تعهد شمال السودان وجنوبه بالعمل معاً لبناء اقتصاديهما المدمرين وبعدم العودة للحرب في مناشدة مشتركة للاستثمارات الأجنبية بعد توقيع اتفاق حاسم الشهر الماضي بشأن التجارة والحدود. وفي أول ظهور لمسؤولين كبار من البلدين معاً منذ توقيع الاتفاقين ابلغ وزراء من شطري السودان مؤتمراً استثمارياً في فيينا إنهما سيعملان لإحلال السلام. وقال وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي أؤكد لكم.. أننا ملتزمون كلتا الدولتين بالا نعود للحرب نحو ملتزمون بأن نتحادث ونتحادث ونتحادث. وقال الياس واكوسون نائب وزير التعاون الدولي في جنوب السودان للمؤتمر إغلاق النفط لم يفد احد منا وبدون تحسن اقتصادنا لن يتحسن اقتصاد السودان. وتحاول النمسا المساعدة في إحياء العلاقات بين شمال السودان وجنوبه باستضافة مؤتمر للتشجيع علي الاستثمار في كلا البلدين. والمؤتمر فرصة نادرة خاصة للسودان للتواصل مع الشركات الغربية التي يقاطعه اغلبها بسبب العقوبات التجارية الأمريكية المفروضة علي الخرطوم فيما له علاقة بسجلها في مجال حقوق الإنسان ودورها السابق في استضافة المتشددين. وكان من المقرر عقد مؤتمر استثماري مماثل في ألمانيا اكبر اقتصاد أوروبي لكنه الغي بعد اقتحام السفارة الألمانية في الخرطوم خلال احتجاجات مناهضة للفيلم المسيء للنبي محمد صلي الله عليه وسلم. وسلم كرتي بأن هناك عملاً يتعين القيام به لإعادة بناء الثقة مع ألمانيا والولايات المتحدة التي تعرضت سفارتها أيضاً لهجوم لكنه عبر عن تفاؤله بعودة العلاقات مع ألمانيا الي طبيعتها وانه من الممكن إحياء خطط عقد المؤتمر. ولم يعلن عن اتفاقات ملموسة للاستثمار في السودان أو جنوب السودان في مؤتمر فيينا لكن بعض المندوبين قالوا أنهم يدرسون الفكرة بنشاط. وقال دانيل بينيدا مدير المبيعات والتسويق في شركة فاباج لمعالجة المياه والتي لها عمليات بالفعل في مصر ان الشركة بدأت دراسة العمل في السودان قبل عامين. وقال بينيدا لرويترز زملاؤها المصريون قالوا لتبحثوا الأمر وقلنا : لم لا؟ لكن الأمر قد يستغرق في الواقع خمس سنوات حتي يكون لديك مشروع هذا طريق طويل يتعين السير فيه، المهم في النهاية هو ان يلتزموا بما قالوه في وثائقهم. وقالت مجموعة او. ام. في النمساوية للطاقة والتي باعت مصالحها النفطية المتبقية في السودان عام2004 يوم الأربعاء انه ليس لديها خطط حالية لمعاودة دخول السوق السوداني. وتأمل جوبا أن تستأنف إنتاج النفط بنهاية العام لكن ذلك ربما يحتاج عاماً أو أكثر للوصول الي إنتاجها السابق البالغ 350 ألف برميل يومياً نظراً لتعرض بعض البنية الأساسية لأضرار في القتال الذي نشب في ابريل. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم11/10/2012