اعتمدت دولة جنوب السودان أمس الأول (الجمعة) خريطة الدولة الرسمية لأول مرة منذ انفصالها في يوليو من العام الماضي، وتضمن 6 مناطق، قال مجلس الوزراء في جوبا عن السودان قام بضمها في العام 1970م عقب اكتشاف النفط بها. من جهتها أعلنت الحكومة السودانية رفضها القاطع لقرار مجلس وزراء دولة الجنوب وتعمده ضم هجليج وعدد من المناطق المتنازع عليها في الخريطة الرسمية لدولة الجنوب. واعتبر المؤرخ البريطاني دوغلاس جونسون – أحد أعضاء لجنة حدود أبيي – في مذكرة نشرتها ((سودان تريبيون) الجمعة الماضي (إن إعلان (هجليج/ بانثو) كجزء من السودان من السابق لأوانه في أحسن الأحوال، ومسيئ للقرار النهائي في أوسوأ الأحوال. تحت عنوات (مذكرة عن بانثو – هجليج) كتب المؤرخ البريطاني دوغلاس ه. جونسون مبتدرا ملاحظاته المنشورة في 2 مايو 2012م بالحديث عن خلفيات منذ الاستعمار. أشار إلي أن: أراضي (فانراو التابعة لدينكا رونق هي محور النقاش الدائر حول موقع (هجليج – بانثو). الرونق الموجودون ضمن ولاية الوحدة يجاورون دينكا نقوك ويخضع الاثنان إدارياً كجزء من محافظة كردفان. موقعهم الحالي في ولاية الوحدة وفي منطقة هجليج – بانثو المتنازع عليها جاء نتيجة لسلسلة من التحولات الإدارية في أوائل القرن العشرين. في بداية الحكم الثنائي – الإنجليزي المصري – تم العثور على دينكا رونق مع قطعان ماشيتهم شمالاً حتى بحيرة كيلك، في ما يعرف الآن بجنوب كردفان. في العام 1907م ذكرت التقارير أن العديد منهم غادر فانراو (بانارو) في جنوب كردفان متجهاً إلى خور عطار في ولاية أعالي النيل بسبب هجمات المسيرية الحمر علي أراضيهم حول بحيرة جاو (بحيرة الأبيض)، حيث استقر ل(أويت) لفترة طويلة قبل قدوم العرب. * خريطة 1: مناطق دينكا رونق (شعبة المساحة السودانية 1: 2.000.000 خريطة جنوب السودان) ويتابع جونسون: عندما أصبحت جبال النوبة محافظة مستقلة في العام 1913م تم تقسيم مناطق الرونق بين مديريتي جبال النوبة وكردفان. ثم نقل أحد فروع الرونق جنوباً إلي مديرية بحر الغزال في أوائل العشرينيات من القرن الماضي، وفي 1927 في أعقاب قرار إعادة استيعاب جبال النوبة في محافظة كردفان تم نقل معظم ما تبقي من الرونق إلى هناك، أيضاً على أساس أنهم كانوا اكثر قدرة على التواصل مع ادرايي بحر الغزال، كما كانوا بالفعل على اتصال وثيق مع النوير في تلك المحافظة. وتم تصحيح الحدود بين المحافظات في اجتماع على المستوي المحلي للمحافظين في تلك المناطق. انقسم الرونق الآن بين بحر الغزال وكردفان، حيث لا يزال بعض الدينكا جزاءاً من منطقة جنوب كردفان التي يقع مقرها في كادقلي. على كل حال بحلول العام 1930 تم نقل جميع الرونق إلي إدارة مديرية أعالي النيل، وفي 1931م تم نشر حدود المديريات في الغازيتا الرسمية كالآتي: كنتيجة لنقل دينكا الروينق – أجوبا، روينق – أويت، والروينق – ألور من كردفان إلي مديرية أعالي النيل جري تغيير الحدود بين المدريتين كما يلي: تبدأ من نقطة على حدود المديرية الحالية بمنتصف الطريق بين دبة منجوك ودبة كرم نيت (Lat 9.21 Long 28. 38)، في حدود تمتد باتجاه الشرق حتى تلتقي بخور أم دقورة. من ثم شمالاً الى بحر العرب تاركاً قرية رملا نقورك لأعالي النيل ومن ثم في اتجاه الشمال الشرقي نحو رقبة الزرقة على نقطة تبعد نصف ميل من تبوسيا. ومن ثم على طول رقبة الزرقة نحو عرديبة، ومن ثم شرقاً على طول خط الطول 45 .9 نحو الحدود القديمة بين كردفان وأعالي النيل. ثم شمالاً على طول تلك الحدود المستمرة حتى الحدود القديمة بين مديريتي كردفان وجبال توبة. حتى خط عرض 5 .10 مشار إليها على الخريطة غابة هجليج ومن ثم إلي الشمال الشرقي إلي نقطة تبعد 3 أميال غرباً من منتصف بحيرة الأبيض (بحيرة جاو). ثم يتجه شرقاً إلي الضفة الشرقية من البحيرة. ومن ثم جنوب شرق عبر Fed A bu Finyer وحتى الاستراحة على النقطة حيث يمر طريق تونقا – تلودي عبر حقبا جنوبي أبوقصة. ومن ثم تصل إلي رقبة حيث تلتقي بالحدود القائمة للمديرية. كان هذا خط الحدود الرسمي للمديريات في الواقع عند استقلال السودان في 1 يناير 1956م. المسح السوداني 1: 250.000 مرسمة 65L-65H حيث وضعت علاماتها. التي تستند إليها جميع الخرائط اللاحقة للمنطقة وتم تحديثها لمزيد من التفاصيل الطبوغرافية في العام 1937م. والمنطقة المقسمة بالخط خالية بصورة عامة. وبغض النظر عن تأشير مصادر المياه وغابة أشجار الهجليج الموسمية (بالانتايس ايجيبتيكا، هجليج بالعربية، ثو بلغة الدينكا) لم يتم تسجيل أي قري، مخيمات الماشية الموسمية (مرحال)، ولا حتى منطقة باسم بانثو، اليني أو حتى هجليج. والسبب أن هذه المنطقة كانت بعيدة عن طريق المسؤولين المعتاد. الخريطة سجلت الخطوط الرئيسية لشبكة الطرق والممررات المائية. لقد قاموا بتوثيق حدود المعرفة الإدارية. وليس على نطاق واسع لمواطن السكان الأصليين. * ملاحظة المترجم: بعض التسميات لم يتم مطابقتها مع الأسماء الصحيحة بالغلة العربية. (نواصل) نقلاً عن صحيفة الأهرام اليوم 6/5/2012م