القدس المحتلة، غزة - الدستور - جمال جمال، سمير حمتو أصيب ثلاثة مواطنين بعد ظهر امس برصاص الاحتلال عندما أطلق الجنود المتمركزون على حدود قطاع غزةالشرقية النار على مواطنين كانوا يشيعون جثامين شهداء ارتقوا بقصف إسرائيلي أمس الأول. ويأتي هذا الاستهداف بعد عدة ساعات على التوصل للتهدئة التي توصلت إليها مصر بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي. وأعلنت مصر رسميا بأنها توصلت إلى اتفاق تهدئة شاملة ومتبادلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يدخل حيز النفاذ في تمام الواحدة من فجر امس بعد أربعة أيام من التصعيد استشهد خلالها 25 فلسطينياً وأصيب نحو 80 اخرين، من بين الشهداء ثلاثة أطفال وفتاة و4 مسنين. وقال مسؤول مصري رفيع المستوى في بيان له فجر امس إنه «في إطار جهود مصر المتواصلة من أجل وقف العمليات العسكرية على قطاع غزة ووقف نزيف الدم الفلسطيني أجرت مصر اتصالات مكثفة مع جميع الفصائل الفلسطينية «، وأضاف انه تم الاتفاق على إنهاء العمليات الحالية بين الجانبين وبدء تهدئة شاملة ومتبادلة بكافة الأركان بما في ذلك وقف الاغتيالات على أن تدخل حيز النفاذ في تمام الساعة الواحدة من صباح امس، وتتولى مصر متابعة تنفيذ هذا الاتفاق». من جانبه قال داوود شهاب المتحدث باسم الجهاد الإسلامي ل»الدستور» ان التهدئة هذه المرة تختلف عن سابقاتها فهي على قاعدة «إن عدتم عدنا» حيث من المقرر أن توقف إسرائيل عدوانها جرائمها وعمليات الاغتيال بحق المقاومة كما أنه من حق المقاومة الرد على جرائم الاغتيال. واكد أن ذلك انجاز لشعبنا ومقاومتنا وانتصار لدماء الشهداء، واضاف إننا ملتزمون بالتهدئة ما التزم الاحتلال بها لكن الرد سيكون قاسيا في حال الكيان الصهيوني لعمليات الاغتيال. من جهته، أجرى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود بارك ظهر امس جولة لمناطق غلاف غزة، معرباً عن رضاه وارتياحه عن عمليات الجيش الإسرائيلي أثناء جولة التصعيد الأخير جنوب «إسرائيل» قائلاً «إن قرار اغتيال زهير القيسي القائد العام للجان المقاومة الشعبية كان صائباً». وقال باراك أثناء تفقده المناطق الجنوبية على أن نتائج الهجوم العسكري على قطاع غزة حتى اللحظة مرضية إلى حد ما قائلا «سنستعد للجولات القادمة في حين اضطررنا إلى ذلك»، موضحا ان مساهمة القبة الحديدية في الدفاع عن الإسرائيليين كانت جيدة بدرجة كبيرة، مضيفاً «إنه إذا سارت الأمور بوضعها الطبيعي وكما هو مطلوب في الايام القادمة فسيتم وضع بطارية جديدة من منظومة القبة الحديدية». وتابع باراك حديثه قائلا «إننا لا نستطيع التحديد بالضبط متى ستكون جولة التصعيد القادمة ولكن في نفس الوقت فان الجيش الاسرائيلي مستعد وجاهز لأي سيناريو قادم». اما وزير ما يسمى بحماية الجبهة الداخلية الإسرائيلية ماتان فيلنائي فقال إن «إسرائيل» ستعمل دومًا بموجب مقولة (تغدّاه قبل أن يتعشاك)، ما يعني أن كل من يخطط لعمليات مقاومة يجب أن يأخذ ضمن حساباته احتمال استهدافه. ورأى فيلنائي في حديث إذاعي صباح امس أن «موجة التصعيد الحالية تبدو وكأنها انتهت، غير أنه أضاف أن استتباب التهدئة المعلنة قد يستغرق بعض الوقت، نظرًا لأن فصائل المقاومة الفلسطينية تخلو من آلية قيادة واضحة لنقل التوجيهات إلى العناصر الميدانية». من جهته، قال الناطق بلسان جيش الاحتلال البريغادير يؤاف مُردخاي إن الجيش يدرس الأوضاع الميدانية وليس من خلال التصريحات الإعلامية. وأضاف أن قوات الجيش ما زالت على أهبة الاستعداد لعرقلة أي هجوم والتحسب لأي طارئ. الى ذلك أعلنت وزارة الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة امس إن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت أسلحة غير تقليدية ومحرمة دوليًا في عدوانها على قطاع غزة في الايام الأربعة الماضية وظهر ذلك واضحًا في أشلاء شهداء القصف. وأكد الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة في تصريح امس إن هذا العدد من الشهداء والمصابين في صفوف الأطفال يدل على مدى وحشية الضربات التي وجهها العدو الإسرائيلي للمدنيين والمناطق المأهولة بالسكان في مختلف مناطق القطاع، بالإضافة إلى نية الاحتلال المبيتة لبث الرعب لدى الأطفال لاسيما طلبة المدارس بهدف زعزعة الاستقرار النفسي . وأوضح أن قوات الاحتلال استهدفت الأطفال وطلبة المدارس والنساء والمسنين والشبان العزل في الشوارع العامة التي تكتظ بحركة بالمواطنين والأحياء السكنية القريبة من المدارس والمستشفيات ومراكز الإسعاف والطوارئ، لإرباك الساحة الفلسطينية. نقلا عن الدستور 14-03-2012