اتفقت جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي على عقد القمة العربية الافريقية الثالثة في نوفمبر 2013 بالكويت وذلك خلال الاجتماعات التخضيرية للقمة التي انطلقت في مقر الجامعة العربي بالقاهرة الخميس الماضي خاصة بالامن الغذائي والتعاون الثقافي والسياسي. وهذا التوافق على عقد القمة في نوفمبر بدلا من نهاية شهر مارس المقبل في اعقاب القمة العربية العادية المقرر ان تعقد في العاصمة القطرية الدوحة ، والاتفاق على قيام نكوسارانا دلاميني زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي بزيارة الى الكويت خلال الاسبوع الجاري لبحث التحضيرات الخاصة بالقمة ، والاتفاق على خارطة طريق للعمل العربي الافريقي المشترك في الدورة الثالثة ، مؤشر قوي على المصداقية التي يتمتع بها الطرفين للمضي قدما نحو ترجمة التعاون العربي الافريقي الضارب الجذور في القدم والذي يعززه التداخل الجغرافي والتاريخي والاقتصادي والثقافي الذي قلما يوجد بين اقليمين اخرين فوق الخريطة الجغرافية العالمية . وهذه القمة المنتظرة التي تأتي في ظروف عالمية واقليمية استثنائية ، سيكون عليها مناقشة الكثير من الموضوعات الاقتصادية والمشروعات التنموية وسبل تفعيلها بالاضافة الى المشروعات الزراعية والامن الغذائي وتشغيل الشباب ومناقشة قضايا الهجرة ، تنفيذا لاستراتيجية الشراكة التي تم توقيعها خلال القمة العربية الافريقية الثانية في سرت في اكتوبر 2010 . ومن المعروف ان العلاقات العربية الافريقية تشهد منذ عدة عقود تناميا مضطردا ما يؤكد ان العالمين العربي والافريقي هما من نسيج واحد وانهما يمثلان عمقا استراتيجيا لبعضهما البعض لما يربطهما من وشائج تاريخية وثقافية واقتصادية متداخلة ، وربما ظروف حياتية متشابهة بل ان هناك جانبا مهما من امة العرب ينتمون الى القارة الافريقية ، مما يعزز حقيقة ان كلا الاقليمين يمثلان عمقا استرتيجيا للاخر ، الامر الذي يحتم على الطرفين الاسراع في النهوض بعلاقات التعاون التي نشأن منذ السبعينيات من القرن الماضي بعد انعقاد مؤتمر القمة العربي الافريقي الاول في مارس 1977 في القاهرة . صحيح ان هناك نهوضا او حراكا لتعزيز وتطوير العلاقات العربية الافريقية ، والتي تجسدت في قمة سرت اجازت وثيقة للشراكة الاستراتيجية وخطة عمل للتعاون العربي الافريقي خلال الاعوام ( 2011-2016) ، ولكن الامر يحتاج الى حث الخطى اكثر ، خصوصا واننا امام تقارير دولية تتحدث عن ازمات غذائية ، وربما مائية ايضا ، والاسراع في ملف الامن الغذائي خصوصا وان افريقيا والسودان العربي الافريقي على سبيل المثال يشكل ملجأ حقيقيا وسلة غذاء كفيلة بتحقيق «الامن الغذائي» العربي والافريقي، وكلما اسرعنا ، كلما تجنبنا «مجاعات» تطل علينا بها التقارير الدولية بين الفينة والاخرى بالاضافة الى امكانية التحرر من «استعمار الغذاء» الجديد الذي تمارسه الدول الكبرى وخاصة في ما يتعلق بالقمح تحديدا والذي يشكل عصب الامن الغذائي. المصدر: الوطن القطرية 6/10/2012م