في تطور داخل حركة تحرير السودان قررت مجموعة من قيادات الفصيل عزل عبد الواحد محمد نور من رئاسة الفصيل بصورة نهائية بعد إصدار مؤخراً توجيهات بتنفيذ اغتيالات لعدد من القادة وذلك بسبب مخالفتهم أوامره واتهام البعض الآخر منهم بالجنوح للسلام. وان القيادة المقربة من عبد الواحد والتي يعتمد عليها في كل شاردة وواردة وفي تنفيذ جميع مخططاته قررت القضاء عليه بواسطة عزله وحجب سيطرته حتى على الفئات البسيطة المنحازة له بجبل مرة بل أن الأمر ذهب إلى ابعد من عزل فقط بل فكر بعض القادة في الانتقام من عبد الواحد بمقر اقامته بيوغندا بسبب معاداته للمواطنين واعتداءاته المتكررة عليهم دون وجه حق. وينحدر عبد الواحد من قبيلة الفور وهو مؤسس حركة تحرير السودان سنة 2002 قبل تعصف بها الانشقاقات في كل الاتجاهات، وقد اختار الاقامة بباريس منذ التوقيع على اتفاقية ابوجا 2006وقاطع جميع مؤتمرات السلام المتعلقة بإقليم دارفور. عين رئيساً لحركة تحرير السودان عند تأسيسها سنة 2002م إلي أن عقد نده السياسي والأمين العام للحركة مني أركو مناوي والعديد من كوادر الحركة مؤتمراً شهيراً ببلدة حسكنيتة نهاية سنة 2005 فأزاحوه عن قيادة الحركة فاحتفظ بقيادة تنظيم يحمل نفس الاسم، ويعتبر عبد الواحد أن فصيله هو الجناح الأساسي في الحركة. ولم ينشق مناوي عن عبد الواحد فحسب تركه رفاقه الواحد تلو الآخر فانشق قائده الميداني أحمد عبد الشافي مؤسساً فصيلاً أطلق عليه حركة تحرير السودان الموحدة، كما انشقت عنه مجموعة أطلقت على نفسها حركة تحير السودان المجموعة 19 بقيادة القائد خميس أبكر وهو من قبيلة المساليت ومن الفصيل الأخير انشق خميس نفسه مشكلاً حركة جيش تحرير السودان وانشق القائد جار النبي مع أفراد شكلوا فصيلاً أطلق عليه قيادة شمال دارفور. وفي العام 2009م قام عبد الواحد محمد نور بزيارة الى العاصمة الإسرائيلية تل أبيب قادماً من باريس مكان أقامته آنذاك. قبل الانتقال إلى بلدة سخنين في شمال إسرائيل، وأحيطت الزيارة بسياج من السرية التامة رغم تثرب الأخبار الى أن الغرض من الزيارة كان بحث أوضاع السودانيين المهاجرين إلى الدولة العبرية وافتتح مكتباً بإسرائيل باسم حركة تحرير السودان، وصرح بأنه رئيس الحركة وله الحق في السفر إلى حيث يشاء والحصول على الدعم السياسي المناسب من أي دولة. وسعت إسرائيل لإيجاد منفذ لها عبر قضية دارفور بدعم حركة عبد الواحد وذلك عبر فتح مكتب له بأراضيها من منطلق أطماعها وعدائها لدول الشرق الأوسط، وبرغم من الدعم الكبير الذي يتلقاه الا انه كان يمر بمرحلة حرجة على صعيد قوته العسكرية والميدانية التي كانت تشكل نقطة قوة وانطلاقة له. وفي العام 2009م أعلنت مجموعة من القيادات الميدانية التابعة لحركة عبد الواحد عن انسلاخها من الحركة بسبب تعنت رئيسها في المشاركة في مفاوضات الدوحة المنعقدة في ديسمبر 2009م، وأعلنت تلك المجموعة المشاركة باسم الحركة وان لم يحضر رئيسها عبد الواحد، ووسط تعنت عبد الواحد في المشاركة رفعت الحكومة الفرنسية بمقترحات ملزمة لعبد الواحد طالبة من خلالها بأهمية الانضمام لمفاوضات الدوحة أو مقادرة أراضيها خلال يومياً فقط من استلامه لتلك المقترحات وقد أصيب عبد الواحد بإحباط بعد أن انحسر نفوذه الميداني وأصبح غير مؤثر على الخارطة الدارفورية نتيجة الخلافات المتفاقمة بحركته وقيامه بقطع الاتصالات مع المقربين له. وفى فبراير2010 من عقدت حركة النهضة المدنية بدارفور مؤتمرا صحفيا بمدينة القاهرة وأعلنت فيه سحب ثقتها من حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة ، كما إن المجتمع المدني ورؤساء العشائر والقبائل فى دارفور تخلوا عن مناصرة عبدالواحد محمد نور بعد ان سبت لهم تورطه في الحصول على الدعم الذي قدمته قطر ودول أوربية لتخفيف المعاناة الإنسانية في المعسكرات ألاجئين والنازحين بإقليم دارفور.