في تغطيتها للاحتجاجات التي أخرجت بعض المواطنين علي زيادة الأسعار الي الشوارع أوردت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية في عدد الاثنين الفائت أن صحفيين خرجوا في شوارع "سوق العبيد" ورغم أن الخبر أسندته الي صحفيين سودانيين يعملان في مقرها بلندن إلا أن صيغة الخبر وتلوينه والخدمة فيه لا يشير أن الإسناد لهذين الصحفيين فقط وإنما الخبر حسب العرف الصحفي "مخدوم". وكالات الأنباء الدولية التي تستقي منها الصحف العربية أخبار الدول في منطقة الشرق الأوسط تكثر من عمليات التلوين الواضحة والمستترة خاصة عندما يكون مراسل هذه الوكالات مراسلاً مهنياً وطنياً لا يستجيب لعمليات الفبركة والتدليس فتلجأ الي المندوب الخاص أو الي "مصادر" وفي بعض الأحيان قد يكون المراسل ممن يستجيب الي التلوين ولكن وكالته تخاف عليه من عمليات الرقابة والمحاسبة فتتجاوزه الي المندوب الخاص أو المصادر المجهولة. لو اعتمدت صحيفة الشرق الأوسط علي الصحفيين السودانيين وهما صحفيان معروفان لما بدلت اسم "سوق الأبيض" الي سوق العبيد وهي أرادت بفعلها هذا أن تجمل هذا الخبر المخدوم والمترجم من جهة أجنبية تعتمد عليها في مثل هذه الأعمال وتمنحه الصدقية بإسناده الي صحفيين سودانيين لإيهام القراء بصدق الخبر وقوة مصادره. وصحيفة الشرق الأوسط التي تدعي الحرفية والمهنية بكثرة اعتذارها عن أخطاء مهنية في صفحاتها التالية لنشر هذه الأخطاء لم تكلف نفسها وتعتذر لأهل السودان بتسمية أضخم سوق للمحاصيل في أفريقيا سوقاً للعبيد وأكبر سوق في العالم للتجارة الصمغ العربي. لاحظوا معي تغطية صحيفة الشرق الأوسط للشأن السوداني بعيداً عن الحكومة التي تحاربها وتناصبها العداء منذ مجيئها ولاحظوا أيضاً آراء بعض كتابها عن السودان وأهله والسخرية من ثقافتهم وآدابهم وفنونهم والشخصية السودانية التي لا يري فيها هؤلاء من إسهام في السياسة والثقافة العربية والتراث العالمي. أهل السودان لا يحتاجون الي شهادات من عبد الرحمن الراشد أو طارق الحميد وغيرهما ممن لا يفرقون بين حكومة طلب منهم أن يعملوا علي تشويه كل فعل تقوم به وبين ثقافة شعب كان لأبنائه آثر واضح في تعليم وصحة وأمن معظم مواطني دول الخليج العربي الذين يحتفظون لأبناء الشعب السوداني بحسن صنيعهم يصرحون بذلك في مجالسهم ويدونونه في مذكراتهم وكتاباتهم، وأما هذه الصحيفة التي تدعي أنها صحيفة العرب الدولية فإنها فقدت احترام العرب لها بعد افتضاح الخط الذي تخدمه والسياسة التي تدعمها خاصة بعد حصول الكاتبين المذكورين آنفاً علي جايزة صديق شعب إسرائيل التي تمنح سنوياً للشخصيات التي تدعم أعمالها الشعب اليهودي وحقه في دولة الأجداد حسب الأنباء التي نشرت في المواقع الإخبارية والصحيفة في العام 2008م. من حق أهل الأبيض الخروج احتجاجاً علي زيادات الأسعار ومن حق وكالات الأنباء الدولية نقل ذلك الي كل أنحاء العالم ولكن ليس من حق صحيفة أن تحول الأبيض الي سوق للعبيد بدواخل تنضح بالجهل مع الاستعلاء. نقلا عن صحيفة الرأي العام السودانية 3/7/2012م