تعهد السودان وجنوب السودان في العاصمة النمساوية فينا يوم الأربعاء بالعمل معاً لبناء اقتصاديهما المدمرين وبعدم العودة للحرب في مناشدة مشتركة للاستثمارات الأجنبية بعد توقيع اتفاق حاسم الشهر الماضي في أديس أبابا بشأن التجارة والحدود. وفي أول ظهور لمسؤولين كبار من البلدين معاً منذ توقيع الاتفاقين أبلغ وزراء من شطري السودان مؤتمراً استثمارياً في فيينا أنهما سيعملان لإحلال السلام. وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي "أؤكد لكم.. أننا ملتزمون.. كلتا الدولتين.. بألا نعود للحرب.. نحن ملتزمون بأن نتحادث ونتحادث ونتحادث". ووقع البلدان قبل أسبوعين في أثيوبيا عدة اتفاقيات لإنهاء الأعمال القتالية واستئناف صادرات النفط من الجنوب عبر السودان بعدما اقتربا من الحرب في أبريل الماضي. ولم تحل الدولتان بعد الصراعات الأخرى المتبقية من "الانفصال الفوضوي" العام الماضي مثل تحديد مصير منطقة أبيي ومناطق حدودية أخرى. هروب الاستثمار " النمسا تحاول المساعدة في إحياء العلاقات بين شمال السودان وجنوبه باستضافة مؤتمر للتشجيع على الاستثمار في كلا البلدين، والمؤتمر فرصة نادرة للسودان للتواصل مع الشركات الغربية "وللبلدان تاريخ من توقيع الاتفاقات ثم عدم تنفيذها مما يجعل الكثير من المستثمرين يحذرون من وضع أموالهم في مشروعات مثل المصافي النفطية أو التنقيب عن المعادن. لكن خسارة الأموال الأجنبية بعدما أوقف جنوب السودان الذي لا يطل على بحار صادرات النفط عبر الشمال في يناير بسبب خلاف على الرسوم تركت اقتصاد البلدين في حالة يرثى لها ودفعهما للإسراع إلى التعويض عن الإيرادات الضائعة. وقال إلياس واكوسون نائب وزير التعاون الدولي في جنوب السودان للمؤتمر "إغلاق النفط لم يفد أحد منا. وبدون تحسن اقتصادنا لن يتحسن اقتصاد السودان". وتحاول النمسا المساعدة في إحياء العلاقات بين شمال السودان وجنوبه باستضافة مؤتمر للتشجيع على الاستثمار في كلا البلدين. والمؤتمر فرصة نادرة خاصة للسودان للتواصل مع الشركات الغربية التي يقاطعه أغلبها بسبب العقوبات التجارية الأميركية المفروضة على الخرطوم فيما له علاقة بسجلها في مجال حقوق الإنسان ودورها السابق في استضافة المتشددين. مؤتمر ألمانيا وسلم كرتي بأن هناك عمل يتعين القيام به لإعادة بناء الثقة مع ألمانيا والولايات المتحدة التي تعرضت سفارتها أيضاً لهجوم لكنه عبر عن تفاؤله بعودة العلاقات مع ألمانيا إلى طبيعتها وأنه من الممكن إحياء خطط عقد المؤتمر. وكان من المقرر عقد مؤتمر استثماري مماثل في ألمانيا أكبر اقتصاد أوروبي لكنه أُلغي بعد اقتحام السفارة الألمانية في الخرطوم خلال احتجاجات مناهضة للفيلم المسئ للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. ولم يعلن كرتي عن اتفاقات ملموسة للاستثمار في السودان أو جنوب السودان في مؤتمر فيينا لكن بعض المندوبين قالوا إنهم يدرسون الفكرة بنشاط. وقال دانيل بينيدا مدير المبيعات والتسويق في شركة فاباج لمعالجة المياه والتي لها عمليات بالفعل في مصر إن الشركة بدأت دراسة العمل في السودان قبل عامين. وقال بينيدا لرويترز "زملاؤنا المصريون قالوا لتبحثوا الأمر وقلنا: لم لا؟ لكن الأمر قد يستغرق في الواقع خمس سنوات حتى يكون لديك مشروع. هذا طريق طويل يتعين السير فيه. "المهم في النهاية هو أن يلتزموا بما قالوه في وثائقهم". وقالت مجموعة "او. إم. في" النمساوية للطاقة والتي باعت مصالحها النفطية المتبقية في السودان عام 2004 يوم الأربعاء إنه ليس لديها خطط حالية لمعاودة دخول السوق السوداني.