يصل الخرطوم الأثنين القادم الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر علي رأس وفد كبير من مركز كارتر للوقوف علي سير الإنتخابات والمشاريع الصحية التابعة للمركز؛ الي جانب لقاء عدد من المسؤولين بالدولة من بينهم الرئيس السوداني البشير. وتأتي الزيارة، التي تمتد لأربعة أيام، إنفاذاً للإتفاق الذي وقعه المركز في أغسطس الماضي مع الحكومة، والمفوضية القومية للإنتخابات، وحكومة جنوب السودان حول مراقبة الإنتخابات. وتستند مذكرات التفاهم التي وقعها المركز علي إتفاقية السلام الشامل ، وقانون الإنتخابات ، وإعلان مباديء المراقبة الدولية للإنتخابات، ومدونة قواعد السلوك لمراقبي الإنتخابات الدوليين الذي أعتمد في الأممالمتحدة عام 2005م وتتيح المذكرات الموقعة قيام برنامج غير مقيد لمراقبة الإنتخابات بما في ذلك حرية الوصول إلي جميع أنحاء البلاد خلال كافة مراحل العملية الإنتخابية. وتعهد المركز بتنفيذ أنشطته بالحياد والموضوعية والشفافية والإستقلالية؛ إلي جانب تقديم الدعم في مجال التدريب وبناء القدرات الفنية للمجموعات الوطنية المشاركة في مراقبة الإنتخابات، خاصة وأن المركز سبق له أن قام بمراقبة 74 عملية إنتخابية في 29 دولة منذ عام 1989م؛ كان آخرها مراقبة الإنتخابات النيابية في لبنان. ومن المقرر أن يلتقي كارتر مع المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ونائبه الأول الفريق أول سلفاكير ميارديت ، ورئيس المفوضية القومية للإنتخابات مولانا أبير الير، بجانب قادة الأحزاب السياسية. كما سيبحث كارتر، مع الدكتورة تابيتا بطرس وزيرة الصحة الإتحادية، الدور الذي يقوم به المركز بالتعاون مع وزارة الصحة لإستئصال مرض الدودة الغينية ( الفرنديد ) في جنوب السودان وكيفية الإسراع بجهود الإستئصال وفق الخطة الدولية للقضاء علي المرض. بالإضافة إلي متابعة المركز لمكافحة عمي الأنهار ( عمي الجور ) في الجنوب؛ وذلك من خلال دعم الرعاية الصحية الأولية. والجدير بالذكر أن مركز كارتر، الذي أسسه الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر وزوجته روزالين سميث كارتر في عام 1982م ؛ وهو منظمة غير حكومية لا تستهدف الربح ، كان قد شرع في مراقبة عملية الإنتخابات بالبلاد منذ أغسطس الماضي. وقد تم تعيين جيفري مابيندري، المساعد السابق لمدير برنامج مركز كارتر لفض النزاعات، مديراً للمكتب الميداني لبعثة المركز بالسودان. ويُتوقع أن يضم وفد الرئيس الأمريكي الأسبق عدداً من المراقبين الذين سينضمون إلي من سبقهم للمشاركة في مراقبة الحملة الإنتخابية. وسيحضرون المهرجانات الإنتخابية ويلتقون الأحزاب السياسية والمرشحين والمجتمع المدني إلي جانب مراقبة التحضيرات اللوجستية للإنتخابات؛ خاصة وأن وجود المراقبين الدوليين يمثل عيناً خارجية محايدة وغير منحازة ويعزز الثقة بالعملية الإنتخابية. والمعروف أن مركز كارتر قد بدأ عمله في السودان عام 1986م عبر مشروع ساساكاوا 2000 الزراعي العالمي . كما ركزت برامج المركزحول السلام والصحة لمدة تزيد عن عشرين عاما على تحسين الصحة ومنع وفض النزاعات في السودان وقد سبق للمركز أن شارك في جولات مفاوضات السلام والتي تكللت بتوقيع اتفاق السلام الشامل في نيفاشا.