تناقلت الصحف السيارة وكل وكالات الأنباء تقريبا خبر فشل مفاوضات أديس أبابا بين وفد الحكومة السودانية ووفد حكومة دولة جنوب السودان - وإذا كان هناك من يسره الفشل فهو الضعيف- وبات واضحا أن الوفد المفاوض من جانب حكومة جنوب السودان لا يسعى لحل مشكلة نقل النفط عبر أنابيب الشمال بل يسعى لمرمغة كرامة الإنسان السوداني في الوحل ولا يهمه أن يجوع شعبه أو يتعرى أو يمرض أو حتى يموت في دولة تعتمد بنسبة 95 % على إيرادات البترول - فطرح على طاولة المفاوضات قضايا لا علاقة لها البتة بالنفط - أبيي والمناطق الخمسة والحدود وغيرها من المشاكل العالقة والتي لا يلوح في الأفق القريب أي حل لها لأن الأمر ببساطة ليس في أيدي حكومة دولة جنوب السودان بل هناك أيدي واضحة وغير خفية تجلس خارج الطاولة وتقدم الآراء والاستشارات بين الفينة والفينة ويقال إنها ( أي حكومة جنوب السودان ) موعودة بحل جذري لكل مشاكلها المادية والتمويلية لخمس سنوات قادمة وأنا أقول لها مبتسما أبشر بطول سلامة يا مربع ( ولا وقت عندي لشرح هذا البيت لدولة جنوب السودان ويكفي أن السودان يفهمه. إذا كان الاعتماد علي إيرادات البترول في ميزانية حكومة السودان لا يتجاوز 15% كما يقولون وإذا كان الاعتماد على إيرادات البترول يمثل 95% من ميزانية دولة جنوب السودان الوليدة التي لم تحتفل حتى الآن بعيد استقلالها الثالث فلماذا نذهب نحن لطاولة المفاوضات ولماذ نرضى الدنية في ديننا ووطننا ؟؟ وأرجوكم لا تقولوا لي هناك أمور أخرى لا تعلمها فالحق ابلج والباطل لا ساقين له. إن العزة والكرامة التي كانت لدينا يوم أن كنا بدون بترول كانت من أقوى الدوافع لنا لننهض ونكمل نهضتنا ، واليوم بعد أن من الله علينا بكثير نعمه رحنا نفاوض ونتنازل ونداري ونماحك ومع من؟ مع دولة أهديناها نحن حدودها وتركناها تذهب إلى غير رجعة من يهن يسهل الهوان عليه ، وهذا النفط له مليون مدافع ، لماذا ننصب أنفسنا مدافعين عنه ؟ ماذا يحدث إذا أقفلنا نحن هذا الأنبوب وقلنا نحن لا نرغب في تقديم خدماتنا لنقل البترول ، لا نرغب في نقله بأي ثمن ولا حتى بقيمة البترول نفسه ( مش عايزين - على لهجة إخواننا الحلفاويين ) - دعوا الآخرين يبحثون عن الحلول ولا تضعونا في خانة الباحث عن الحل بل ضعونا في خانة الذي يختار وبمزاجه ما يناسبه من الحلول المقدمة. وأرجوكم مرة أخرى لا تقولوا إن السياسة لا تجري على هذا النحو فقد ثبت أن كثيرا من سياساتنا لم تنجح كما كنا نرجو - دعونا نجرب حلا آخر بعيدا عن السياسة - الأمر يحتاج لصبر وقد صبر شعب السودان طويلا ولن يضره أن يصبر شهورا أخرى حتى ينجز السيد عوض الجاز مهمته الذي لا اشك مطلقا ولا للحظة أن لديه حلولا لهذه الأشهر القليلة القادمة. أنا أطالب وبالصوت العالي أن نرفض الذهاب إلى المفاوضات في فبراير القادم وإذا ذهبنا ان نصحب في وفد الحكومة باقان السودان ( والماعندو سفيه يسويله سفيه). نقلاً عن صحيفة الصحافة 31/1/2012م