أثارت تصريحات القائم بالأعمال الأميركي في السودان جوزيف استافورد، التي رهن فيها تطبيع علاقات بلاده مع السودان بتغير الحكومة القائمة، غضب حزب المؤتمر الوطني الحاكم، بزعامة الرئيس عمر البشير، الذي دعاها إلى احترام إرادة الشعب السوداني الذي انتخب الحكومة الحالية.. في حين شهدت ولاية جنوب كردفان السودانية فرار 8700 شخص، في موجة نزوح جديدة، نتيجة عودة القتال بين الجيش الشعبي لتحرير السودان والقوات الحكومية. وفي حين أكد مسؤول أمس أن المحادثات التي يتوسط فيها الاتحاد الأفريقي بين السودان وجنوب السودان لحل الخلافات المتعلقة بانفصال الجنوب أرجأت إلى ما بعد الثاني من سبتمبر المقبل الأسبوع بسبب جنازة رئيس الوزراء الأثيوبي الراحل ملس زيناوي المقررة في اليوم ذاته، اعتبر الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني بدر الدين إبراهيم، سعي الإدارة الأميركية من أجل تغيير الحكومة السودانية، يمثل عدم احترام لإرادة الشعب السوداني، وتجاوزاً لكل القوانين والأعراف الدولية، وطالبها باحترام القوانين الدولية ووجودها كدولة راعية لاتفاقات السلام، مشيراً إلى أن التعامل بين الخرطوموواشنطن يجب أن يتم في المقام الأول، على أساس أنهما دولتان عضوان في الأممالمتحدة، تحكمهما القوانين والأعراف الدولية. وقال إبراهيم في كلمة، إن على واشنطن «إن أرادت أن تحترم إرادة الشعب السوداني، عليها أن تحترم الحكومة الموجودة، وتعاملها بالصورة المطلوبة، وإذا كانت لا تريد أن تحترم هذه الإرادة، فعليها أن تسعى كيفما شاءت مع أي جهة لتغيير الحكومة الموجودة، أن تسنى لها ذلك متجاوزة كل الأعراف». نزوح جديد على صعيد آخر، فر الآلاف في موجة نزوح جديدة، نتيجة القتال في ولاية جنوب كردفان السودانية، بحسب ما أعلن مسؤولون أمس، في الوقت الذي يتأخر فيه تنفيذ خطة الإغاثة الدولية عن موعدها، رغم التحذيرات من تدهور الوضع الإنساني في تلك المنطقة. وأظهرت أرقام حكومية أن أكثر من 8700 شخص فروا من القتال في منطقة رشاد في ولاية جنوب كردفان الشمالية الشرقية. وقال مصدر في الأممالمتحدة «سمعنا أن قرى بكاملها شردت.. ربما يبلغ عددها أربع قرى» من بينها قرية الموريب التي تركز فيها القتال مؤخراً، بحسب مصدر طلب عدم الكشف عن هويته. بدوره، قال الجيش الشعبي لتحرير السودان - الشمال إن أكثر من خمسة آلاف شخص فروا من المنطقة، مؤكداً أن القتال مع القوات الحكومية تواصل قرب قرية الموريب، أمس، في أعقاب قصف جوي للمنطقة.. في وقت نقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد، لوكالة السودان للأنباء قوله، إن «متمردي الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان، قاموا بترويع المواطنين الآمنين.. والاعتداء على حرمات وممتلكات المواطنين الأبرياء، ثم قاموا باحتلال قرية الموريب.. واحتلوا موقع الشرطة.. كما قاموا بنهب السوق وتدنيس المسجد». مقتل 24 جندياً في غضون ذلك، قال ناطق عسكري إن متمردين قتلوا 24 جندياً على الأقل بجنوب السودان، حين نصبوا كميناً لقافلة تابعة للجيش في ولاية جونقلي. وقال الناطق باسم الجيش فيليب اجوير، إن «مجموعة يقودها زعيم المتمردين ديفيد ياو ياو، هاجمت قافلة من 200 جندي قرب بيبور، وهي منطقة نائية بولاية جونقلي»، مضيفاً أن 12 جندياً أصيبوا في الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء الماضي، وأن 17 مفقودون. المصدر: البيان 28/8/2012م