من أمثالنا المشهورة "إذا سبَّح الغيْتوني همَّ بسرقةٍ"..... وهذا المثل معناه أنك إذا رأيت "الغيتوني" وهو الرجل المعروف بالاستهبال والكذب الصريح..... إذا رأيته يسبح فهذا معناه أنه يهم بأن يقوم بسرقة أو ارتكاب جريمة... وقد درسنا في المدارس الأولية في فترة الخمسينيات قصة مكتوبة في رواية شعرية عنوانها "الثعلب والديك" ..... وتقول القصة إن الثعلب صار ينادي للأيمان والعمل بالتي أحسن وينادي بحُسن الجوار ومكارم الأخلاق... وصار يسعى ويخطب في الحيوانات حتى وصل إلى الشجرة التي يقف عليها الديك.... وطلب الثعلب من الديك أن ينزل إلى الأرض ويؤذن في الناس للصلاة حتى يستطيع الثعلب أن يصلي بهم إماماً.... وعندما سمع الديك كل هذا الوعظ والإرشاد والقسم المغلظ اعتقد أن الثعلب قد ترك كل "الفعايل" السيئة وأنه قد تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً... ولهذا فإن الديك قد استجاب لنداء الثعلب ونزل من فوق الشجرة وبدأ يؤذن للصلاة.... وبالطبع كما هي عادة الديوك فقد أغمض عينيه لكي يستطيع أن يرفع صوته بالأذان عالياً.... وهنا قام الثعلب بالانقضاض عليه وأكله... وجاءتنا أخبار قناة الجزيرة وقناة الشروق وسمعنا بعض التصريحات التي أطلقها المدعو "باقان أموم" أو "فافان أموم" لا أدري أيهما الصحيح رئيس الحركة الشعبية الجنوبية وخلاصة هذه التصريحات تقول إن فاقان يرى أنه قد حان الوقت لكي تتعاون دولة الجنوب مع دولة السودان... وأنه قد أزف الزمان الذي لا بد فيه من تكاتف الجهود وتوحيد الرؤية بين البلدين... وأنه لا بد ومن الضروري أن يمد البلدان أياديهما لبعضهما البعض حتى يستطيع الشعبان أن ينعما بالاستقرار..... وبالطبع أنا ومعي كثيرين لا نصدق المدعو "باقان" لأسباب كثيرة أولاً لأننا قد جربناه ونعرف أنه مثل الثعلب لا يمكن أن يكون قد أصابته لوثة من التدين والإيمان المفاجئ.... ثانياً ظل هذا الرجل عندما كان معنا هنا وفي بلادنا هنا "يبول في ذات الصحن الذي يأكل فيه" فهو يسب ويشتم الشمال والشماليين وينادي بالثبور وسوء عاقبة الأمور علينا وعلى العرب والمسلمين... ولعل الجميع يذكرون كلماته عندما أعلنت نتيجة الاستفتاء حيث قال "باي باي للعروبة باي باي للإسلام باي باي للعبودية" ولا نعرف على وجه التحديد من الذي استعبد باقان أموم ومن الذي فرض عليه أن يكون عربياً ومن هو الذي طلب منه أن يتحدث باللغة العربية..... ومن المؤكد أن "فاقان" مدفوع بعقدة "الدونية" القادمة من عمق التاريخ والتي ظل يحملها جينات في دمه ولم يستطع أن يتخلص منها بمرور الزمن.... ولن نصدق باقان أمون حتى لو حلف على الكجور أو حلف على الأصنام ، فالرجل عندنا مثله مثل الثعلب ومثل "الغيتوني" الذي عندما يسبح فهو لا بد أن يكون على وشك القيام بتنفيذ جريمة ما..... وإذا كان ذلك كذلك فلابد أن باقان أموم يعمل على تنفيذ خطة يريد فيها أن يوقع بنا وأن يوهمنا بأنه قد صار من المحبين لأهل الشمال مع أنه من أكثر الناس عداوة وبغضاً لنا و"لسنسيفيل" أهلنا.. ومن هنا وجب التريث حتى لا نؤخذ على حين غرة... واحذروا حين ينادي باقان بالتقارب والمودة.