ذكر تقرير نشرته صحيفة أميركية، أن آمال سكان جنوب السودان وفرحتهم بميلاد دولة جديدة العام الماضي ذهبت أدراج الرياح لتحل محلها مشاعر السخط تجاه ما يرونه من فساد مستشر وحكومة غير مبالية بمواطنيها. وذكرت الصحيفة انه برغم من إعلان الاستقلال عن السودان في يوليو شكل بذرة أمل للجنوبيين، فإن البلاد تعاني من استشراء الفساد وإهمال الحكومة للخدمات، وطغيان مشاهد الدمار على مشاهد العمران. وتتابع الصحيفة والتي ترسم مشاهد الفقر في جوبا من شوارع غير معبدة وفنادق مكونة من حاويات للشحن- قولها إن الفنادق تعج بالمحللين بالشؤون النفطية والمستشارين الحكوميين وعمال الإغاثة والصحافيين الذين ينتظرون جميعاً ما إذا كان (المولود الجديد سيعيش أم لا). وبينما تبدو المستشفيات الرئيسة بالعاصمة كئيبة ووضيعة، فإن المرافق الصحية والمدارس تبدو نادرة بالمناطق الريفية. وفي ظل غياب الاهتمام الحكومي بالمرافق الطبية، حاول البعض بناء عيادات خاصة، منهم حسن الذي كان متفائلاً جداً العام الماضي بتوسيع العيادة وبناء غرفة عمليات وعيادة لطب الأطفال، ولكن تلك الطموحات تقلصت اليوم نظراً لقلة المراجعين الذين لا يستطيعون تحمل الأسعار ولا سيما أن حكومة الجنوب لم توفر لهم فرص العمل بعد. ويقول حسن إن الظروف ستزداد سوءاً مع تعليق تصدير النفط بسبب الخلاف مع الخرطوم، مشيراً إلى أن مشكلة الفساد لا تقل خطورة عن الأزمات الاقتصادية، ويشير إلى أن المسئولين يجنون العائدات النفطية، فيملك بعضهم الملايين في حين لا يملك الناس شيئاً.