وجود النظام لا يساعد علي تطبيع العلاقات مع السودان لكن واشنطن لا تستطيع فرض حكومة جديدة علي الشعب السوداني هكذا تحدث جوزيف استافورد القائم بأعمال سفارة الولاياتالمتحدة بالسودان............. تقرير: القسم السياسي وجود النظام لا يساعد علي تطبيع العلاقات مع السودان لكن واشنطن لا تستطيع فرض حكومة جديدة علي الشعب السوداني هكذا تحدث جوزيف استافورد القائم بأعمال سفارة الولاياتالمتحدة بالسودان ربما لا تثير تصريحات المسئول الأول في سفارة واشنطن استغراب المؤتمر الوطني الذي يدير حوارات متصلة مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ أن سحبت أمريكا سفيرها من البلاد في العام 98، لرفع اسمه من قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للدول الراعية للإرهاب والتي تضم إيران وسوريا وكوريا الشمالية وغيرها لكن أجندة ومطلوبات واشنطن لرفع العقوبات وتطبيع العلاقات مع الخرطوم ظلت في تغيير مستمر وتلجأ الحكومة الأمريكية لوضع شروط جديدة عقب كل تقدم تحرزه الخرطوم في ملفات السلام واتفاقياته الثلاث التي وقعت علي مدي العشرين عاماً الأخيرة. العروض الأمريكية لتطبيع العلاقات مع الخرطوم لم تتوقف ولكن الشروط المسبقة للتطبيع لن تتوقف أيضاً ففي آخر العروض الأمريكية المشروطة قدمت واشنطن مؤخراً مبلغ 250 مليون دولار للمساهمة في حل ديون السودان التي تبلغ 38 مليار دولار متضمنة بالطبع الفوائد علي الديون. رهنت واشنطن المبلغ الذي يفترض أن يوافق علية الكونغرس أولاً بتحقيق تحسن في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ويري د. حسن مكي أن الإدارة الأمريكية تدرك إن انهيار أو سقوط النظام السوداني سيقود لفوضى عارمة تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة ولكن ملف السودان بحسب حسن مكي مختطف من وزارة الخارجية الأمريكية التي يفترض أن تعالج الملف عبر الحوار مع الحكومة السودانية ويشير مكي لصعوبة تجاوز الحالة الراهنة في العلاقات مع واشنطن إلا بتخلي المخابرات الأمريكية والبنتاغون واللوبيات اليهودية واليمين المسيحي عن معالجة ملفات السودان وتركها لوزارة الخارجية الأمريكية. العودة لكارت الإطاحة بالنظام لعبة لا تتقنها واشنطن فحسب وإنما الغرب وأطراف اللعبة السياسية في الداخل فقد عاد رئيس حزب الأمة الصادق المهدي في حوار لصحيفة (الشرق الأوسط) لذات الورقة محذراً المؤتمر الوطني من ما وصفة بخطورة الاستمرار في سياساته الحالية أنها ستقود للتمزيق والتدويل ويري مراقبون أن واشنطن ما زالت تراهن علي الإطاحة بالنظام عبر ثورة شعبية علي طريقة الربيع العربي غير أنها لا تثق في مقدرة أحزاب المعارضة علي قيادة التغيير وشغل الفراغ الخطير الذي سيخلفه سقوط النظام. ويشير د. عبد الرحيم علي في هذا السياق إلي انه لا توجد ضمانات من أي نوع في حالة سقوط النظام علي أن البلاد لن تتجه لأوضاع وحروب كارثية طرفاها الحكومة الحالية وحلفاؤها والحركات المسلحة من دارفور والنيل الأزرق من جهة أخري ويستبعد د. عبد الرحيم فرضية التدخل الدولي تحت الفصل السابع علي خلفية فشل التوصل لحلول للقضايا العالقة مع دولة جنوب السودان غير أن واشنطن ليست غبية ليسهل خداعها أو تضليلها بمآلات الأوضاع في البلاد في حال سقوط أو الإطاحة بالنظام الحالي في أي وقت وتشير تقارير وسائل إعلام ومراكز بحوث أمريكية إلي أن الحكومة نجحت في اختبار الصمود أمام ما بدا للجميع كربيع عربي يحط رحالة في شوارع الخرطوم بعد المظاهرات المحدودة التي شهدتها مدن العاصمة وبعض الولايات مؤخراً. لن تطبع واشنطن علاقاتها مع الخرطوم علي الأرجح علي المدى القريب حتى في حالة وفاء الحكومة بكل مطلوبات واشنطن لتطبيع العلاقات لأنها لا تريد استمرارها علي سدة الحكم في المرحلة القادمة. نقلاً عن صحيفة الوفاق الخميس 30/8/2012م