استنكر ممثل ايران الدائم لدى الاممالمتحدة محمد خزاعي، الاتهامات الاميركية لبلاده بالتخطيط لمحاولة اغتيال السفير السعودي لدى اميركا عادل بن احمد الجبير. وقال في رسالة وجهها الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون «ان هذه المزاعم الاميركية الخاوية هي استمرار لسياسة العداء مع ايران، وتهدف الى حرف الرأي العام العالمي عن المشاكل التي يعاني منها البيت الابيض في الوقت الراهن على الصعيدين الداخلي والخارجي»، مؤكدا «ان ايران ترفض هذا الاتهام المشين للمسؤولين الاميركيين في شكل حازم وتستنكر نية المخططين له». واشار الى المطلب الدائم للشعب الايراني والذي يتمثل في «عالم خال من اي شكل من اشكال الارهاب»، مخاطبا كي مون بالقول «ان ايران تحذر من التبعات المدمرة للسيناريو الاميركي الرامي الى تأجيج الحروب في منطقة الخليج الفارسي الحساسة من خلال الاكاذيب الاعلامية، وتعتقد بأن مواصلة هذه الاساليب ستكون لها تداعيات سيئة على السلام والامن الاقليميين والدوليين». وحض خزاعي، الامين العام على «ان ينوء بمسؤوليته المهمة على صعيد تنوير الرأي العام حول التبعات الخطيرة لسياسة اثارة الحروب التي تنتهجها الادارة الاميركية في مواجهة السلام والامن الدوليين». ونفت وسائل الاعلام الايرانية ان يكون الاميركي من اصل ايراني منصور ارباب سيار (56 عاما)، الذي قالت السلطات الاميركية انه وشخصا ايرانيا آخر تمكناً من مغادرة الاراضي الاميركية ويدعى غلام شكوري، خططا لاغتيال السفير السعودي في اميركا وتفجير السفارتين السعودية والاسرائيلية، أي صلة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري، منوّهة لما نشرته وسائل الاعلام الاميركية عن اعتقال سيار المقيم في ولاية تكساس قبل 10 سنوات بتهمة السرقة. وذكرت «ان هذا الشخص الذي اعتقل قبل سنوات بتهمة السرقة، قبل بهذه المهمة في خطوة تفسر على انها رشوة منه لاجهزة الامن الاميركية مقابل الجرم الذي ارتكبه، وما مزاعم انه ينتمي الى الحرس الثوري سوى محاولة من قبل واشنطن للتنفيس عن عقدها وكراهيتها لقوات الحرس الثوري، التي فرض عليها البيت الابيض اشكالاً مختلفة من العقوبات». ووصف وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الاتهامات الاميركية لطهران بانها «سيناريو شيطاني»، وقال في تصريح لقناة «العالم» الاخبارية «ان هذه المزاعم مصيرها الاخفاق وهي ترمي الى النيل من العلاقات بين ايران والسعودية»، داعيا الى «اقامة افضل العلاقات بين طهران والرياض». وفي الاطار نفسه، قال الناطق باسم الخارجية رامين مهمانبرست «ان الاتهامات الخاوية التي روجت لها اميركا بان ايران سعت لاغتيال السفير السعودي هي كذب محض وعارية عن الصحة، وتؤشر الى العداء الاميركي - الصهيوني القديم ضد الجمهورية الاسلامية». واضاف «انه امر مضحك ان تثير الصهيونية العالمية العدوة للاسلام مثل هذا السيناريو المزيف لغرض بث الفتنة والفرقة بين الدول الاسلامية»، واعتبر الاتهامات بانها «فيلم هوليودي جديد ضد ايران». ولفت الى ان بلاده «دولة تستند على الاخلاق والقيم والمبادئ الاسلامية، وحذرت مراراً وتكراراً من المؤامرات الاميركية والصهيونية التي تدبرها ضد شعوب المنطقة». وشدد على «ان العلاقات بين طهران والرياض مبنيةً على اسس الاحترام المتبادل، ومثل هذه المؤامرات التي تحاك من قبل المحور الاميركي - الصهيوني لن تؤثر ابداً على العلاقات بين ايران والسعودية ولن تصل الى النتيجة التي يسعون لها». ولاحقا، حذّر وزير الخارجية الايراني، الولاياتالمتحدة من «المواجهة» على خلفية الاتهامات بتخطيط بلاده لاغتيال السفير السعودي في واشنطن. وقال للصحافيين بعد جلسة لمجلس الوزراء: «نحن لا نسعى للمواجهة، فسياستنا تقوم على التعاون والتفاعل. لكن اذا فرضوا المواجهة على الامة الايرانية فستكون عواقب هذا الامر اشد قسوة عليهم». وصرح أن «السيناريو الأخير كان بمثابة لعبة غير متقنة، وأميركا ستجبر في النهاية على الاعتذار لإيران عن هذه الاتهامات التي ليس لها أساس من الصحة». وأضاف «إن الأميركيين يعانون من مشاكل داخلية هائلة ويريدون التغطية عليها من خلال هذه الاتهامات الشيطانية». وقال صالحي إن إيران تتمتع دائما بعلاقات جيدة مع السعودية وأي خلافات بينهما هي خلافات على المستوى الإقليمي وليس الثنائي. وحذر وزير الخارجية الإيرانية الدول الأخرى من الانضمام لأميركا في أحدث مؤامرتها ضد إيران. واستدعت وزارة الخارجية الايرانية، أمس، القائم بالاعمال السويسري للاحتجاج «بشدة» على الاتهامات الاميركية لطهران. الرأى العام الكويتية 13/10/2011
