طوى العراق امس صفحة الاحتلال الأميركي، بعد أن عبرت آخر قافلة من الجنود الأميركيين الحدود من العراق إلى الكويت بعد نحو تسع سنوات من الغزو الذي أودى بحياة نحو 4500 أميركي وعشرات الآلاف من العراقيين. وفي حين سيبقى في العراق 157 جنديا أميركيا يساعدون على تدريب القوات العراقية ويعملون تحت سلطة وإشراف السفارة الأميركية، إضافة إلى فرقة صغيرة من المارينز مكلفة حماية بعثة بلادها الدبلوماسية.. غادر تحت جنح ظلام ليل السبت الأحد آخر طابور مؤلف من نحو 100 مدرعة عسكرية أميركية، تقل نحو 500 جندي من اللواء الثالث من فرقة سلاح الفرسان الأولى، صحراء العراق الجنوبية إلى الحدود الكويتية. وبدأت آخر الآليات الأميركية اجتياز المعبر الحدودي العراقي الكويتي مع بدء شروق الشمس، وسط تصفيق وصيحات أفراد الجيش الأميركي. وقال الجندي مارتن لمب لدى وصوله إلى معبر سفوان الحدودي: «إنها لحظة تاريخية»، في حين رأى زميله جوزيف، الذي فضل عدم الكشف عن اسم عائلته، أن «العراقيين سيستفيقون اليوم ولن نكون نحن هناك». من جهته عبر الرقيب دواين اوستن عن فرحته بالقول «لكن كان عاما طويلا، وقد حان وقت العودة الى الوطن وسيبقى في العراق 157 جنديا أميركيا يساعدون على تدريب القوات العراقية ويعملون تحت سلطة واشراف السفارة الأميركية، إضافة الى فرقة صغيرة من المارينز مكلفة حماية بعثة بلادها الدبلوماسية. جاهزية الشرطة وفي ما يبدو رجال الأمن وعددهم حوالى 900 الف جاهزين مبدئيا للتعامل مع الأمن الداخلي، الا ان مسؤولين عراقيين وأميركيين يشككون في قدرة هؤلاء على حماية حدود البلاد البرية والمائية وخصوصا الجوية حيث لا يملك العراق اي دفاعات حقيقية ويعتمد فقط على عدد محدود من المروحيات. في هذه الأثناء، صرح عضو لجنة الأمن والدفاع البرلماني النائب في البرلمان العراقي عباس البياتي بأن حماية الأجواء العراقية بعد انسحاب كامل القوات الأميركية من العراق بنهاية الشهر الجاري ستتم بثلاثة طرق هي الجهد الوطني والاتفاقيات الدولية واللجوء إلى الأممالمتحدة في أي خرق تتعرض له الأجواء العراقية . 3 مسارات وقال البياتي إن العام المقبل سيشهد تطورا ملحوظا في تجهيز وأداء القوات والدفاعات والمراقبة الجوية. وأضاف أن الطريقة الأولى لحماية الأجواء العراقية ستكون الجهد الوطني العراقي الذي يتمثل في مضاعفة عدد الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والطائرات العمودية التي نمتلكها. أما المسار الثاني فيركز على «الاتفاقيات الدولية التي تمنع أية دولة من اختراق أجواء الدولة الأخرى دون علم تلك الدولة وبالتالي لن تتمكن أية دولة من الدول المجاورة من اختراق أجوائنا دون علمنا بذلك بشكل مسبق». وأوضح أن المسار الثالث «يتمثل باللجوء إلى الشرعية الدولية وهي الأممالمتحدة ومجلس الأمن إذا تم رصد أي طائرة تخترق أجواءنا ، ومن ثم يتخذ مجلس الأمن الإجراءات الرادعة». وقال «نحن واثقون من القدرة على حماية أجوائنا بالجهد الوطني وبالشرعية الدولية والاتفاقيات الدولية». المصدر: البيان 19/12/2011