعر باقان أموم بأن الآعيبه وتكتيكاته أصبحت مكشوفة ولم تعد تنطلِ على أحد، وأنها تدور في حلقة مفرغة من المماطلة في تنفيذ اتفاقية التعاون المشترك، كما أن هذا لا يعود أن فيها من الغموض ما يحتاج لحواة ودهاقنة لغة حتى تفك شفرتها أو طلاسمها، وإنما هو عمل مخطط ومتعمد لأن أولاد " قرنق – أبيي" حسب حدود الأول من يناير1956، ولأنهم شعروا بأن السودان لن يقدم بعد اليوم أي تنازلات عن حقوقه السيادية المشروعة في أبيي، لذلك لجأوا لسحب رجل وفد التفاوض السوداني إلى جولات تفاوض عبثية لمجرد التسويف وشراء الوقت لتسجيل مواقف حتى تضطر الوساطة " الرفيعة!!" لتحويل الأمر من إطاره الأفريقي إلى مجلس الأمن، وكان يمكنهم أن يخلقوا من البداية العثرات لتحقيق ذلك، وقد فعلوا حينما تهربوا من فك ارتباطهم العضوي مع فرع حركتهم قطاع الشمال بقيادة الثالوث البغيض ولأنهم أدركوا في منذ شهر سبتمبر الماضي أن هناك انتخابات أمريكية قد تفرز رئيساً جمهورياً يجرون إليه ويتباكون لاستدار العطف وللوقوف معهم ضد السودان الذي استعمرهم واضطهادهم دينياً لأنه يمثل التعنت العربي الاسلامي!!، وأما وقد فاز أوباما بولاية ثانية فإدارته ملمة بخلفيات الخلاف تماماً رغم ميلها لدولة الجنوب، خاصة بعد أن ضاع حلمهم بأن تتولى سوزان رايس حليفتهم مقعد وزيرة الخارجية في الولاية الثانية لباراك "إبن حسين" أوباما ، هذه الوزارة الحساسة التي فاز بها جون كيري صاحب الرحلات المكوكية والوعود البراقة التي سال لها لعابنا إذا ما مرّ الاستفتاء بسلام، وقد مرّ الاستفتاء بسلامين ، مش سلام واحد، وقامت الدولة المغلقة وما زال لعابنا يسيل في الانتظار دون أن نستصحب معنا بيت الشعر القائل: ( إذا طلبت عظماً من بيت الكلابِ *** فإنك قد كلفت نفسك بالمحال).. وأسأل الله أن أكون مخطئاً!! المتن: كانت كل جولات وفد المفاوضات تصدم بعقبة الأمن أولاً ولما لم يتحقق لباقان أموم تحقيق أي اختراق في موضوع " أبيي وقطاع الشمال والفرقتان التاسعة والعاشرة"، وأن أبيي خط أحمر وأن لا بترول سيعبر إلا بعد الاتفاق على الترتيبات الأمنية، كان يخرج عقب كل جولة ليصرح للصحافة بتعنت الوفد السوداني ويضيف عليه من " التوم والشمار" معزوفة أن الطيران السوداني قصب مدن جنوبية حدودية ، ثم يبدأ برنابا بنجامين الترويج للمزاعم الكاذبة!! أمر الوساطة "الرفيعة!!" أصبح محيراً وكأنما أصبح باقان أموم يدفعه نحو زاوية ومساحة لا يستطيع التحرك والمناورة فيها، فالرجل لم يحقق أي شيء على أرض الواقع بل بضع وريقات ممهورة بتوقيع الرئيسان البشير و سلفا كير وحتى لا تعلن الوساطة فشلها تصرح بتصريحات اعلامية هلامية حمالة أوجه وبما في الغرف المغلقة لمجلس الأمن والسلم الإفريقي يميل ميلاً واضحاً إلى جهة بعينها على حساب الجهة الأخرى وربما يُصَب اللوم على السودان!! تدور الحلقة المفرغة مرة أخرى حتى بعد أنقام الرئيسان بتوقيع اتفاقية التعاون المشترك، بدأت مماحكات جديدة للتنفيذ وبالطبع هذا من باب شراء الوقت لأنهم لا يريدون التضحية بورقة " قطاع الشمال" لأنهم يرون فيها وسيلة الضغط الرئيسية على السودان وربما كان شراء الوقت من باب الرجوع لسادتهم ليجدوا لهم مخرجاً من مأزقهم أو وسيلة للهروب من هذا الاستحقاق!!. كانوا يضعون مشكلة التفاوض حول أبيي كعقبة في سبيل الوصول لاتفاق وحين اجتمع الرئيسان ونحيا مشكلة " ابيي" لتصبح موضوعاً منفصلاً لم يجد باقان عثرة جديدة غير فك الارتباط ، أليس من الغريب أن يتم التوقيع على اتفاقية التعاون بكامل شروطها، وهي ملزمة وواجبة التنفيذ ثم تبدأ عمليات " حاوريني يا كيكا" أي اللف والدوران والتهرب من الاستحقاقات!! يعتقد باقان وأولاد قرنق والثالوث الخبيث أن منهجم الابتزازي القديم أي ما قبل الانفصال، حيث كانت تقدم لهم التنازلات حتى نحافظ على وحدة البلاد، أن نفس هذا الأسلوب والممارسة صالحان بعد أن أصبحنا دولتين ، لأن عقلية هذه الزُمَر لم تتغير من عقلية الغابة والتمرد إلى عقلية إدارة الدولة وذلك دون وعي منهم بأن حقائق الجغرافية تحتم العيش المشترك والوصول لاتفاقيات ليس فيها غالب ومغلوب معتمدين في ذلك لمحاباة الغرب لهم، ويعتقدون أن أي حلول تفرض بالضغوط والاذعان قصيرة العمر وقد تتغير بتغير مصالح الدول التي تحابيهم ولا تتبق إلا حقائق الجغرافية التي تفرض نفسها فلا أحد يستطيع نقل جاره إلى بقعة جغرافية غير التي هو فيها، ولا أعتقد أن نخب الحركة الشعبية تؤمن بمبدأ جوار تبادل المنافع لرخاء الانسان سواء في دولة الجنوب أو السودان!! الحاشية: باقان وأولاد قرنق يعتقدون أن بإمكانهم أن يستغفلونا والضحك علينا لأنهم أذكياء ونحن أغبياء حصد مكاسب دون مقابل دون أن يدركوا أنهم واهمون بل غارقون في الوهم وذلك على أساس حُسن ظننا بوفدنا للتفاوض وأنه لم يخذلنا كما فعل في الماضي.. وتتمحور خطة "أولاد قرنق أبيي" في الآتي: تصدير البترول دون ترتيبات أمنية الحصول على إيرادات النفط ليس من أجل رخاء شعب الجنوب وإنما من أجل التسليح لمحاربة السودان وتحقيق حلم السودان الجديد وتنصيب حكومة تتنازل عن أبيي!! استغلال قطاع الشمال ومكافأته بتنفيذ كونفدرالية تقسم السودان إلى أقاليم حسب كجزء من خطة تقسيم العالم العربي إلى دويلات أو ما يعرف ب "الشرق الأوسط الجديد" والتي سربتها المخابرات الغربية ولم تعد اسراً متكتم عليه فقد أعلنت ذلك كونداليزا رايس من بيروت وبذلك يسهد تطوبق مصر من خاصرتها وعمقها الاستراتيجي!! حلم تصدير النفط عبر مرافق السودان البترولية بأبخس الرسوم على اعتبار أنها ستتقسم بين الدويلات التي يحلم بها باقان وأولاد قرنق وفق حلم السودان الجديد وهو حلمهم المريض أيضاً أحلامه أن لا يدفع أكثر من دولار لكامل عمليات التصدير ، من رسوم عبور ونقل ومعالجة وتصدير ورسوم صادر.. الخ، لذا فعقله الباطن ما زال يردد من الترهات فأعلن لشعب بلاده بأنه نجح وأذعن السودان لإصراره بعدم دفع أكثر من دولار واحد للتصدير دون أن يشير أنها رسوم استخدام الخط الناقل فقط ، أي ألقى الكلام على عواهنه دون أن يتحدث عن تفاصيل جملة العملية ويعتقد أنه يستطيع بخطله هذا أن يكسب أرضية بين أبناء شعبه وكأنه قد حقق انتصاراً على وفد التفاوض السوداني. من يستمع لتصريحات باقان بالأمس ، في الوقت الذي كان الرئيسان مجتمعين يتأكد من أن كل ما هي إلا تسويف لشراء الوقت وكي تمل الوساطة " الرفيعة" والاتحاد الأفريقي وذلك لخلق مبررات لرفع الأمر لمجلس الأمن ، لأن باقان يتحدث عن التحكيم الدولي، وتعنت ورفض السودان له ، بينما مشكلة " أبيي" نُحيت جانباً حتى يتم تنفيذ اتفاقية التعاون المشترك التي ربما لو نفذت نصاً وروحاً تعيد الثقة بين الطرفين وبالتالي لا يصعب مستقبلاً إيجاد حل مرضي للطرفين ولأهالي المنطقة، ولكن التكتيك الذي تتبعه الحركة الشعبية هو جر وفدنا وشراء الوقت لخلق مبررات وواقع يُمكّن من رفع الملف لمجلس الأمن!! وأنا لا أتوقع إلا مزيداً من التسويف حتى ولو وفعت مليون اتفاقية ، لأن فكر نخب الحركة لم يتغير من حركة تمرد إلى فكر الدولة والمؤسسية. دولة الجنوب أيضاً تعاني من تململ داخل الشارع الجنوبي الذي يعاني ضائقة معيشية وحروب قبلية وأجهزة أمن قمعية، وفساد مستشري داخل الحكومة وقوات الحركة الشعبية ونهبها ممتلكات المواطنين من القبائل الأخرى من غير المكون القبلي لجيش الحركة ولا بد من إيجاد ملهاة شعبوية تصرف نظر شعب الجنوب من مطالبه المعيشية. بمنتهى الوضوح والصراحة جر القيادة السياسية مرة ومرتين وثلاث هو من مصلحة الحركة الشعبية التي تريد بناء موقف يدل على مرونتها في التفاوض وتعنت السودان، إنها مفاوضات إعلامية المستهدف بها الاعلام الغربي لأن من سمع تقرير إسكاي نيوز عربية لأدرك فوراً أن السودان هو المتعنت!! الهامش المقابلة الصحفية التي أجرتها خضراء الدمن الشرق الأوسط ت مع بريستون ليمان اليهودي الأمريكي المعادي للسودان أصلاً، ما هي إلا أحد الوسائل التي تُوظّف من أجل خلق رأي عام متعاطف مع دولة الجنوب ومستنكر لمواقف السودان على اعتبار إنه المتعنت ، وبالطبع هذا لا يفوت على فطنة القراء الأعزاء، ولكن علينا أن لا نلوم إلا أنفسنا لأننا لا نهتم بالإعلام الرقمي، ولا نعرف كيف نوظف الاعلام الخارجي لخدمة قضايانا القومية!!. في مثل هذه الظروف يفترض أن يكون الاعلام بمختلف وسائله ، ووزارة الخارجية في حالة استنفار دائم وتتحرك في كافة الاتجاهات ، والمعيب أن الحكومة لا تملك مركز للدراسات الاستراتيجية فيه جميع أفرع التخصصات السياسية وفرع لإدارة الأزمات وفروع للدراسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية يرفدها بالدراسات والمعلومات والخطط، ربما لأننا لا نؤمن بالدراسات والبحوث، نعم من توكل على الله فهو حسبه ولكن الله أمرنا بإعمال العقل والأخذ بالأسباب وهو الذي أمرنا وقال " فقل أعملوا فسيرى الله عملكم" إن كنا نعتقد أن مفهوم التوكل في الاسلام معناه الاتكالية والسلبية أو أننا ننظر من الآخرين أن يقوموا بواجباتنا نحو أنفسنا ، فأقول بصراحة أننا قد هلكنا!! أن نتوقف الجعجعة الاعلامية الشعبوية التي ما قتلت ذبابة ، ولوكنا نتعلم من التاريخ وعبر الماضي لاستصحبنا إعلام نكسة 1967 ، فلو كانت مجدية لما صمت صوت أحمد سعيد بعد نكسة 1967. الاعلام أيها السادة في بلادنا الحبيبة أصبح صناعة وتقنية وتخطيط وفكر هادف مقنع، وإنه ليس وسيلة " جعجعة" كالطبل الأجوف يصدر صوتاً وصداً ولا رسالة غ ممنهجة تخضع لوسائل قياس الأهداف المحققة.. إنه ليس مجرد فضائيات للتباهي، ولمجرد أن نعلن أننا نملك بعض وسائله، فالوسائل مهمة ولكن الأهم الرسالة والمحتوى اللذان يخدمان الأهداف القومية!! قصاصة: لو كان هناك مؤشر يدل على صدق وحسن نية وفد التفاوض الجنوبي بنسبة واحد في المليون لما صرح باقان الكريه بتصريحاته باللجوء إلى التحكيم ورفض المفاوض السوداني لهذا المبدأ، فإن كان الطرفان قد قبلا مبدأ التحكيم الدولي فما الداعي إذن للجلوس على مائدة المفاوضات؟!!، كما أن السودان قبل بمبدأ التحكيم الدولي ذات مرة وتعلم منها درساً يفترض أن لا ينساه أبداً حتى لا يكرر ذات الغلطة فيلدغ المؤمن من ذات الجحر للمرة السابعة فيكفينا نيفاشا ولدغاتها المليون!!، وإذا ما تعمقنا في قرار المحكمة نجد أنه زاد المعقد أصلاً تعقيداً وجزأ المجزأ ، ولأن أولاد "قرنق – أبيي" يعلمون ما سيجدونه من دعم غربي يحيل الحق إلى باطل فهم يعملون بأيديهم وأرجلهم وأفواههم وعيونهم وعقل وفكر المستشارين الصهاينة فهم لن يملّوا محاولة إقناع وفد تفاوضنا بالذهاب للتحكيم!! ولو وفد تفاوضنا شاطر لقال لباقان و"أولاد قرنق - أبيي"، ألعبوا غيرها والسماء أقرب !!.. إن كانوا حقاً جادون في تحقيق اتفاقية التعاون فلينفذوها بحذافيرها وفق خطة عمل تنفيذي مجدولة ولها مواقيت محددة!! والله يكضّب الشينة وجماعتنا ما ينخدعوا للمرة الألف وأرجو أن لا يكون مبرراتهم تقديم حسن النوايا.. خلاص موضوع الوحدة الجاذبة التي لم تتحقق واختار أهل الجنوب الانفصال وأصبحت الدولة دولتين.. دعونا نتفاوض كدولة مقابل دولة وليس حكومة مع حركة متمردة!! .. فهمتوا واللآ نقول كمان؟!!!.. كفانا الله شر حسن النوايا التي ستودينا في ستين ألف داهية خاصة مع عدو كريه لا يفهم إلا لغة الغدر ورموزه باقان الكريه ولوكا المخادع!! عوافي .. وأصحوا .. أصحوا على خير!! .. كمان مرة ثانية يا وفد التفاوض عوافي بس ما ترجع زي ما بقول المثل: "طيطي، طيطي زي ما رُحْتِ زي ما جيتي" .. ومية عوافي!! Abubakr Yousif Ibrahim [[email protected]]