فى مسار تواصل جهود الوساطة الأفريقية لحل النزاع تسلم الرئيس البشير رسالتين من رئيس اللجنة الافريقية رفيعة المستوى ثابو امبيكى ،والثانية من الرئيس الاثيوبى هايلى مريام دسيالين مضمونهما مشاركة البشير فى قمة خاصة تجمعه برئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت يوم 23 من الشهر الجارى بأديس ابابا لوضع نهاية حتمية لنقاط الخلاف وتنفيذ ماتم التوصل اليه بشأن اتفاق النفط. وينظر مراقبون الى لقاء رئيسي السودان وجنوب السودان المرتقب الى انه بمثابة وضع النقاط على حروف الاختلاف، والعصا السحرية للقضايا العصية على الحلول والتى ظلت تراوح مكانها منذ انطلاقة المفاوضات فى أديس ابابا بجولاتها المتلاحقة دون الوصول الى نتائج ملموسة بشأن القضايا العالقة بين السودانيين. ويقدر دبلوماسيون ان الجانبين اقتربا من اتفاق بشأن أمن الحدود وهو ما يعد اساسيا لتنفيذ الاتفاق المؤقت بشأن رسوم نقل النفط الذى تم التوصل اليه الشهر الماضي، وابدى عدد من المتابعين تفاؤلاً كبيراً بلقاء البشير وسلفاكير لحسم ماعجز عن تحقيقه وفدا التفاوض من البلدين وعقد القمة الرئاسية قبيل نهاية مهلة الأمم المتحد لتفادى العقوبات المتوقعة حال فشل الطرفين فى التوصل الى اتفاق. اسئلة ملحة تسبق لقاء البشير وسلفا متعلقة ب الى اى مدى ستنجح القمة، وهل انعقادها يأتى بمثابة قمة لاكمال جهود وفدي التفاوض ام محاولة لاختراق القضايا العالقة بعد ان عجز ممثلو الحكومتين عن التوصل الى حلول رغم استمرار جولات التفاوض المتلاحقة، وماهى المهددات التى قد تؤدى الى فشل القمة، اذا اخذنا فى الاعتبار تصريحات مقربين من وفد جنوب السودان بأن الهدف الأساسى من القمة هو تليين موقف السودان المتعنت والحصول على موافقة لاقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح على الحدود في خطوة اولى نحو تسوية النزاعات بشأن الحدود المضطربة وفى المقابل البحث عن آلية تشمل انسحاب جيش جنوب السودان من الميل «14» على أن يتحدد مصيرها النهائي في وقت لاحق، هذا الى جانب ضغوط كبيرة على السودان من اجل موافقته على خريطة امبيكى مسار الخلاف. القيادى بالمؤتمر الوطنى الدكتور عمر ادم رحمة يرى ان هناك قضايا عديدة تحتاج الى دفعة بلقاء الرئيسين غير خريطة أمبيكى نقطة الخلاف والتى وصفها بغير الحقيقية ولاتمت الى الواقع بصلة بضمها لعدد من المناطق لجنوب السودان لم تكن فى يوم من الأيام طرفاً فى النزاع بين البلدين . وقال رحمة ل «الصحافة» عبر الهاتف أمس ان القمة الرئاسية بين البشير وسلفا تحمل درجة كبيرة من التفاؤل لاختراق الملفات العالقة واعطاء دفعة لوفدي التفاوض من البلدين بحسم ماتبقى من القضايا العالقة. وأشار الى ان أكبر مهددات فشل القمة الرئاسية اقتصارها على دفع السودان للقبول بخريطة امبيكى او المساومة حولها لأن اى حديث حولها يصب فى مصلحة دولة جنوب السودان، وقال رحمة «اذا كان الهدف من لقاء البشير وسلفا وضع الرئيسين فى موقف حسم امر الخريطة فان اللقاء مصيره الفشل»، واضاف ينبغى ان تركز القمة الرئاسية على مناقشة القضايا بشكل عام دون اثارة النقاط الحتمية للخلاف بحيث يصبح اللقاء مدخلاً لحل ملفات اخرى، وأشار رحمة الى ان الاتفاق على النفط والقضايا الأخرى دون حسم الملف الأمنى تصبح غير ذات جدوى بمثابة حلول مؤجلة رهن التنفيذ بتسوية الملف الأمنى. المحلل السياسى الدكتور حسن الساعورى يوضح ان اجتماع القمة الرئاسية يتم فى العادة لتتويج جهود وفود التفاوض وانه فى الغالب يأتى بمثابة اعلان التوصل الى حلول مرضية. وقال الساعورى ل «الصحافة» عبر الهاتف أمس ان القمة بين البشير وسلفاكير مؤشر جيد لتسوية النزاع والملفات العالقة بين البلدين، وأشار الى ان اللقاء الرئاسى ينبئ بالتوصل الى حلول فى المسائل الأمنية ووقف العدائيات ودعم الحركات المسلحة، واشار الى ان العقبة الحقيقة تتمثل فى قضية ابيى ومنطقة الميل «14» والتى قال ان دولة جنوب السودان تدرك تبعيتها للشمال وأقحمتها فى نقاط الخلاف لرفع سقف التفاوض. نقلا عن صحيفة الصحافة 20/9/2012