وسط أجواء التصعيد الإسرائيلي المتواصل والتهديد بمهاجمة إيران, حذر خبراء عسكريون أمريكيون من أن شن هجوم جوي إسرائيلي علي المنشأت النووية الإيرانية يعد اختبارا قاسيا للغاية بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيلي, بما يهدد الولاياتالمتحدة بالتورط في الحرب في حال فشلت إسرائيل, ورد انتقامي محتمل من قبل إيران. ووضع الخبراء سيناريو للضربة العسكرية الإسرائيلية ضد منشآت طهران النووية, ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن هؤلاء الخبراء قولهم إنه سيتعين علي الطيارين العسكريين الإسرائيليين الطيران لمسافة تزيد علي1600 كيلومتر فوق أراض معادية, كما سيتعين عليهم كذلك إعادة التزود بالوقود في الجو, بالإضافة إلي التغلب علي سلاح الدفاع الجوي الإيراني من أجل مهاجمة العديد من المواقع النووية الإيرانية في وقت واحد. وقدر خبراء أمنيون أمريكيون أن إسرائيل بحاجة إلي الاستعانة بنحو100 طائرة علي الأقل في هذه المهمة. من جانبه, قال ديفيد ديبولتا الرئيس السابق للمخابرات التابعة لسلاح الجو الأمريكي إن ضرب إيران بالقنابل ليس بهذه السهولة. كما أشارت الصحيفة إلي القلق من احتمال تورط الولاياتالمتحدة في الصراع في حال فشلت الضربة الجوية الإسرائيلية, وأضافت أن هؤلاء الخبراء يقدرون أن الولاياتالمتحدة يلزمها رغم كل ترسانتها الكبيرة أسابيع كثيرة لتدمير المنشآت النووية الإيرانية, كما أعربوا عن قلقهم الكبير من شن إيران لضربة انتقامية محتملة. من ناحية أخري, رأت الصحيفة الأمريكية أن أفضل الطرق لضربة جوية إسرائيلية للمنشآت الإيرانية سيكون عبر العراق. وفي ختام تعليقها, حذرت الصحيفة من أن الصواريخ التي تمتلكها إيران قد تجبر الطائرات الحربية الإسرائيلية علي المناورة وتفريغ ذخائرها حتي قبل بلوغ أهدافها, كما تستطيع إيران الرد باستخدام صواريخها لضرب إسرائيل, الأمر الذي من شأنه أن يشعل فتيل حرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط. وفي ظل التصعيد الإسرائيلي, أكدت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن الجيش يعتزم نشر بطارية قادرة علي اعتراض الصواريخ في إطار منظومة القبة الحديدية وسط إسرائيل خلال أيام, وقالت إن نشر البطارية يأتي في إطار خطة تدريب سنوية, سيتم فيها نشر البطارية بمواقع مختلفة في أنحاء إسرائيل. وحول زيارات المسئولين الأمريكيين المتعاقبة إلي تل أبيب لإثنائها عن مهاجمة طهران, ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن هذا الجسر الجوي الدبلوماسي بين إسرائيل والولاياتالمتحدة له هدف واحد وهو التوضيح لإسرائيل أن الوقت لم يحن بعد للقيام بعمل عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني, وأن أي اعتداء سابق لأوانه من شأنه عرقلة عملية صارمة علي نحو متزايد من العقوبات الدولية ضد إيران. من جانبها, أكدت زعيمة المعارضة في إسرائيل تسيبي ليفني ضرورة الإبقاء علي جميع الخيارات علي المائدة بهدف منع إيران من حيازة أسلحة نووية. وأضافت ليفني أنه يتعين علي رئيس الوزراء بينامين نيتانياهو العمل في قضية الملف النووي الإيراني بالتعاون مع دول العالم, وعدم عزل إسرائيل عنها.وفي هذه الأثناء, كشفت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية عن أن إيران تبذل جهودا مستميتة من أجل العثور علي مشتر لنحو ربع صادراتها السنوية من البترول الخام بعد أن بدأت العقوبات الغربية التي تستهدف البرنامج النووي للبلاد في التأثير سلبا علي ثالث أكبر دولة مصدرة للبترول في العالم. ووفقا للصحيفة, قال مسئولان تنفيذيان بصناعة البترول علي اطلاع بالمفاوضات إن طهران تسعي إلي بيع500 ألف برميل إضافية من البترول يوميا أو حوالي23% مما صدرته العام الماضي لمصافي تكرير صينية وهندية. وأضافت أنه إذا أخفقت إيران في إيجاد مستهلكين بحلول منتصف مارس المقبل لكمية البترول التي تعادل ما اشترته مصافي التكرير الأوروبية العام الماضي, فستكون البلاد مجبرة علي وضع البترول غير المباع في خزانات عائمة في الناقلات العملاقة أو خفض الإنتاج, وهو ما قد يؤدي أي منهما إلي دفع أسعار البترول للارتفاع بشكل أكبر. وفي موسكو, كشفت صحيفة كراسنايا زفيزدا الروسية عن أن القوات الأمريكية أصبحت مستعدة لضرب إيران, مستندة في استنتتاجها هذا إلي تصريح أدلي به رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الأميرال فلاديمير كومويدوف أوضح فيه أنه بمجرد أن يتخذ قرار سياسي بمهاجمة إيران فإن مئات الصواريخ المجنحة من طراز توماهوك ستنطلق نحو إيران من البوارج والمدمرات الأمريكية الموجودة في منطقة الخليج. ومن فيينا- مصطفي عبد الله: أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية, من مقرها الرئيس بالعاصمة النمساوية فيينا, عن وصول بعثة خبرائها الفنيين إلي طهران في زيارة ممتدة مدار يومين تحت قيادة رئيس مفتشي الوكالة هيرمان ناكيرتس. المصدر: الاهرام 21/2/2012م