تفجرت الخلافات داخل تحالف المعارضة بشكل علني أمس (السبت) خلال اعتصام أقيم بدار الأمة في أم درمان (إنصافاً للمظلومين في البلاد), حيث انسحب المسؤول السياسي للمؤتمر الشعبي (كمال عمر) ورئيس الهيئة العامة لتحالف المعارضة (فاروق أبو عيسي) من اللقاء احتجاجاً علي خطاب رئيس حزب الأمة القومي الإمام (الصادق المهدي) الذي انتقد فيه زيارة سلفاكير الي إسرائيل. كما دعا أيضاً القوي السياسية المعارضة الي الاتفاق علي أسس النظام الجديد أولاً قبل تحديد الوسائل, للحيلولة دون القفز فوق المراحل, وهو ما اعتبره المعارضون المنسحبون من الاعتصام, خطاباً مثبطاً لهمة لجماهير, طبقا لما نقله مصدر موثوق ل(الأهرام اليوم), وكان المهدي قد وجه – خلال مخاطبته الاعتصام لأجل (الإنصاف) الذي نفذه حزبه بالمركز العام بأم درمان صباح أمس (السبت)- انتقاداً عنيفاً لزيارة رئيس دولة جنوب السودان (سلفاكير ميارديت) الي إسرائيل. ورأي أن من فكر فيها (خائن وشيطاني ومؤذ) باعتبار أن الزيارة لتل أبيب ستحول طبيعة المنطقة الي مواجهة عربية إسرائيلية وتقطع العلاقة بين شمال وجنوب أفريقيا, في وقت حذر فيه المهدي تحالف الجبهة الثورية من استخدام الجنوب كمنصة لتغيير النظام في الخرطوم عبر الجنوب المسلح, لتسبب الخطوة في نشوب حرب بين الدولتين وعرقلة عملية التغيير. وقال المهدي انه مع حق دولة الجنوب في إنشاء علاقاتها الدبلوماسية, وأن زيارة سلفاكير لتل أبيب ليست غريبة, وإنما الغرابة في توقيتها والصورة التي تمت بها, منوهاً الي أنها جاءت بعد زيارته للولايات المتحدة وفي خضم ثورات الربيع العربي التي أطاحت بحلفاء لإسرائيل وحوجة الأخيرة لحلفاء جدد, لافتاً الي حرصه علي دعم وتنمية جنوب السودان وأنه سبق له حث قطر ومصر والإمارات وبعض البنوك الإسلامية علي دعم الجنوب بعد الانفصال دون النظر لعلاقته المتأزمة مع الشمال. وقال المهدي ان القوي السياسية المعارضة تحتاج لنظام جديد وأن عليها الاتفاق علي أجندة وطنية ومن ثم تحديد الوسائل لتغيير النظام, وكشف عن عزمه عقد لقاءات مع قادة القوي السياسية لبحث الموضوع. وانتقد المهدي الأصوات المنادية بتقرير مصير بعض المناطق داخل تحالف الجبهة الثورية, ودعاها للعدول عن ذلك. وشارك في الاعتصام عدد من قادة العمل السياسي ومنظمات المجتمع المدني وممثلون لطائفة الأقباط والمناصير وتحالف مزارعي الجزيرة والمناقل وشباب (شرارة) والمفصولون وغيرهم من أصحاب القضايا. نقلا عن صحيفة الأهرام السودانية 25/12/2011م