كان المنبر من أوائل المطالبين بحل المشكلات المطروحة مع دولة الجنوب وهي ما تُعرف «بالمسائل العالقة» قبل الانفصال واستعمال هذه الملفات كروت ضغط لإعطاء الجنوبيين انفصالهم عن السودان.. حتى إن المنبر قد قام بترتيب هذه المسائل وتقسيمها حسب الأولوية في الحل وتقديم الحلول لها، وكان على الحكومة التوقف أمام هذا الأمر خصوصاً أنه جاء من حزب ينادي بتسريع الانفصال، وهذا مايدل على أن المنبر كان يسعى «لراحة» السودان سياسياً ليس من نظرة عنصرية بل لأنه لم يكن للسودان أن يهنأ والجنوب ممسك بتلابيبه.. لم تستفد الحكومة من ذلك الطرح الذي قدمه المنبر وسارت نحو «شيطان» نيفاشا والعبارات الرنانة الجوفاء مثل الوحدة الجاذبة ووحدة في تنوع وغيرها من أوهام السياسة التي لم تستند لواقع منطقي.. ولكن المنبر الذي علم أن علاج مشكلة السودان لن يتم إلا بإجراء عملية جراحية وأنه لا بد من البتر وهذا أمرٌ شائع في «الطب السياسي» وسبق أن تمت تجارب من هذا النوع ونجحت في الحفاظ على حياة البلاد والعباد. استمر المنبر في طرحه رغم اتهامه بالعنصرية والقبلية، وهو ينادي بحل المسائل العالقة، لكن مفاوضينا سامحهم الله إن كانوا «غافلين» لم ينظروا للأمر كما يجب، بالرغم من أنهم حينها لم يكونوا يعانون من ضغوط تمارس عليهم وتجبرهم على تقديم تنازلات مثل ما هو الحال اليوم.. بل إن العالم أجمعه كان يمكن له أن «يحنس» لينال الجنوب استقلاله.. وكان على الحكومة أن تزرع الشوك في طريق المفاوض الجنوبي ومحاربته نفسياً بتقديم الدعم لثوار الجنوب مثلما تفعل الحركة الشعبية بإيوائها لتحالف كاودا وغيرها من الحركات المسلحة المعارضة.. بل كان للحكومة أن تدعم ثوار أوغندا المسلمين لإغلاق الحدود بينهم وبين الجنوب واستغلال عناصر تنظيم القاعدة لضرب أوغندا وكينيا في العمق من خلال عمليات «استشهادية» كان ذلك سيسبِّب عدم راحة للمفاوض الجنوبي ويجعل موقفه ضعيفًا مما يُجبره على أن يغير مواقفه.. وكان للحكومة أن تخبر العالم أن الجنوب يقوم بمجازر ضد المسلمين الجنوبيين وأن الحركة الشعبية حركة عنصرية تتبع لقبيلة واحدة وهي تسعى لإبادة القبائل الأخرى وهذا الأمر له ما يعضده.. والكثير الكثير من الأفكار التي قدمها المنبر للساحة السياسية لكنها لم تر بوضوح وسط الغبار الذي أثارته كثير من الأحزاب عن المنبر وعنصريته ولكن أين الأحزاب التي كانت تتهم المنبر وأهل المنبر بالعنصرية، ماذا قدموا لإنسان «السودان» وهم حتى الآن يدافعون عن الجنوبيين ويطالبون بإعطائهم الجنسية.. أين الرفاق بل أين دعاة الوحدة الكاذبة، ألا تقرأون الأخبار وتسمعون فاقان أموم يتهمكم بأنكم تجار رقيق، لم يعد الأمر يُحتمل فإما أن تكن سودانياً «خالصًا» تسعى لمصلحة أمتك وإما أن تكون «خائناً» تقف ضد أمتك!!! كل يوم يتأكد أن المنبر هو صاحب البصيرة النابهة فكلما نام المنبر ورأى رؤية وخرج بها إلى أهل السياسة جاءت كفلق الصبح وهي تخبر عن نفسها، ألم يطلب المنبر أن «يغادر» الجنوبيون الشمال بأسرع فرصة.. هل إذا فعل السودان ذلك حينها كان يمكن لباقان أن يتهمنا بأننا «نسترق» الجنوبيين؟؟ هذه الأسئلة أوجهها لكمال عمر ومريم الصادق وأسألهم أين أنتم من حديث باقان؟؟ أين الذين يتهمون المنبر بالعنصرية؟؟ لماذا لم تُلقموا باقان حجراً وهو يتهمكم بالسرقة والعنصرية؟؟ العنصرية التي اتهمتم بها المنبر ها هو باقان أموم يتهمكم بها «وكما تدين تُدان» لماذا لم تدافعوا عن أنفسكم؟ ألا تنتمون إلى السودان الذي يتهمه باقان باسترقاق الجنوبيين!! أم أنكم في كل موطن لا تعقلون..