تفجرت شوارع العاصمة الروسية موسكو أمس بالمظاهرات المؤيدة والرافضة لنتائج الانتخابات الرئاسية, بعد ساعات من إعلان اللجنة المركزية للانتخابات بفوز رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، بمنصب الرئاسة من الجولة الأولي بنسبة تصل إلي64%. فقدأعلنت مصادر مطلعة في موسكو أن نحو2500 مؤيد لبوتين في حملته الرئاسية احتشدوا للمشاركة في مسيرة بمدينة فلاديفوستوك الواقعة بالشرق الأقصي الروسي تحت عنوان انتخابات عادلة.. وتاريخ مشرف, حيث حملوا لافتات كتب عليها نحو انتخابات عادلة وبوتين رئيسنا ولم نر أي تزوير, وذلك في الوقت الذي حذرت فيه الشرطة من أن المشاركين سيواجهون قضية إدارية نظرا لتجاوز عددهم الأرقام المسموح بها. وفيما اعترف جيرينوفسكي زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي اليميني بفوز بوتين, رفض زعيم الحزب الشيوعي جينادي زيوجانوف تهنئته علي الفوز, متحدثا عن الكثير من وقائع التزوير التي كشفت عنها الكثير من مؤسسات المجتمع المدني ومنها جولوس التي اتهمت بوتين بالحصول علي14% غير مستحقة من أصوات الناخبين. وخرجت الكثير من المنظمات والحركات المعارضة أمس إلي ميدان بوشكين القريب من الكرملين تعبيرا عن احتجاجها علي نتائج الانتخابات تحت شعارات تطالب بالتغيير وتنادي برحيل بوتين. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة الروسية, عقب فرز أكثر من95% من الأصوات, حصول بوتين علي نسبة64.29% من الأصوات, يليه زيوجانوف الذي حصل علي17.19% من الأصوات, متقدما علي مفاجأة انتخابات روسيا الملياردير ميخائيل بروخوروف الذي جمع ما يقرب من8% من أصوات الناخبين, الأمر الذي دفع بوتين الي المبادرة بتهنئته دون غيره من بقية منافسيه. وفي محاولة سريعة لاحتواء غضب المعارضة والتصدي لأي إعلان بالحرب علي نتائج الانتخابات, بادر بوتين بإعلان استعداده للقاء زعماء المعارضة وبحث كل ما من شأنه مواصلة مسيرة التطور وتحقيق الوفاق الوطني, بينما أعلنت مصادر في الكرملين أن الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف كلف النائب العام وفي موعد أقصاه الأول من أبريل المقبل بإعادة النظر في مشروعية الكثير من الأحكام الصادرة ضد32 من أبرز المحكوم عليه بالسجن في قضايا اقتصادية, ومنهم الملياردير ميخائيل خودوركوفسكي الذي طالما طالب الليبراليون وعدد من الدوائر الغربية بالإفراج عنه, واعتبار أن قضيته سياسية ولا علاقة لها بجرائم اقتصادية, كما ادعي بوتين أكثر من مرة. وكان بوتين قد احتفل في أعقاب الإعلان عن فوزه علي منافسيه في قلب العاصمة, وبدا متأثرا من حفاوة الاستقبال والهتاف باسمه لدرجة انحدرت معها دمعات علي خده, وهو ما رصده المشاهدون لأول مرة منذ وصول الرجل الحديدي إلي سدة الحكم في الكرملين. وما كان مثار تعليقات كثيرة حاول بوتين كسر حدتها ليعزوها إلي الرياح وبرودة الجو. المصدر: الاهرام المصرية 6/3/2012م