وقف طابور طويل من السيارات في جوبا، عاصمة جنوب السودان، أمام محطة للتزود بالوقود نضبت مضخاتها، وهذا مثال على ما يعانيه الاقتصاد المترنح لدولة جنوب السودان و من نقص في العملة الأجنبية وتصاعد في التضخم، بحسب التقارير . وقال سائق دراجة - تاكسي كان ينتظر وصول الوقود: «يجب الوقوف في الطابور النهار كاملا تحت أشعة الشمس للحصول على الوقود». وفي السوق السوداء، ارتفع سعر البنزين ثلاث مرات ليباع بنحو 4 دولارات للتر الواحد. أوقفت جوبا ضخ صادراتها من النفط التي تملك 75 في المائة من موارده المرتهنة تماما لخطوط أنابيب النفط الموجودة في الشمال، وذلك احتجاجا على اقتطاع الخرطوم رسوم العبور من صادرات النفط الخام، إثر خلاف مع جوبا بشأن قيمة هذه الرسوم. وبذلك، حرمت جوبا نفسها من 98 في المائة من عائداته والمصدر الأساسي للعملة الأجنبية، مما أدى إلى تراجع قيمة عملة جنوب السودان. ولئن كان سعر الصرف الرسمي لا يزال دولار واحد يساوي 2.96 جنيه جنوب سوداني، فالأمر مختلف في السوق السوداء، حيث يصل سعر الدولار الواحد حتى خمسة جنيهات، وهو أدنى سعر في تاريخ هذه العملة الفتية. ولأن اقتصاد جنوب السودان يرتكز بشكل كبير على الواردات، فإن التضخم يزداد بالتوازي مع تراجع قيمة العملة.