مهما تعددت أساليب الغدر والخيانة وتطاولت سنوات الحرب فان قواتنا المسلحة قادرة علي تأمين البلاد وتطهيرها من المتمردين وعلي امتداد سنوات الحرب الطويلة في الجنوب كان ضباطها وجنودها يضربون أروع الأمثال في التضحية والبذل. لم تتراجع القوات المسلحة عن موقع من مواقعها إلا عندما جنحوا للسلم وكان لها في كل معركة شهداء أنفقت احب ما عندها من رجال أنفساً عزيزة ومهر غال وحينما تدخل المدن كانت تقدم اعلي درجات الانضباط والمسؤولية. تحلت بهذه الروح رغم ان من تقاتله كان متمرداً وخارجاً عن القانون ومدعوما من الخارج لم تقتل طفلاً أو امرأة أو أسيرا بل أنها قاسمت هؤلاء الزاد رغم قلته وساعدتهم في ممارسة حياتهم الطبيعية. بذات الروح التي عرفت بها القوات المسلحة تصدت للمتمردين في جنوب كردفان بقيادة الحلو وأخرجتهم من كادقلي التي خططوا لاحتلالها وكررت صمودها في الدمازين حينما حاول المتمرد مالك عقار مفاجأتها ثاني أيام العيد فلقتنه درساً لن ينساه. وفي ساعات محدودة بسطت سيطرتها علي المدينة وأعادت الهدوء الي إحيائها وبدأت في بسط سلطتها علي شبر من الولاية وبهذا هذه الحكومة وقدراتها ومدت له حبل الصبر لكنه ظن ان الحلم ضعفاً والحكمة خوفاً وها هو بعد ان كان والياً علي النيل الأزرق طريداً علي حدودها والذين تابعوا مواقف عقار لم يفاجأوا بهذا الفعل ففي كل اللقاءات الجماهيرية التي تحدث فيها كان حديثه طائشاً ومرتبكاً. أتاح المتمرد عقار فرصة ذهبية للحكومة لبسط سيطرتها علي النيل الأزرق بعد ان استغل سلطاته في إبعاد الكفاءات من الوزارات والخدمة المدنية وحول الولاية الي مملكة خاصة لبطانته ومحاسيبه. والمطلوب من الحكومة مضاعفة العمل التنموي هناك وتكثيف العمل السياسي وتقوية الجهاز التنفيذي حتي لا تعيد تكرار أخطائها السابقة حينما تسببت في فوز عقار بعجزها عن تقديم مرشح كفء في أهم ولاية من ولايات السودان. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 4/9/2011م