غادرت كافة قيادات قطاع الشمال مقر المفاوضات بأديس ابابا متجهة إلي العاصمة الأمريكية واشنطون بدعوة من الأخيرة برئاسة مالك عقار عبد العزيز الحلو ، ياسر عرمان. وأكد رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات د.كمال عبيد محمد و ان وفده قد حضر بدعوة من الوساطة الافريقية وفقا لموعد معلوم مسبقا وقدم رؤيته للوساطة حول الحل النهائي للنزاع في المنطقتين. وأشار الي ان الوفد الحكومي اكد للوساطة بالوثائق والادلة التزام السودان عمليا بفك الارتباط مع اي مكوّن عسكري جنوبي في كافة القوات النظامية بالشمال مبينا ان الوفد الحكومي سيظل موجودا بأديس ابابا رغبة منه في الوصول الي حل لكافة القضايا المطروحة. وعن مغادرة قطاع الشمال مقر المفاوضات قال كمال عبيد ان مغادرة الوفد إلى واشنطن تعود إلى خلافات داخل قطاع الشمال و ان مغادرة قادة قطاع الشمال الي امريكا شأن يخصهم ولا يعني الوفد الحكومي في شئ لافتا إلى ان وفده لم يصل مقر التفاوض للجلوس مع الحركة الشعبية قطاع الشمال وإنما للمباحثات مع الوساطة الإفريقية. وكانت المفاوضات حول القضايا العالقة بين الخرطوموجوبا يومها الرابع دون التّقدُّم في الملفات الأساسية التي من بينها ملفا الحدود والأمن مثار الجدل بين البلدين، وعكفت الوساطة أمس على دراسة مقترحات جديدة بشأن الخارطة الجغرافية التي طرحتها على الطرفين لإقامة المنطقة العازلة المرنة التي رفضها السودان، فيما أبدت الوساطة الإفريقية رفيعة المستوى تفهماً تاماً لوجهة نظر الوفد الحكومي المفاوض لقضيتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، في وقت دفع فيه الوفد الحكومي للوساطة بتحفظات حول التسمية الخاصة ب«قطاع الشمال»، وقال المصدر إن الوساطة أبدت تفهماً واقتناعاً تاماً بضرورة معالجة قضية فك الارتباط بشقيها الأمني والسياسي من خلال تكوين آلية للمراقبة والتحقق من تنفيذ فك الارتباط بالإضافة إلى عدة نقاط جوهرية تتمثل في تحقيق السلام للمنطقة بوضع المتمردين للسلاح. ووصل أمس إلى إثيوبيا قادة ما يسمى بقطاع الشمال. ومن جانبه اتهم رئيس حزب العدالة القومي أمين بناني الحكومة الأمريكية بالضغط على السودان من أجل إجراء حوار مع الحركة الشعبية قطاع الشمال لإنتاج نيفاشا جديدة وبهدف تجزئته وإضعافه، مشيراً لتبني واشنطون لاستراتيجية تجاه دولة جنوب السودان بغرض بناء خط أنابيب عبر الدول المجاورة خلال فترة الثلاث سنوات القادمة، لذلك قامت بدفعها لاستمرار تدفق النفط عبر السودان بغرض تمكين دولة الجنوب من توفير الأموال للتسلح لأجل تحقيق التفوق العسكري على السودان. كما كشفت وثائق أن الناشطة الأمريكية إستير ماري سبراغ من ولاية كلفورنيا تقدّمت لوزارة العدل الأمريكية للحصول على رخصة قانونية لتولي تمثيل الحركة الشعبية )قطاع الشمال( بالسودان في كل المحافل الدولية، في إطار تشكيلها للوبي جديد يدعم الحركة الشعبية قطاع الشمال داخل الولاياتالمتحدة، وأن وزارة العدل الأمريكية ما تزال تدرس الطلب، فيما قامت الناشطة الأمريكية إستير ماري بتجميع وتشكيل لوبي مناهض لحكومة الخرطوم يتخذ من واشنطن ولندن فروعاً له ويمتد حتى جوبا عبر المدير الإقليمي لمنظمة حقوقية بدولة جنوب السودان تدعى أنجلينا دانيال. ويهدف قطاع الشمال الي تحقيق غايات ابرزها تدمير المشروعات التنموية والخدمية فى السودان كهدف تعتبره مشروعاً، وقطع الاتصالات، وتوسيع نطاق الفرقة بين المكونات السياسية، والاقرارصراحة أنّ قوى المعارضة السودانية والأحزاب التقليدية ليسوا أهلاً ليكونوا بديلاً للسلطة الحاكمة الحالية، وهذا يعني أنها تستهدف كافة مكوّنات البيئة السياسية السودانية على نحو مباشر وصريح لهدم أركان الدولة السودانية سعياً لإقامة دولة جديدة وفق رؤى قادة القطاع ومن يقفون خلفهم.