يتوجه مبعوث روسي إلى دمشق غدا الاثنين بعد اختبار قوة خاضتها روسيا مع الغربيين في مجلس الأمن الدولي بخصوص فرض عقوبات على النظام السوري. وقال سفير روسيا في مجلس الأمن فيتالي تشوريكي إن “مبعوثا مهما جدا من موسكو" سيتوجه الى دمشق في 29 أغسطس، دون مزيد من التفاصيل. وقد يكون هذا المبعوث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي تحادث امس بشأن الوضع في سوريا مع السفير السوري في موسكو، كما ذكرت وكالة أنباء “ايتار تاس" نقلا عن مصادر دبلوماسية. وخاضت روسيا اختبار قوة مع الغربيين امس الأول في مجلس الأمن الدولي لدى تقديمها مشروع قرار بشأن سوريا يلغي العقوبات التي يفرضها مشروع قرار اخر منافس للأوروبيين. وألمحت موسكو التي تكتفي بدعوة الرئيس بشار الأسد الى تسريع الإصلاحات، الى انها قد تستخدم حقها في النقض (الفيتو) على أي قرار بفرض عقوبات يطرح للتصويت. ويدعو مشروع القرار الأوروبي الذي تقدمت به فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال وتدعمه الولاياتالمتحدة الى تجميد أرصدة الرئيس بشار الأسد والمقربين منه والى فرض حظر على الأسلحة. وأكدت روسيا أن الوقت لم يحن لفرض تدابير عقابية على دمشق ردا على قمع الحركة الاحتجاجية التي أسفرت عن سقوط اكثر من 2200 مدني بحسب الأممالمتحدة. وفي طهران أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس أن على الحكومة السورية أن تلبي “المطالب المشروعة لشعبها"، محذراً في الوقت نفسه من أن سقوط الرئيس بشار الأسد سيولد فراغاً سياسياً. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد دعا الأربعاء سوريا، إلى التوصل إلى “حل بعيد عن العنف" مع المعارضين، معتبراً أن العنف “يخدم مصالح الصهاينة". وقال صالحي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الطلابية (ايسنا) “على الحكومات أن تستجيب للمطالب المشروعة لشعبها، سواء في سوريا أو اليمن وغيرها. في هذه البلدان، تعبر الشعوب عن مطالب مشروعة وعلى حكوماتها أن تستجيب لها بسرعة". وأضاف “اتخذنا موقفاً واحداً من التحركات الشعبية في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونرى أن هذه الحركات ناجمة عن عدم رضا شعوب هذه الدول". وأيدت إيران الحركات الاحتجاجية في كل الدول العربية ما عدا سوريا. وهي تعلن تأييدها للأسد مع دعوته إلى تطبيق إصلاحات. وحذر صالحي من “الفراغ السياسي" في حال سقوط الرئيس الأسد. وقال إن “فراغ السلطة في سوريا ستكون له عواقب غير متوقعة على الدول المجاورة وعلى المنطقة، ويمكن أن تسبب كارثة في المنطقة وأبعد منها". وأضاف أن “سوريا حلقة مهمة من حلقات المقاومة في الشرق الأوسط والبعض يريد التخلص من هذه الحلقة". وقال إن “على حكومات المنطقة أن تكون يقظة بشأن التدخل الأجنبي في شؤونها. هذا التدخل واضح في بعض الدول وخصوصا سوريا". المصدر: الاتحاد 28/8/2011