أكد رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا الفريق محمد أحمد الدابي، أمس، أن البعثة تؤدي مهامها وفق قواعد المهنية والشفافية والمصداقية، وتركز على إنفاذ بنود البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية والحكومة السورية، بما يقود إلى خلق أرضية صالحة للحوار السياسي . وقال الدابي إنه بعد وصول بعثة المراقبين إلى سوريا حدث انخفاض في وتيرة أعمال العنف، وتم إطلاق أعداد كبيرة من المعتقلين، والسماح لعدد من وسائل الإعلام الدولية بدخول الأراضي السورية . وأكد أن البعثة منفتحة على الجميع من دون تحيز، سعياً لتطبيق بنود البروتوكول . ونفى الدابي خلال مؤتمر صحافي، وجود خلاف في الرؤى بين رئاسة البعثة وأمين عام الجامعة العربية في ما يتعلق بأدائها ومهامها . مشيراً إلى أن البعثة تؤدي المهام المطلوبة منها وفقاً لبنود البروتوكول . وقال إن أفراد البعثة مكلفون تقصي الأحداث والتحقق من مدى التزام الحكومة السورية بنصوص البروتوكول، وترفع في ضوء حركتها الميدانية تقريرا للأمين العام، موضحاً أنه ليس من مهام البعثة وقف القتل أو التدمير، لكن مراقبة ما يحدث على الأرض . ومشيراً إلى أن تقرير البعثة لم يعبر عن وجهة نظر رئيسها، وإنما كان حصيلة رؤية ومتابعة ومشاهدات المراقبين المنتشرين في 15 قطاعاً في 20 مدينة سورية في مختلف أنحاء المناطق السورية . وعبر عن اقتناعه بأن العنف بدأ يخفت تدريجياً منذ بدء مهام البعثة، إلا أنه أشار إلى أن بعض المناطق كحمص وحماة ما زالت تشهد بعض الاحتكاكات غير المباشرة وليس القتال المباشر بين الأطراف، وهناك نوع من المواجهات المسلحة في حمص ودرعا بين بعض الأفراد والسلطات الحكومية . لافتاً إلى تطور جديد بمنطقة إدلب التي شهدت تفجيرات، رأى أنها غير مقبولة عربياً وإقليمياً ودولياً، لأنها طالت مؤسسات مدنية ومنشآت خدمية وحافلات مدنية وعسكرية . وشكك الدابي في الأرقام التي قدمتها المعارضة السورية، التي تراوح بين 12 و16 ألف معتقل . مؤكدا أنه لا بد من التيقن من صحة المعلومات، وقال إن الحكومة السورية أفادت عن إطلاق 4035 شخصاً قبل إصدار مرسوم العفو و3579 بعد المرسوم، لكن البعثة توثقت من إطلاق 1669 . كما تأكدت من إطلاق سراح نحو 80 معتقلاً بعد تقرير البعثة الأخير . وأضاف أن المراقبين رصدوا سقوط 136 قتيلاً، وإن العدد يتضمن أنصار الجانبين المعارضة والحكومة . وعبر عن أمله في أن تحصل البعثة على الدعم السياسي والمالي والإعلامي الذي طلبته في أسرع ما يمكن، حتى تتمكن من أداء مهامها بالكفاءة المطلوبة . ولفت إلى أنه لا توجد قيود من الحكومة السورية على حركة المراقبين، وأنه لا يتم إبلاغها مسبقا بأي تحرك إلا قبيل بدء المهمة بلحظات . وكشف عن انسحاب كل الآليات العسكرية الثقيلة من داخل المدن ومناطق التوتر، وقال تم الاتفاق مع الحكومة السورية على سحب ناقلات الجنود التي تشبه في شكلها الدبابات، باستثناء منطقة حمص التي توجد بها مدرعة لحماية أنابيب النفط من التدمير . نافياً حدوث أي تأثير سلبي لإعلان السعودية سحب مراقبيها، ومؤكداً أن البعثة ستستمر في مهامها خاصة بعدما حظيت بالدعم السياسي والمالي من مجلس الجامعة العربية . المصدر: الخليج الاماراتية 24/1/2012م