لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وماذا بعد قمة طهران عقبات أمام علاقات مصرية إيرانية طبيعية
نشر في سودان سفاري يوم 02 - 09 - 2012

ربما لم يكن الحدث ليثير كل هذه الضجة الإعلامية لو لم تكن إيران هي المعني الأساسي به فكم من دورات مضت منذ إنشاء حركة عدم الإنحياز ولم تحظ عملية تسليم وتسلم رئاسة الدورة الجديدة بالإهتمام العالمي الذي حظي به المؤتمر الأخير خاصةوأنه شهد الزيارة الأولي التي يقوم بها رئيس مصري لإيران منذ الثورة الإسلامية في ظل توقعات بقرب إعادة العلاقات بين البلدين.
ومن ناحية أخري فإن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها لم يفوتوا الفرصة دون إستغلالها لممارسة الضغوط, كما اتخذتها إسرائيل ذريعة لإعادة تهديداتها.. فهل أصبحت المواجهة وشيكة أم أن مسلسل العقوبات مازال مستمرا, بينما يواصل الإيرانيون المعاناة.
لم تكن مشاركة الرئيس محمد مرسي في قمة عدم الانحياز في طهران وتسليم رئاسة المنظمة لإيران, مجرد زيارة قصيرة حاول الإيرانيون تصويرها علي انها تستهدف اذابة الجليد بين الدولتين بعد قطيعة لأكثر من30 عاما.. فالزيارة تمثل علامة فارقة في ملف العلاقات الخارجية المصرية, لانها تعد تطورا كبيرا في اعادة رسم خريطة العلاقات الدولية بعدما رضخت لفترة طويلة لأهواء قصر الرئاسة والتشبث بتحديد معالمها وليس وزارة الخارجية.
وخضعت الزيارة القصيرة لتحليلات وتأويلات من اطراف عدة, اهمها الخليجية والإيرانية والإسرائيلية والأمريكية. واذا ركزنا علي الموقفين الامريكي والإيراني, فقد عكست تصرفات واشنطن الرسمية تدخلا غير مبرر في الشئون الداخلية لمصر. علي عكس المواقف الإيرانية التي رحبت بالزيارة ووصفتها بانها بمثابة فتح جديد في العلاقات, حتي وان كانت اهم نتائجها انها عكست موقفا مصريا صلبا تجاه ضرورة انقاذ الشعب السوري من براثن نظام قمعي تدعمه إيران عسكريا واقتصاديا, وليس مناقشة ملف العلاقات الثنائية بشكل صريح.
التوجه الأمريكي اعترض بصورة افتقرت للدبلوماسية قبل الزيارة علي مستوي التمثيل المصري في القمة, وهو ما صرحت به فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية التي اعترضت فيه ضمنا دون توضيح علي مشاركة الرئيس محمد مرسي في قمة طهران. بيد ان واشنطن فوجئت برد فعل مصري عنيف علي لسان المتحدث باسم رئاسة الجمهورية د. ياسر علي: ملف العلاقات الخارجية المصرية من الملفات المهمة والخاصة جدا ومن ملفات السيادة الدولية التي يجب الا يتدخل فيها احد.. وان مصر لاتقبل التدخل في شئونها خاصة في علاقاتها الخارجية.
مشكلة واشنطن الحقيقية مع مصر تتمثل في رغبتها الجامحة في التدخل في الشئون الداخلية لمصر بغض النظر عن مجريات الامور التي شهدت تطورات كثيرة بعد ثورة الربيع العربي, اهمها تغير النظام المصري بأكمله( رئاسة وحكومة وتوجهات). حتي ان جهات بحثية كثيرة في الولايات المتحدة ترفض هيكل العلاقات التي تصوغها واشنطن للتعامل مع مصر وكأن الحكم لم يتغير او ان مقر الرئاسة ظل كما هو بنفس مكوناته القديمة. ومن هؤلاء الباحثة ميشيل دون الرئيس المشارك للمبادرة الامريكية تجاه مصر, إذ تطالب البيت الابيض بتنفيذ حرفي لعبارة علي اساس من الاحترام المتبادل والتي وردت علي لسان الرئيس الامريكي باراك أوباما في أثناء محادثته الهاتفية مع الرئيس مرسي لتهنئته بتولي منصب الرئاسة في مصر. اما الفرصة الحقيقية للولايات المتحدة لبدء صفحة جديدة مع مصر, فيضع معالمها جاكسون ديل الباحث في العلاقات المصرية الامريكية, عبر مطالبته اولا بضرورة تغيير السياسات السيئة التي اتبعتها واشنطن حيال القاهرة. فليس امام أمريكا من وجهة نظر ديل خيار اخر سوي اعادة بناء علاقاتها مع مصر وتصحيح اخطائها التي وقعت فيها علي مدي عقود مع البلد العربي الاهم تاريخيا والأكبر من حيث السكان ومالك قناة السويس واحد افضل حلفاء الولايات المتحدة منذ اكثر من40 عاما. ويطالب ديل بإنهاء مسألة التلويح بقطع المعونات علي خلفية تحول الحكم في مصر من عسكري الي اخواني إسلامي والاهم من ذلك هو توثيق الصلات مع الديمقراطيين والطبقة الوسطي, حتي تسهم امريكا في اجراء تحول حقيقي في مصر من نظام اقرب للعسكري الي آخر اكثر ديمقراطية ومدنية وتفتحا نحو الافكار الليبرالية.
خريطة الطريق لتدشين علاقات مصرية أمريكية معتدلة, استخدمه باحثون أمريكيون كوسيلة لبداية حقيقية تركز علي الحفاظ علي معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية, وكلمة الحفاظ هنا تعد تطورا في اللهجة, بعدما كانت عدم الاقتراب سابقا.. ثم مراعاة حقوق الانسان والمرأة والأقباط( وليس الاقليات) وحرية التعبير والعقيدة, ثم مكافحة الارهاب و حماية الحدود, والابقاء علي قناة السويس مفتوحة امام الملاحة الدولية مع السماح بمرور السفن الامريكية. وتطبيق هذه الخريطة هو الامل الوحيد للإبقاء علي شراكة استراتيجية بين البلدين. وإيرانيا.. فالموقف يختلف تماما, فالتصريحات المعادية لمصر تبدلت الي كلمات حب وترحيب بعودة العلاقات بحكم التاريخ والإسلام والمصاهرة.. فعلي المستوي الرسمي, يؤكد الرئيس الإيراني احمدي نجاد انه لايمكن لاحد ان يقف امام تطوير العلاقات المصرية الإيرانية, لأن هذا الزام تاريخي بين البلدين اللذين يسعيان للحرية والعدالة والسلام. وننقل عنه خلال لقاء مع وفد اعلامي مصري: نحن كإيرانيين نحب الشعب المصري وعزته عزة لنا, والشعب الإيراني علي استعداد لمساعدة مصر دون مقابل. اما العقدة الحقيقية امام تطور حقيقي في ملف العلاقات المصرية الإيرانية, فتتمثل في ان قرار قطع تلك العلاقات الدبلوماسية كان إيرانيا بمتقضي فتوي من آية الله الخميني وهو المعصوم من الخطأ من العرف الجمعي الإيراني, واشترط قبل استئناف العلاقات مرة ان تلغي مصر اتفاقية كامب ديفيد. فلا مصر الغت المعاهدة ووقفت من امريكا موقف العداء ولا اغلقت السفارة الامريكية, بينما اعلنت مرارا التزامها بمعاهدة السلام. وبالتأكيد لن تقدم القاهرة علي تصرفات تتسم باستعداء لواشنطن سواء في المستقبل المنظور أو البعيد. عامل اخر قد يؤخر مسألة حسم تلك العلاقات يتمثل في انطباع معظم المصريين بان إيران هي اكبر داعم عسكري وسياسي واقتصادي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي لم يتوقف يوما عن قتل شعبه منذ انطلاق ثورته, وهو الأمر الذي يفضح حقيقة النيات الإيرانية تجاه ثورات الربيع العربي. وهذا الاعتقاد يمثل عائقا كبيرا امام استئناف العلاقات حسب فهم المصريين علي المستوي الشعبي.
والآن.. يتوقف تطبيع العلاقات بين مصر وايران, علي كيفية اسقاط فتوي الخميني وهذا شئ صعب جدا نظرا لان الايرانيين يعتبرونه معصوما من الخطأ, وبالتالي, قد يفتح اسقاط تلك الفتوي لمسائل اخري لم يتطرق اليها الايرانيون قط. هذا اذا اضفنا التدخلات الامريكية والمخاوف الخليجية والإسرائيلية.
هل أصبح الهجوم الإسرائيلي علي إيران وشيكا ؟
عادل شهبون
هل اقتربت لحظة الهجوم العسكري الإسرائيلي علي إيران؟ هذا السؤال بات يطرح نفسه بقوة في الأيام الأخيرة خاصة بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو ووزير دفاعه باراك بضرورة الإسراع بعمل عسكري ضد إيران لمنعها من امتلاك السلاح النووي, أيضا تأكيدات الخبراء العسكريين ومسؤلي أجهزة المخابرات الإسرائيلية السابقين بأن هناك ضربة عسكرية وشيكة ضد طهران.
ففي مقابلة مع القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي أكد رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية الأسبق أهارون زئيفي ان العمل العسكري ضد الأهداف الإيرانية سيتم في غضون أسابيع قليلة وحذر في الوقت نفسه من مغبة الاقدام علي هذا الأمر فالهجوم علي إيران, كما يقول زئيفي يجب أن يكون الخيار الأخير0 وهو نفس ما ذهب إليه خمسة من الخبراء الآخرين التقي بهم آري شبيط الصحفي بجريدة هآرتس, حيث رسم هؤلاء الخبراء سيناريوهات متشائمة حول ما هو متوقع, سواء اذا هاجمت إسرائيل ايران أم امتنعت عن الهجوم.
ما كان مفاجئا في هذه اللقاءات كما يقول آري هو النبرة التي توحدهم جميعا. كل الخمسة قلقون للغاية من التصميم المتزايد لدي رئيس الوزراء ووزير الدفاع للهجوم علي ايران.أيضا رئيس الموساد الاسبق مائير داجان و رئيس المخابرات السابق يوفال ديسكن يعارضان الهجوم بشدة لكن يتفق الجميع علي ان الهجوم سيتم في الأسابيع أو الاشهر القريبة القادمة دون شرعية دولية وهو ماسيؤدي إلي مواجهة سياسية مع الولايات المتحدة, ويضر بالقضية الاسرائيلية أكثر مما ينفعها.
أما المحلل العسكري أليكس فيشمان فيري ان بنيامين نيتانياهو وإيهود باراك صعدا الي شجرة عالية وتعلقا علي ثلاثة أغصان وهما لا يعرفان كيف ينزلان من هناك. البيت الأبيض ومجلس الامن القومي يعتقدان انه مازال لنيتانياهو وباراك النزول عن الشجرة بصورة لائقة دون ان يظهرا كمن خضعا للابتزاز والضغوط سواء من قبل الولايات المتحدة أو من قبل الجيش الاسرائيلي وخبراء الامن. وفقا للتحليل النفسي الذي يجريه الامريكيون, نتنياهو يخشي من ان يظهر كقائد ضعيف. هو لايريد ان يكون في صورة ليفي اشكول الذي تم ابتزازه من قبل القيادة العسكرية عشية حرب يونيو, نيتانياهو يفضل الظهور كمناحم بيجن عشية مهاجمة المفاعل النووي العراقي.
الغصن الأول الذي يتشبث به الاثنان وفقا للامريكيين هو الالتزام بالهجوم إسرائيل تعتبر التهديد النووي تهديدا وجوديا آخذا في التطور. والغصن الثاني هو العقوبات غير الناجعة فليس هناك ذرة امل في ان تؤدي العقوبات الي ايقاف المشروع النووي الايراني. والغصن الثالث هو ليس أمامنا مفر اذا كان الأمريكيون لايقومون بالمهمة فنحن لها. وفي إسرائيل يتحدثون عن تبعات الحرب أو الهجوم علي إيران ويقولون إنه في أي حرب مستقبلية مع ايران وحزب الله, من المتوقع ان يبلغ عدد القتلي في إسرائيل نحو200 شخص ووفقا لتلك التقديرات, اذا ما انضمت سوريا إلي المواجهة ايضا, فقد يرتفع العدد إلي نحو300 مواطن ومنذ نحو عام أثار وزير الدفاع إيهود باراك ضجة عندما قدر في مقابلة مع إذاعة الجيش بأنه في حالة الحرب مع إيران, سيسقط نحو500 قتيل. وحاول باراك التقليل من قيمة التهديد والشرح بأن في رأيه بعض التوقعات المتشائمة بسقوط آلاف القتلي عديمة الأساس ولكنه حقق نتيجة عكسية.
ما تبقي في الذاكرة العامة هو حساب500 قتيل والانطباع بأن باراك يقلل من أهميتهم.
وفي حرب الخليج في1991 قدر خبراء البحوث في الجيش الإسرائيلي بأن يكون عدد القتلي لديهم نتيجة لاطلاق الصواريخ من العراق ثلاثة قتلي للصاروخ. أما عمليا فقد سقط اربعون صاروخ سكود وقتل شخص واحد نتيجة لاصابة مباشرة من صاروخ. وينبغي ان يضاف الي ذلك التهديد من جانب حزب الله, الذي لا يمتلك فقط صواريخ كاتيوشا للمدي القصير والمتوسط, بل وايضا عشرات أو مئات صواريخ إم600 الدقيقة نسبيا, والتي بوسعها ضرب وسط إسرائيل. عدد صواريخ حزب الله هائل, وهو يقدر اليوم بنحو60 ألف صاروخ وفي مواجهة محتملة مع حزب الله, الكثير منوط بقدرة سلاح الطيران والمخابرات علي ضرب الصواريخ بعيدة المدي علي الارض قبل اطلاقها.
المؤتمر.. طوق نجاة من الحصار الخانق
رسالة فيينا مصطفي عبدالله:
ان انعقاد مؤتمر عدم الانحياز في إيران يعد أحد المكتسبات التي حاولت الحكومة الإيرانية تسخيره من اجل إيجاد تحالف دولي جديد يقف موقف الند للند للسياسة الامريكية الصهيونية علي حد وصف المسؤلين الايرانيين. ومن المؤكد ان إيران حاولت في هذا المؤتمر كسب مزيد من التاييد من عدة دول بهدف كسر الحصار الخانق الذي تمارسه عليها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوربي. وقد شهد هذا المؤتمر حضور ممثلين عن نحو57 دولة معظمهم من الوزاء أو رؤساء الوزارات.
السياسة الإيرانية في الوقت الحالي معروف عنها نجاحها دبلوماسيا في اطالة أمد المفاوضات بشأن برنامجها النووي, وقد جاء مؤتمر عدم الانحياز كفرصة ذهبية بالنسبة لإيران. إيران تصر وفي مواقف عدة علي إنها لا تسعي إلي امتلاك قنبلة نووية وانها تسعي فقط الي الاستخدام السلمي للطاقة النووية, بينما يصر المجتمع الدولي علي أن إيران تسعي وبشكل حثيث علي امتلاك قنبلة نووية وهذا ما بات جليا من خلال حرص إيران علي عدم السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول موقع بارشين العسكري. اذا فايران تحرص علي الترويج لسياساتها من خلال مؤتمر عدم الانحياز. وفي كلمته أمام المؤتمر أكد الرئيس المصري الدكتور مرسي ضرورة رحيل نظام الأسد القمعي علي حد وصفه. ان هذا الاعلان من جانب الرئيس مرسي علي ضرورة رحيل الاسد يوضح للعالم الموقف المصري من الثورة السورية الذي ظل غامضا لفترة طويلة. كان من الملاحظ ايضا ان ايران لم تعقب علي كلمة الرئيس مرسي بخصوص المسالة السورية وهو ما يعطي عدة دلالات اهمها ان النظام الايراني يستغل هذا المؤتمر من أجل إيجاد تحالف دولي لمواجهة الدول الغربية وليس من أجل الدفاع عن نظام الأسد أو النطق بلسان حاله. أي ان ما يعني ايران في المقام الأول هو تحقيق مصالحها الخاصة. ان النظام الإيراني بدأ يغير من سياسته حيال نظام الأسد لانه بدا يعتقد انه سيسقط بمرور الوقت, وقد لوح العديد من القادة الإيرانيين بضرورة وقوف دول عدم الانحياز في مواجهة العقوبات المفروضة علي ايران, ومن خلال هذه القمة تسعي إيران إلي فرض واقع جديد في السياسة الدولية تتحرك من خلاله من أجل إنشاء تكتل سياسي للوقوف في وجه الهيمنة الامريكية.
لاشك أن دول الخليج هي الأخري تشعر بالقلق حيال سعي إيران إلي امتلاك أسلحة نووية خاصة وان إيران تحرص علي اثارة العديد من الفتن في دول الخليج وتحتل ثلاث جزر اماراتية, بالاضافة إلي ما كشف أخيرا عن تورط النظام الإيراني في اليمن بعد الكشف عن شبكة تجسس إيرانية في اليمن كل هذه الأسباب تجعل دول الخليج تشعر بالقلق حيال الملف الإيراني وتسعي هي الاخري جاهدة الي اثنائها عن امتلاك قنبلة نووية قد تهدد امنها, بالاضافة إلي ان دول الخليج تشعر بأن إيران تحاول اعادة امجاد الامبراطورية الفارسية. لاشك ان الملف الإيراني هو ملف معقد في مجمله. لكن اللجوء الي الخيار العسكري في هذا الملف قد يكون له عواقب وخيمة خاصة في ظل الازمة الاقتصادية التي يعيشها العالم.
التاييد الايراني لسوريا من جهة اخري علي طول الخط وتورط ايران بشكل فاعل في تقديم بعض المساعدات الي النظام السوري بالاضافة الي تورط افراد من الحرس الثوري الإيراني في قمع الانتفاضة السورية. كل هذا يؤكد ان النظام الايراني حريص وبشكل دائم علي مساندة النظام السوري. النظام الإيراني حريص كل الحرص علي عدم سقوط نظام الأسد لانه بسقوطه سيفقد النظام الايراني حليفا استراتيجيا. لكن هناك بعض الاسئلة المطروحة وبقوة وهي إلي أي مدي سيظل النظام الإيراني بجانب سوريا, مما لاشك فيه انه لو سقط النظام في سوريا فإن النظام الجديد سيشاطر الإيرانيين العداء لانه لن ينسي أن إيران كان حليفا استراتيجيا أطال عمر الأسد في السلطة, وهو ما ادي إلي ازدياد عدد القتلي والنازحين السوريين أي أن النظام الإيراني متورط وبشكل غير مباشر في الدم السوري.. ومن الواضح للعيان أن الملف السوري أصبح هو الآخر أحد اوجه الصراع بين إيران من جهة وأمريكا ودول الخليج من جهة أخري ففي نفس الوقت الذي تساند فيه إيران سوريا بشكل دائم تقوم دول الخليج وعلي رأسها قطر والسعودية بإمداد المعارضة السورية بالاسلحة. وإسرائيل من جهتها تؤكد ان انعقاد مؤتمر عدم الانحياز في طهران يعد نقطة سوداء في جبين البشرية جمعاء علي حد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي نيتانياهو. هل اندلاع حرب ضد إيران أمرا محتملا وما تداعياته وهل من الممكن ان تقوم إسرائيل بشن حرب علي إيران دون الحصول علي الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية.
من المؤكد ان إسرائيل لن تقوم بشن حرب علي ايران الا بموافقة أمريكا, لان إسرائيل لا تستطيع الوقوف بمفردها ضد حزب الله وإيران. من المؤكد ان شن حرب علي إيران سيكون ايسر في حالة سقوط نظام الاسد وبالتالي فان اسرائيل لو ارادت ان تشن حربا علي ايران فلن يكون هذا الا بعد سقوط الأسد. اذا فسقوط نظام الاسد يمثل ضربة موجعة لايران. لهذا فايران ستتدافع بكل قوة عن الاسد. وعلي اية حال فإنه مع اندلاع ثورات الربيع العربي وبدء تشكيل حكومات جديدة في المنطقة العربية لا يستطيع أحد ان يتنبأ بالدور الذي يمكن ان تلعبه هذه الدول التي شهدت ثورات في اقامة تكتلات جديدة في الشرق الأوسط قد تغير المعادلة وتنجح في اقامة تحالف قوي يلعب دورا فعالا في منطقة الشرق الأوسط. وفي تقييم عام, نستطيع أن نقول إن مؤتمر القمة لحركة عدم الانحياز في طهران مثل حلقة من سلسلة انتصارات إيران ومحورها وحلفائها, أضيفت الي حلقات سبق وشكلت صفعة للغرب مع تراكم إخفاقاته في المنطقة والعالم, وتؤكد القدرة علي إقامة نظام عالمي متوازن, وشرق أوسط لأهله.
المصدر: الاهرام المصرية 2/9/2012م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.