طرابلس- عبد الفتاح أنور البطة وسعيد الغريب: قبل اعلان النتائج النهائية اليوم للانتخابات البرلمانية الليبية المؤتمر الوطني صرح محمد حسن صوان رئيس حزب العدالة والبناء المنبثق عن حركة الإخوان المسلمين الليبية لالأهرام، بأن حزبه سيشكل الحكومة القادمة برئاسته إذا فاز بأغلبية مقاعد المؤتمر الوطني( الجمعية التأسيسية) والتي جرت انتخاباتها أمس الأول. وقال إن الحكومة المقبلة ستكون ائتلافية وبالتوافق مع الأحزاب الأخري متوقعا فوز الأحزاب ذات المرجعية الاسلامية بأغلبية الأصوات في الانتخابات التي شهدتها ليبيا لأول مرة منذ نحو نصف قرن. وأكد أن حزبه سيسعي لتشكيل حكومة ائتلافية بالمشاركة مع أحزاب ذات مرجعية إسلامية إذا ما حقق تقدما في نتائج انتخابات المؤتمر الوطني العام. وبشأن المرحلة المقبلة, قال صوان' لو كان لنا دور فاعل في تشكيل الحكومة فلا شك أن مبدأ التوافق مع مختلف الأحزاب الموجودة علي الساحة السياسية هو مبدأ مطروح.. ولكن الأقرب هي الأحزاب الإسلامية بطبيعة الحال'. وشدد صوان علي أن هوية الدولة وقضية المرجعية الإسلامية ستكون ضمن أولويات حزبه عند المشاركة في كتابة الدستور. وأوضح, نحن نسعي لتأسيس دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية تحترم الحريات وتكفل الحقوق وتضمن التداول السلمي للسلطة وتحترم سيادة القانون وتدعو لإقامة علاقات متوازنة مع كل الأطراف. وانتقد صوان ما يثار من مخاوف من أن فوز الإسلاميين بالسلطة قد يعقبه تصفية للحسابات مع باقي التيارات السياسية. وعن امكانية تقدم حزب العدالة بمرشح في الانتخابات الرئاسية القادمة, قال عمر رحومة القيادي بالحزب إن العدالة والبناء لا يحبذ التقدم بمرشح ولا يؤيد فكرة وجود مرشح اسلامي للرئاسة. وأشار رحومة إلي أن الأحزاب الاسلامية الخمسة( العدالة والبناء والوطن والأصالة والأمة وجبهة الإنقاذ) ستدخل البرلمان موحدة ضمن تكتل برلماني وهيئة مشتركة, وأن بيانا سيصدر بهذا الشأن خلال ساعات. ويذكر أن الدكتور علي الصلابي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي موجود حاليا في طرابلس لبذل مساع بشأن تشكيل جبهة موحدة للأحزاب الاسلامية. ومن جانبه, صرح بشير الكتبي المراقب العام للإخوان المسلمين في ليبيا لالأهرام بأن الجماعة لا تتدخل في عمل حزب العدالة والبناء ولا تفرض عليه رأيا معينا وتترك له حسم مسألة تشكيل الحكومة وغيرها. وشدد المراقب العام للاخوان المسلمين بليبيا علي أنه لا يوجد تخوف داخل ليبيا من حكم الاسلاميين لأن الدولة مسلمة وعلي مذهب واحد, وكانت الشعارات التي رفعتها الثورة ضد القذافي شعارات اسلامية فضلا عن أن جميع من استشهدوا في الثورة كانوا شبابا مسلمين مشيرا إلي وجود العديد من الأحزاب والكيانات التي تقدم برامجها علي أساس الشريعة الاسلامية. جاء ذلك في حين, نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن تحالف القوي الوطنية الليبرالي في ليبيا وتأكيد أن اعلانه حقق مكاسب كبيرة في الانتخابات. وقال أعضاء من التحالف إن المراقبين الذين حضروا فرز الأصوات أكدوا تقدم الليبراليين. وفي الوقت نفسه, بدأت في ليبيا عملية فرز اصوات الناخبين, ويتوقع اعلان النتائج الاولية اليوم. وقال رئيس المفوضية العليا للانتخابات نوري العبار إن عدد الناخبين وصل الي1.6 مليون أي بنسبة60%. واحتفل الليبيون في طرابلس باكتمال عملية الاقتراع,كما أن ميدان الشهداء امتلأ تماما بالليبيين الذين تدفقوامن كل صوب للاحتفال بالمناسبة. من ناحية أخري, اعتبر عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور جون ماكين, أن انتخابات المؤتمر الوطني خطوة أولي نحو تعزيز الديمقراطية في ليبيا. وفي واشنطن, اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما تنظيم الانتخابات خطوة مهمة أخري وعلامة فارقة في انتقال ليبيا نحو الديمقراطية. وكان المراقبون الدوليون الذين يتابعون سير العملية الانتخابية قد أشادوا بتنظيم العملية الانتخابية, كما أبدي مراقبو الاتحاد الأوروبي ومركز كارتر إعجابهم بها.