نظام القذافي آذى السودان و يحق لنا الفرح بانتصار الثوار في ليبيا بعد انهيار إمبراطورية القذافي وحديث وزير خارجيته شلغم عن دعم القذافي للحركات الإرهابية حول العالم على الجميع أن يتأكد بأن كل الأذى والدمار والدماء التي سالت في الجنوب وفي دارفور وفي أمدرمان هي من صنع أيادي القذافي الذي كان يصف القادة العرب بأن أيديهم ملطخة بدماء الفلسطينيين بينما كانت أياديه الأكثر تلطخاً بالدماء.. دماء الأبرياء والعزل..دماء أهلنا في دارفور.. نحمد الله كثيراً أن نصر الثوار في ليبيا ومصر وتونس لأن جميع هؤلاء القادة التي ثارت عليهم شعوبهم كانوا سدنة للصهيونية وآليات لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة.. فمصر حسني مبارك لعبت دوراً كبيراً في مساندة الانفصاليين في السودان فقدمت لهم العون اللوجستي والفني والغطاء الإعلامي والسياسي، أما القذافي فقد مول التمرد طوال سنوات مايو وطوال السنوات التي تلتها بالمال والسلاح.. ووفرت لهم الإقامة الآمنة والتدريب.. ولكن الله عز وجل يمهل ولا يهمل، فقد نزع الملك من ثلاثتهم في لمح البصر وتجري محاسبتهم وإذلالهم في الدنيا قبل الآخرة. اليوم يحق للشعب السوداني أن يصلي لله شكراً على انتصار الثوار في ليبيا وإنهاء النظام الفرعوني الذي آذى السودان وعطل مسيرته وقتل نساءه وأشان سمعته وسمعة رجاله ونسائه وأدى إلى تشريد الآلاف ونزوحهم من ديارهم.. وحرض علينا المجتمع الدولي لتعرض علينا أمريكا العقوبات الاقتصادية والحصار.. وحرض علينا محكمة الجنايات.. إن جرائم القذافي ضد شعب السودان لا تحصى ولا تعد، وإن ما لحق ببلادنا من انقسام وانفصال وحروب ودمار كان بفضل أموال الشعب الليبي المهدرة التي تلاعب بها القذافي وأحرق بها الزرع والضرع في بلادنا.. ونزع الملك منه هو أقل ما يستحقه من عقاب في الدنيا.. أما في الآخرة فذلك آخر.. حملة خليل على أم درمان والتي استشهد خلالها العشرات من أبناء السودان الأبرار الذين استبسلوا في الدفاع عن حياض الوطن وأمن واستقرار وسلامة المواطن السوداني وما تم تدميره والقبض عليه من أسلحة حديثة وعربات تستخدم ثلاثة أنواع من الوقود( الديزل، البنزين، والغاز) والمدافع التي كان يريد دك الخرطوم بها كلها كانت دليلاً دامغاً لجرائم القذافي ضد السودان وحكوماته وشعبه الذي لم يفكر يوماً في إلحاق الأذى بأحد.. ورغم كل ذلك لزمنا الصمت وكان السعي لإيجاد معادلة عبر الحوار لإعادة الأمور إلى نصابها في دارفور، ولكن القذافي عجز في اتخاذ موقف ضد قائد حركة العدل والمساواة مثلما وقف الرئيس التشادي إدريس دبي الذي رفض استضافته أو حتى تطأ أقدامه أرض مطار أنجمينا. نحمد الله ونكون من الشاكرين أن أزاح هذا الكابوس أو الكوابيس من على صدر الأمة وأعان الثورات الشعبية التي بذلت وواجهت وتحملت كل الأذى والإرهاب والقتل والتعذيب في سبيل خلع هؤلاء القادة الذين خانوا العهود وخانوا القسم الذي أدوه وخانوا الدساتير التي سطروها حماية لاستقلال بلادهم وحريات شعوبهم فصاروا عبيداً أذلاء للصهيونية العالمية.. فأضاعوا العراق قلب الأمة العربية وأدخلوا اليهود إلى البلاد العربية مرة أخرى تحت حجة طرد القوات العراقية مما أدى إلى تخريب التراث الحضاري للأمة ونهب كل الآثار والمراجع والمصادر التي كانت محفوظة في عاصمة العروبة.. الحمد لله كثيراً والشكر له جزيلاً في هذه الأيام المباركات أن نصر الأمة وأزاح الغمة فلتفرحي يا جماهير دارفور يا أطفال دارفور ونساءها ورجالها.. فقد انتهى إمداد المتمردين وزال حكم الطاغية والطغاة. المصدر: الشرق 25/8/2011