لا زالت فعاليات تأبين شهداء (طائرة تلودى) تتواصل بمحليات ومدن ولاية الخرطوم المختلفة، ولكن يجدر الوقوف عند محطة الشهيدين مكى على بلايل ومحجوب عبدالرحيم توتو طويلا ، إذ يتفق الجميع بأن مكى على بلايل زاهد ويتصف بالأمانة والإخلاص وحب الوطن، تماما كما يتفق الجميع بأن الشهيد محجوب عبدالرحيم شعلة من الحماس والإخلاص والسماحة والتواضع ،إلا أن هنالك قواسم مشتركة بين شهداء طائرة تلودى جميعهم . مثال للتقشف فما عدده كل من والى جنوب كردفان أحمد هارون واللواء إبراهيم نايل إيدام عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ والدكتور لام أكول أجاوين رئيس الحركة الشعبية التغيير الديمقراطى بدولة جنوب السودان وآخرين كثر بمراسم التأبين من مآثر الشهيد مكى على بلايل تؤكد كلها زهد وأمانة وعفة اليد واللسان وتواضع الشهيد بلايل وتؤكد أصالته ومعدنه . هارون قال أنا أعرفه عن قرب وعلى مدى (ثلاثين ) عاما تقريبا، الشهيد بلايل كان مثالا للتقشف حتى أكاد أحصى ملابسه وتشهد له سيارته التى تمشى بالدفرة ،وأكد هارون أن رؤى الشهيد حول المفاوضات ستكون نبراسا للولاية ولأهل جنوب كردفان جميعا ، ويقول ل(الصحافة) العميد معاش محمد مركزو كوكو عضو المكتب القيادى للحزب الحاكم وعضو لجنة مفاوضات أديس أبابا عن المنطقتين أن رحيل الشهيد مكى على بلايل يمثل لنا فاجعة إلا أننا لا نزكيه على الله سبحانه وتعالى، وقدرحل عنا فى وقت نحن أحوج ما نكون فيه لرؤاه قائلا يتفق الجميع بأن (فقد مكى لا يعوض إلا بوحدة أهل الولاية ) وزاد سنحاول بقدر ما نستطيع توحيد صف أهل جنوب كردفان وفاء له ولإخوانه من الشهداء،وأبان مركزو أن بلايل قدم ورقه تحمل رؤيته حول التفاوض فى جنوب كردفان وقال إنها شاملة لكل المحاور، مؤكدا أنها ستكون محل عمل ، وكشف مركزو أن إجراءات سفر الشهيد بلايل ضمن آخرين قد إكتملت للسفر لأديس أبابا عضوا أصيلا فى وفد التفاوض فى إطار توسيع قاعدة المشاركة . طهارة اليد ويروى أحد معارفه أن الشهيد بلايل تعاهد مع أهله إبان فترة إنتخابات سابقه بألا تشيع فاحشة الرشوة لشراء الأصوات بين أهله وعندما قال له أحد أقربائه هؤلاء يدفعون كذا قال بلايل بغضب قولته المشهورة (أتبرأ أن أشيع الرشوة بين الناس والله لا أريد لأهلى أن يتعلموا فساد الأخلاق) إستحلفكم بالله ألا تفعلوا ذلك وإلا يكون فسادا كبيرا فى الأرض ،فظل بلايل يمشى بين الناس فى السراء والضراء مؤزارا ومواسيا ومدافعا عن أهله ضمن قضايا السودان الكلية دفاعا ينم عن الوطنية وحب الخير للجميع ، بينما تواصلت زيارات والى جنوب كردفان أحمد محمد هارون لليوم الثالث لأسر الشهداء يرافقه وفد رفيع من حكومة الولاية السياسية والتنفيذية والتشريعية والأحزاب والقوى السياسية والإدارات الأهلية فى تقديم واجب العزاء لأسر شهداء تلودى. لا تبكوني كان لولاية الخرطوم الفضل الكبير والسند والعضد لأهل جنوب كردفان وقد قدمت (ثمانية) من الشهداء من خيرة أبنائها بطائرة تلودى لذلك كانت زيارة والى جنوب كردفان بوفده الرفيع محل إهتمام ورضا من قبل أهل الولاية،أكد خلالها أحمد محمد هارون أن هدف الزيارة تقديم واجب العزاء والشكر للخرطوم حكومة وشعبا لوقفتها مع جنوب كردفان فى محنتها سندا وعضدا لأهلها، إلا ان والى الخرطوم الدكتورعبد الرحمن الخضر أكد أن القرارات الصعبة تتخذ فى المواقف الحرجة، مؤكدا أن دعم الخرطوملجنوب كردفان سيستمر لأجل تواصل المسيرة وزاد مطلوب منا فى جنوب كردفان الكثير دعما سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا ،كاشفا بأن وفد طائرة تلودى كان يفترض أن يقوده الوالى بنفسه ،قائلا لكن (الجعفرى سبقنى فى الإستشهاد) فكانت تلكم إرادة الله قد سبقت فى الجعفرى رجل المهام الصعبة ورفاقه تقبلهم الله شهداء ،وأبان الخضر أن الشهيد الجعفرى أوصى ابنته ذات الخمسة عشر ربيعا قبل تلك الرحلة بعدم البكاء عليه قائلا (لا تبكونى ) ،وعاد الخضر قائلا نحن نحتسب إخواننا جميعا شهداء لله وفى سيرتهم دعوة للتأمل لتمضى المسيرة إلى الأمام بإذن الله . خليتك لله أجمع كل المشاركين فى تأبين الشهيد محجوب عبدالرحيم توتو وزير الدولة للشباب والرياضة الذى أقامته الوزارة أمس بمقرها بالخرطوم وحضرته قيادات سياسية وتنفيذية رفيعه ،أجمع المتحدثون على حسن خلقه وطيبة معشره، بينما قال عنه مصطفى تيراب وزير الدولة للثقافة والإعلام إن الشهيد وقف ضد الحرب ومع السلام وحافظ علي قيم ومبادئ السلام ،وقال الطيب حسن بدوى وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم إن الشهيد كان مثالا للقيم والأخلاق الفاضلة ،وكشف بدوى أن الشهيد أحمد البشير عبد الهادى كان ضمن كشف وفدهم المتجه لكادقلى إلا أن تعليمات الرئاسة قد سبقت بأن يصلى بالناس فى تلودى ،إلا أنه عاد قائلا إن إرادة الله قد سبقت فمضى إلى الله شهيدا، بينما عدد عبد المنعم السنى أمين أمانة الشباب بالمؤتمر الوطنى مآثر الشهيد، وقال إنه مثال للوطنية ،فيما أكد كل من عمر وسر الختم شقيقا الشهيد أن محجوب مثال للبر والوفاء بأهله وكشفا أنه قال لزوجته قبل سفره (خليتك لله) وقال لابنته (خلى بالك من إخواتك ) فيما أمن كل من والى جنوب كردفان ووزير الشباب والرياضة الإتحادى الفاتح تاجر السر على ما عدده المتحدثون من مآثر للشهيد ،وقد حضر التأبين كل من أميرة الفاضل وزير الرعاية الإجتماعية وإبراهيم آدم وزير الدولة بالرعاية الإجتماعية واللواء الهادى بشرى والى النيل الأزرق، ونفر من السياسيين والتنفيذين، وقد بكى العاملون الشهيد محجوب لتواضعه وقالوا إنه دائم الإنحياز إلي جانبهم . نقلا عن صحيفة الصحافة 23/8/2012