القاهرة، القدسوغزة - أرسلت أطراف الحرب الدائرة في غزة بين حماس وإسرائيل مؤشرات قوية على نجاح وساطة الرئيس المصري محمد مرسي بين الإسرائيليين وحركات الإسلاميين في غزة. وقال أيمن طه المسؤول في حركة حماس إن إسرائيل ونشطاء غزة، توصلوا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية سيبدأ تنفيذه عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي (2200 بتوقيت جرينتش). وأضاف طه إنه سيتم إعلان اتفاق وقف إطلاق النار الساعة 1900 بتوقيت جرينتش. وأرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو بدوره إشارة واضحة بأن إسرائيل تريد التوصل إلى حل دبلوماسي طويل الأجل لأزمة غزة لكنها لن تتردد في تصعيد حملتها العسكرية ضد المسلحين الفلسطينيين إذا لزم الأمر. وقال نتنياهو الثلاثاء عقب محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون "إذا أمكن التوصل إلى حل طويل الأجل من خلال السبل الدبلوماسية، فستكون إسرائيل شريكا متجاوبا مع مثل هذا الحل". واضاف "لكن إذا اتضحت ضرورة القيام بعمل عسكري أقوي لوقف الإطلاق المتواصل للصواريخ فلن تتردد إسرائيل في فعل ما هو ضروري للدفاع عن شعبنا". وسيعقد الليلة مؤتمر صحافي في القاهرة للاعلان عن التوصل الى تهدئة في غزة بعد اسبوع من العملية العسكرية الاسرائيلية الدامية، بحسب مصادر في حركتي الجهاد وحماس. وقال مصدر مسؤول في الجهاد ان مؤتمرا صحافيا مشتركا سيعقد الليلة في القاهرة بين حماس والجهاد الاسلامي والوسيط المصري لإعلان التهدئة". وتبذل مصر جهودا للتوصل إلى هدنة بين غزة وإسرائيل. لكن هذه الجهود لم تخرج عن سياق التزامها بمعاهدة السلام مع اسرائيل، كما أكد ذلك محمد مرسي في وقت لاحق لاستلامه لمنصب الرئيس. وقال الرئيس المصري محمد مرسي الثلاثاء دون أن يكشف ما إذا كان هو شخصيا أو ايا من رجاله قد أجرى مفاوضات مباشرة مع تل أبيب، إن "العدوان الإسرائيلي" على غزة سينتهي اليوم. وقال مراقبون إن تحركات النظام المصري الجديد بقيادة الإخواني محمد مرسي لا تختلف في شيء عمّا كان يقوم به نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك عندما كان يرسل بعد كل هجوم على قطاع غزة، مبعوثه اللواء الراحل عمر سليمان لينسق بين القاهرة وتل ابيب بشأن وقف إطلاق النار. وأكد مرسي خلال تشييع شقيقته التي توفيت الاثنين أن "مهزلة العدوان الإسرائيلي ستنتهي الثلاثاء". واضاف "جهود عقد الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ستسفر عن نتائج إيجابية خلال الساعات القليلة القادمة." وكان مرسي أكد السبت إن هناك بعض المؤشرات على أنه يمكن التوصل قريبا لوقف إطلاق النار. وكان رئيس وزراء مصر هشام قنديل قال الاثنين إن التوصل لاتفاق هدنة ربما يكون قريبا. وأضاف "آمل في أن نتوصل قريبا لشيء يوقف هذا العنف والعنف المضاد". وبدأت إسرائيل حملة غارات جوية على غزة يوم الأربعاء معلنة أنها تهدف إلى ردع حماس التي تدير القطاع عن إطلاق صواريخ على أراضيها. وفي خضم هذه التطورات، وصل نبيل العربي امين عام الجامعة العربية الثلاثاء الى قطاع غزة، على راس وفد وزاري. وقال العربي خلال لقائه مع اسماعيل هنية رئيس وزاراء حكومة حماس ان "المشكلة الحقيقية ليست في التهدئة، المشكلة الحقيقية (...) يجب ان نكرز جميعا، الدول العربية والاسلامية والصديقة في كل العالم على انهاء الاحتلال، هذه هي المشكلة الرئيسية". واضاف انه "بعد ما رايناه من دمار (...) اذا (حصلت) التهدئة سوف تقصف وسوف يتكرر ويبقى العدوان، يجب التركيز على انهاء الاحتلال". واوضح "انا اعتقد ما رايناه اليوم يؤكد مرة اخرى ان الشعب الفلسطيني لن ينكسر في يوم من الايام. ما نراه اليوم في غزة انما يدل على العدوان الغاشم المتكرر منذ ستين عاما". وقال اسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال "نحن نتابع ما يجري في القاهرة والجهد التركي والقطري وجهود وزراء الخارجية العرب برئاسة الامين العام". واضاف هنية "لسنا ضد وقف الحرب وحماية ابناء شعبنا وكل الجهود التي تبذل هي مباركة لكننا نريد تهدئة تضمن وقف العدوان وتضمن عدم تكراره". واوضح "ان حكومته تعمل علي مسارين لوقف العدوان اولهما عبر دعم المقاومة بكافة اشكالها والثاني الجهد الدبلوماسي". والثلاثاء قتل ستة فلسطينيين على الاقل واصيب اثنان بجروح في غارة جوية اسرائيلية جديدة على غزة. وقال المكتب الاعلامي لوزارة الصحة في حكومة حماس ان "عدد الشهداء في الغارة الصهيونية التي استهدفت سيارة في حي الصبرة" جنوب مدينة غزة ارتفع الى ستة. واستهدفت الطائرات الحربية الاسرائيلية سيارتين بحي الصبرة وفقا للجنة الاسعاف والطوارئ في وزارة حماس وشهود عيان. واكدت مصادر طبية فلسطينية في قطاع غزة ان عدد قتلى الغارات الاسرائيلية ارتفع في اليوم السابع من الهجوم الاسرائيلي الجوي على القطاع الى اكثر من 120 قتيلا منذ الاربعاء. وبين القتلى نحو ثلاثين طفلا. كما اصيب اكثر من 900 بجروح بينهم نحو 300 طفل.