بدأت في وقت متأخر من مساء أمس قمة رئاسية مغلقة بين الرئيسين المشير عمر البشير وسلفاكير ميارديت بحضور رئيسي وفدي التفاوض بالبلدين بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، والتي كان مقرراً لها اليوم لبحث واتخاذ قرار بشأن القضايا الخلافية التي استعصى حلها على وفدي السودان ودولة الجنوب حتى ختام مباحثاتهما أمس الأول تحت رعاية الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثامبو أمبيكي. وأكملت الآلية الأفريقية ترتيباتها ووضعت مقترحات لحل القضايا الخلافية في ملفات الأمن، الحدود وأبيي، وعقد رئيس الجمهورية المشير البشير فور وصوله أمس أديس أبابا اجتماعاً استمر زهاء الساعة مع رئيس الوزراء الأثيوبي هايلي مريام دسالجين بحثا فيه الترتيبات لقمة اليوم مع سلفاكير، وقدم البشير طبقاً لسفير السودان بأثيوبيا عبد الرحمن سر الختم مؤجزاً لهايلي مريام عن موقف السودان من القضايا الخلافية مع دولة الجنوب.وقدم عبدالرحمن سر الختم موجزاً لهايلي مريام عن موقف السودان من القضايا الخلافية مع دولة الجنوب. وقال سر الختم «البشير تحدث بصراحة ومنطق واضح عن موقف السودان الثابت من هذه القضايا»، مبيناً أن هايلي مريام تفهم موقف الخرطوم من هذه القضايا، وعقد البشير مساء أمس اجتماعاً مع وفد التفاوض بحث فيه الترتيبات الخاصة بالقمة، ثم دخل في اجتماع مطول مع وفد الوساطة برئاسة ثامبو أمبيكي تركز حول القضايا الخلافية التي لم يتم التوصل إلى حلول لها في المفاوضات. وكشفت مصادر عليمة أن وفدي التفاوض توصلا لاتفاق حول الملف الأمني فيما تركزت الخلافات التي تم رفعها للرئيسين حول الحدود وبعض بنود الاتفاق الاقتصادي، بجانب مقترح لحل قضية أبيي الذي أعدته الوساطة، وقالت المصادر إن المقترح تضمن ست نقاط وينص على إجراء استفتاء لتحديد مصير أبيي في أكتوبر من العام المقبل ليقرر فيه قبائل دينكا نقوك بجانب السودانيين الآخرين المقيمين بالمنطقة إما الانضمام للشمال أو الجنوب وأوكل المقترح لمفوضية استفتاء أبيي برئاسة الاتحاد الأفريقي واثنين من السودان ودولة الجنوب مسؤولية تحديد من هم السودانيون الآخرون وفترة إقامتهم التي تحق لهم التصويت، وكفل المقترح للمسيرية حق العبور والرعي بجانب منحهم 20% من بترول أبيي لمدة خمسة أعوام، وللدينكا (30%) وللدولة التي تؤول لها أبيي سواء السودان أو دولة الجنوب (50%)، ونص المقترح أن يتم الاستفتاء تحت رعاية الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي وبإشراف مباشر للقوات الأثيوبية «يونسفا»، وأشار المقترح إلى أنه في حال اختار أهل أبيي الانفصال عن السودان تكون المنطقة إقليمياً تعمل إدارتها على تشجيع الإدارة الأهلية والتعايش مع المسيرية. وحدد المقترح فترة انتقالية مدتها ثلاثة أعوام تكون فيها المنطقة تحت إدارة اللجنة الإشرافية المشتركة التي يرأسها حالياً كل من الخير الفهيم ولوكا بيونق. نقلا عن صحيفة آخر لحظة السودانية 24/9/2012م