قالت لي جدتي ست العيلة بنت نقد التي رأيتها فيما يرى النائم أن سيناريو اعتقال الرئيس مخطط ومدبر ومرتب.. قلت لها كيف!؟ قالت يسافر الرئيس إلى الجنوب.. يستقبل استقبال الغزاة الفاتحين بالأعلام والرايات والطبول والهتافات المؤيدة.. ثم يتحرك الوفد الرئاسي بعد تلقي برتوكول الشرف والسير على البساط (الأحمر).. إلى قصر الرئاسة..وتعقد الاجتماعات المشتركة وتمضي بسهولة وسلاسة.. مع تشددات أحياناً.. وتنتهي المحادثات وتجري عمليات التوقيع على الاتفاقيات لتستكمل فيما بعد.. وتجري مراسم الاحتفال باتفاق الرئيس والوفدين..ويتحرك الركب الرئاسي صوب المطار وتتم مراسم التوديع وتتحرك الطائرة الرئاسية وتحلق في سماء جوبا وعلى ارتفاع خمسة عشر ألف متر يظهر سرب من طائرات أف 16 الحربية وتطلب من طائرة الرئيس التوجه إلى عنتبي وهنا تكون حكومة الجنوب غير مسؤولة عن حياة الرئيس والوفد المرافق.. لتهبط الطائرة في الأرض الأوغندية.. أو تتعرض لعملية وتسقط وتقوم القيامة في الخرطوم ويختلط الحابل بالنابل.. ويحدث ما لا تحمد عقباه قلت لجدتي ست العيلة: وماذا سيحدث في الخرطوم.. ابتسمت وقالت حتى هذه لا تدركونها.. انظر كيف كان موكب تشييع جثمان الراحل (نقد) هل تمعنت في الرايات.. وهل تمعنت في عبارات المتحدثين خاصة زولكم قلت لها ومن هو زولنا هذا.. ضحكت واختفت وتوارت عن ناظري فوجدت نفسي على فراشي.. فقلت لا حول ولا قوة إلا بالله وقرأت الفاتحة على روحها الطاهرة حيث توفيت ونحن أطفال يفع في بداية خمسينيات القرن الماضي وفجأة صحوت ويدي على قلبي وأنا أردد وإذا حدث...ماذا حدث..؟ واليوم ونحن في أوج الصحوة.. الطعام الذي تناوله العدو الأول باقان على موائدنا مازال يتفاعل في أمعائه.. وجواربه المتنوعة التي صورتها كاميرات التلفزيون مازالت ماثلة.. وكلماته وعبارات الثناء التي كانت تكذبها تقاسيم وجهه وبصمات عينيه كانت تقول إنه ينافق وبالفعل حملت الأخبار ما أراد المنافقون تحقيقه، سلام بالأحضان وخنجر في اليد الأخرى تغرز في الخاصرة.. صحيح فإن المؤمن صديق.. وصحيح فإن طبيعة وثقافة أهل السودان وأهل الإسلام أن نحسن النوايا وأن نظن بالآخرين خيراً.. ولكن من هم هؤلاء الآخرون ما طبيعتهم وما طبعهم هل هم بشر.. هل هؤلاء كانوا بالسودان؟. هل هؤلاء يحفظون العهود وهل هم أهل لأن نعاملهم في كل خطواتهم بحسن نية؟ إنهم يسعون على طلب أسيادهم أن يلحقوا بنا الأذى بل أكبر أذى ممكن.. إنهم في البدء عنصريون تماماً كالصهاينة في دويلة إسرائيل.. وإنهم ينفذون أجندة الصهيونية بحذافيرها.. هم في نظر أسيادهم مخلب القط الذي سيحقق لهم مآربهم بالتآمر علينا والاستمرار في توجيه كل أحقادهم الدفينة لإيذاء شعب السودان الذي يعيش (فرقة) ويعيش حالة استقطاب غير محتملة.. وعليه لابد من العودة إلى حالة الحرب ونحن لا نرغب في ذلك ولكن إذا فرض علينا فلابد مما ليس منه بد.. لابد من استنفار كل قدراتنا وتسخير كل إمكاناتنا (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) هذا أمر رباني ولا بد من إنفاذه.. لن ننتظر حتى يباغتونا داخل غرف نومنا لابد أن نقابل عدونا.. بذات الطريقة التي يقابلنا بها.. ونحن نعلم أن الله معنا (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) لابد من أن ننظف صفوفنا ونوحد إرادتنا ونطهر بلادنا من كل أصناف الصهيونية وآثارها.. وليذهب الطابور الخامس بالذات إلى الجحيم.. وها هي الحقيقة تمثل أمامنا عارية.. ونحن قبيل شن قلنا..... نقلا عن الشرق القطرية 29/3/2012