يبدأ الدكتور علي زيدان رئيس وزراء ليبيا زيارة رسمية للسودان تمتد يوماً واحداً بدعوة من النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه يرافقه وفد رفيع يضم عدداً من الوزراء والمسؤولين بالمجلس الثوري الليبي، وكان في استقباله النائب الأول لرئيس الجمهورية وعدد من المسؤولين بالدولة وتعتبر زيارة زيدان للخرطوم الثانية من نوعها لمسؤول ليبي رفيع سبقتها زيارة طرابلس مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي في نوفمبر المنصرم، ومن المتوقع أن يجري زيدان محادثات مكثفة مع المسؤولين بالدولة يلتقي بالرئيس عمر البشير ببيت الضيافة ويسبقه لقاء يضمه مع النائب الأول لرئيس الجمهورية بالقصر الجمهوري وتتصدر أجندة المباحثات العلاقات الثنائية بين الخرطوموطرابلس بجانب بحث الوضع الأمني علي حدود البلدين وأوضاع مواطنيها. وأكد وكيل وزارة الخارجية السفير رحمة الله محمد عثمان أهمية الزيارة التي تأتي في أعقاب تشكيل الدولة عقب انتهاء المرحلة الانتقالية، وأعرب عن أمله إن تسهم الزيارة في دفع علاقات البلدين في ظل التحديات الإقليمية التي تواجه المنطقة، وأضاف أن زيارة الوفد الليبي الرفيع تأتي رداً على زيارات عدد من المسؤولين السودانيين لليبيا عقب الثورة أبرزها زيارة الرئيس البشير ووزير الخارجية والنائب الأول الذي كان أول مسؤول عربي رفيع يزور ليبيا عقب سقوط نظام القذافي، بجانب علي كرتي ورئيس جهاز الأمن والمخابرات المهندس محمد عطا، اتفق فيها الجانبان علي ضرورة التعاون بشكل ثنائي في كافة المحاور السياسية والأمنية. ويري المراقبون أن العلاقات الثنائية تأطرت بين القيادة السودانية مع المجلس الانتقالي مقارنة مع عهد الرئيس السابق القذافي الذي تضرر السودان كثيراً من سياسته تجاه الخرطوم، ويقول الرئيس البشير عقب أول زيارة لليبيا منذ سقوط النظام الليبي إن الشعب السوداني عاني من نظام معمر ((عانينا جميعاً من النظام السابق، كنا ثاني شعب عاني بعد الشعب الليبي)). وأضاف انه يزور ليبيا و ((كأنها المرة الأولي)) مشيراً إلي أنه أتي إلي طرابلس لتأكيد دعم السودان للشعب الليبي، ويري المراقبون أن العلاقات السودانية الليبية شابها الكثير من التوتر ومياه تحت الجسر إبان عهد العقيد معمر القذافي وذلك بمساندته لحركات دارفور المتمردة وتقديم الدعم اللوجستي والعسكري ووصول لأوجه في مساندة طرابلس القديمة لخليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة بدخول أم درمان وإثارة الرعب عام 2008م. ويعتبر زيدان أحد المعارضين القدامي للقذافي ودبلوماسياً سابقاً أمضي أكثر من 30 عاماً في المنفي عقب انشقاقه عنه عام 1980م حين كان يعمل في سفارة بلاده في الهند. ((علي زيدان من مواليد 1950م في مدينة ودان بالجفرة ((وسط)) ويحمل ماجستيراً في العلاقات الدولية من جامعة جواهر لال نهرو الهندية، وعمل في السلك الدبلوماسي في وزارة الخارجية من 75 إلي 82 حيث عمل لسنتين في السفارة الليبية في الهند))، وتضيف السيرة الذاتية لزيدان أنه ((أحترف العمل الدبلوماسي بعد دراسته العلوم السياسية والعلاقات الدولية، لكنه قرر في سنة 1980 الانضمام إلي جبهة الإنقاذ الليبية، ثم تركها بعد ذلك، ليكرس نفسه للرابطة الليبية لحقوق الإنسان التي تأسست في جنيف كعضو بها بين عامي 1989م و 2012م، وكان الناطق الرسمي لها)). كما عمل ((مبعوثاً شخصياً للمجلس الانتقالي بأوروبا عامة ولفرنسا خاصة وأسس بعد التحرير حزب الوطن للتنمية والرفاه وكان عضواً بالمؤتمر الوطني العام عن دائرة الجفرة قبل استقالته للترشح لمنصب رئيس الوزراء)). ويري المراقبون أن أهمية الزيارة تكتسب جانب ضرورة التعاون لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة وتقارب الشعوب عقب بزوغ فجر ثورات الربيع العربي، مشيراً إلي أن زيدان يحمل في حقيبته الدبلوماسية العديد من الملفات التي تتطلب الدراسة مع المسؤولين السودانيين ستكشف نتائجها الساعات القادمة. نقلاً عن صحيفة آخر لحظة 13/12/2012م