شوارع أديس كعادتها يظللها الغيم الداكن.. وتغسلها الأمطار..وتحفها الطبيعة بالخضرة (الرويانة ) رأيتها هذه المرة يسكنها حزن لا يظللها كثيراً فالعاصمة المجبولة علي حب الفرح تعلق علي جدرانها الآن صورة الراحل ملس زيناوي الذي افتقده الجميع في مفاوضات اللحظات الحاسمة وهم يرتبون لعرس أفريقي كبير ينهي الخلافات المتطاولة بين السودان ودولة جنوب السودان. موكب الرئيس البشير وصل العاصمة الأثيوبية قبيل منتصف نهار أمس للقاء رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت..الترقب لما سيسفر عنه حراك اللحظات الأخيرة هو سيد الموقف الآن..ردهات فندق (شيراتون) تشهد حراكاً فوق المعدل لتقريب وجهات النظر بين المتفاوضين من دولتي السودان وجنوب السودان مع وصول رئيسي الدولتين الي مقر المباحثات في انتظار صيغة للتوقيع يبدو أنها ما زالت عصية حتي الآن. الرئيس البشير ابتدر زيارته لأثيوبيا بلقاء رئيس الوزراء الأثيوبي هايلي مريام بالقصر الرئاسي في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا.. اللقاء الذي يعد الأول منذ أدائه القسم الجمعة الماضية بحث العلاقات الثنائية بين أثيوبيا والسودان والمفاوضات مع دولة جنوب السودان. الرئيس وصل الي أديس في زيارة تستغرق ثلاثة أيام علي رأس وفد عالي المستوي يضم مساعد رئيس الجمهورية العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي والفريق أول محمد عطا مدير جهاز الامن والمخابرات الوطني وعدداً من كبار المسؤولين. الفريق عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع تبادل أوراقاً مع الرئيس البشير فور وصوله وبدا من حديث الرجلين أنها ذات صلة بما تم التوصل إليه بشان ملف الترتيبات الأمنية الذي يحظي باهتمام بالغ .. إذ وقف عقبة أمام إكمال الاتفاق والتام قمة البشير ؟ سلفا حتي ظهر أمس. غير أن الوساطة ما زالت تدفع بالمقترحات الهادفة لتقريب وجهات النظر حول النظر حول القضية الواحدة المتبقية وهي (الميل14).. الحديث عن موافقة الحكومة علي خارطة امبيكي حظي بحوارات كثيفة مع أعضاء من الوفد الحكومي المفاوض. الحديث خلص الي أن الموافقة جاءت مشروطة بترتيبات إدارية وقضائية تسحب حكومة الجنوب جنوباً بواقع 23كلم علي ان تشرف علي المنطقة إدارة أهلية مشتركة من الجانبين الدينكا والرزيقات اللذين يقيمان في المنطقة لفترة لا تقل عن ال(5) أشهر في العام. الحكومة أصلاً لم تكن تتحفظ في خارطة امبيكي إلا علي (الميل 14) وقد وافقت في هذا الجانب حسب الشروط أعلاه..لكن الحركة طلبت بإنسحاب السودان كذلك 23 كيلو من النقطة (زيرو) في طلب غير مبرر رفضته الحكومة لان هذا الوضع يجعل حدود الجنوب بعيدة بواقع 46 كلم. وحتي مساء امس فإن لعنة (الميل14) ما زالت تطارد احتمالات النهاية السعيدة للمفاوضات..وقد انصبت جهود رئيس الالية رفيعة المستوي ثابو امبيكي الذي التقي الرئيس عمر البشير مساء علي احداث التقارب حول معضلة (الميل 14). وأكد امبيكي في تصريحات صحفية عقب اللقاء أن الأوضاع مطمئنة وغداً أخبار أفضل وجري اللقاء بحضور كبار أعضاء الآلية الإفريقية رفيعة المستوي. وبدت الشقة بعيدة حتي مساء أمس بين الطرفين إذ تمترس كلا الطرفين حول موقفه الأمر الذي آثار مخاوف الكثيرين من انتكاسة جديدة مع نهاية المهلة التي حددها مجلس الأمن للطرفين والتي انقضت السبت الماضي. اهتمام متعاظم من قبل المراسلين ووكالات الأنباء العالمية والإقليمية يهيمن علي أجواء ما قبل القمة هنا في أديس أبابا.. الجميع ينتظرون م ستفضي إليه مباحثات اللحظات الحاسمة من نتائج تؤهل الطرفين للتوقيع علي ما ينهي معاناة الشعبين في البلدين او تصرفهم الي حين التواضع علي صيغة مرضية. إثيوبيا تبدي اهتماما كبيراً بشأن القمة بين الطرفين التي تحدد لها اليوم الاثنين بدلاً عن "الأمس" ربما لمزيد من التحضير والتجويد.. الإثيوبيون يتعاملون مع القمة علي أساس أنها كسب لدولتهم التي بدأت تلعب ادوار كبيرة في المنطقة.. وتسعي أديس لإكمال سلام السودان تحقيقاً كذلك لأمنية الراحل ملس زيناوي. الفريق أول ركن عبد الرحمن سر الختم سفير السودان لدي إثيوبيا قال عقب لقاء الرئيس البشير برئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين ان الرئيسين سيلتقيان بفندق شيراتون أديس عقب اكتمال الترتيبات كافة المحققة لأهداف القمة الرئاسية، وأضاف السفير سر الختم ان الرئيس البشير هنا هايلي ماريام بتوليه المنصب خلفاً للراحل ملس زيناوي. وأوضح سفير السودان لدي أديس أبابا ان الرئيس البشير قدم شرحاً لرئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام حول آخر تطورات الموقف في المفاوضات الجارية حالياً بأديس أبابا. ولفت الانتباه الي أن الرئيس استعرض مع رئيس الوزراء الإثيوبي التطورات كافة وقدم موجزاً مركزاً عن موقف السودان في هذه المفاوضات وتحدث إليه بصراحة في القضايا التي لم يتوصل الطرفان فيها لموقف محدد.. وقال ان الرئيس تحدث بصراحة في القضايا التي لم يتوصل الطرفان فيها لموقف محدد.. وقال أن الرئيس تحدث بصراحة ومنطق واضح عن موقف السودان الثابت من هذه القضايا، وأضاف أن رئيس الوزراء الأثيوبي قد تفهم موقف السودان من هذه القضايا. باستثناء (الميل14) لم تعد هنالك قضية يمكن أن تتوقف أمام اتفاق الجانبين ويعول المراقبون علي مقترحات حاسمة سيتم الدفع بها خلال الساعات المقبلة حتي تجد طريقها نحو مائدة البشير- سلفا اليوم. الرئيس البشير دخل مساء أمس في اجتماع مغلق مع الوفد المفاوض حتي يقف علي آخر تطورات التفاوض في الملفات كافة.. وقد تلاحظ أن وفد الحركة اجري اجتماعاً في القاعة المجاورة. المراقبون لا يستبعدون ان تكتمل قمة البشير – سلفا في أي وقت خاصة وان سلفاكير يرتبط بموعد للمغادرة الي نيويورك لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومع استمرار الوسطاء والقيادة الإثيوبية في قيادة مبادرات متواصلة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين. نقلا عن صحيفة الرأي العام 24/9/2012