إسقاط النظام،إسقاط نظام الإنقاذ، عبارة ترددت كثيراً خلال الآونة الأخيرة على لسان المعارضين، وخصوصا بعد خسارة المعارضة الانتخابات العامة، عاد معظمها لاحقاً ليرفع شعار إسقاط النظام، وحاول تنظيم العديد من الوقفات والمسيرات، والاجتماعات والمؤتمرات الصحفية، التي لم تفض جميعها في نهاية المطاف إلى شي إسقاط الحكومة السودانية ، ولا حتى مباغتتها بموجة تظاهرات شعبية محدودة ومتفرقة التي دعت لها بكل الوسائل والسبل ، ما دفع الكثيرين للقول بأن المعطيات الراهنة لا تؤشر على قدرة المعارضة على إسقاط النظام أو حتى مواجهته سياسياً، عبر التصعيد في الشارع بالمسيرات والاعتصام. ومن بين الذين ينادون بإسقاط النظام في السودان ويسعى إليه بشدة منذ سقوطه وخابت اماله في انتخابات والى ولاية جنوب كردفان فى العام 2011م، ألا هو المتمرد عبد العزيز الحلو الذى شغل منصب نائب والي جنوب كردفان ،وجه هذا المتمرد في وقت سابق نداءا من جبال النوبة إلى السودانيين( المهمشين) على حد قوله ، للعمل من اجل إسقاط نظام الرئيس السوداني عمر البشير وأعلن ان كافة الوسائل مشروعة من اجل تحقيق الهدف حسب اختيار الشخص الوسيلة التي تناسبه من الكفاح المسلح او الانتفاضة الشعبية ، او من خلال العصيان المدني والإضرابات والتظاهرات . وقال الحلو في دعوته انه يريد مساهمة جميع السودانيين في إسقاط نظام البشير يعنى تجنيب السودان لحرب أهلية و فتنة عرقية أخرى يسعى اليها (النظام العنصري) في الخرطوم على حد تعبيره، مبينا انها ستقود إلى تفتيت البلاد . و دعا الحلو إلى (اللحاق بالقطار ألان وليس غداً في تغيير المركز وإنهاء الشمولية وسياسات فرق تسد وتحقيق مشروع السودان الجديد) . وقال أنهم في جبال النوبة يرفعون شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) ومن اجل إزالة كافة إشكال التهميش في مختلف صوره سواء كان تهميشاً سياسياً ، او اقتصاديا ، او اجتماعياً او ثقافياً او دينياً معتبرا ان (المشكلة ليست مشكلة وظائف او هي ذات طبيعة يمكن معالجتها على مستوى ولاية جنوب كردفان ، إنما هي نتاج للسياسات التي تصنع في الخرطوم وتولد الحروب الأهلية والتفرقة وعدم الاستقرار) . و أكد الحلو ان إسقاط النظام هدفه إفساح المجال من اجل بناء السودان الجديد وعلى أسس جديدة من المساواة والعدالة والحرية ، وزاد : (و أيضا من اجل ترجمة تلك التطلعات في دستور جديد يعترف بالتعدادات ، والتباينات ، والتفاوت القائمة حالياً في المجتمع بما يحقق التحول الديمقراطي ويوفر متطلبات العدالة والسلام الدائم في البلاد) . إلى ذلك أعلن عبد العزيز الحلو انه يقود شخصيا ما اسماها (معركة الكرامة لتحقيق التغيير الجذري في المركز) و أكد انه لم يصب و انه موجود فى عاصمة ولاية جنوب كردفان مدينة كادوقلى . وحمل الحلو فى تصريحات لصحيفة (الشرق الأوسط) الصادرة فى لندن الرئيس السوداني، عمر البشير شخصيا ، مسؤولية الأحداث التي تشهدها ولاية جنوب كردفان ، للتهرب من دفع استحقاقات المشورة الشعبية التي نصت عليها اتفاقية السلام الخاصة بالمنطقة بنهاية الفترة الانتقالية. وقال إن البشير أعلن، خلال الحملة الانتخابية لوالى ولاية جنوب كردفان ، أحمد هارون في أبريل من العام 2011م ، أنه لا يريد أن يرى الجيش الشعبي في جنوب كردفان ، وكشف الحلو عن إرسال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الحكومية ، عصمت عبد الرحمن ، خطابا إلى رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي ، جيمس هوث، أبلغه فيه أن الحادي والثلاثين من مايو الماضي هو آخر يوم للجيش الشعبي في شمال السودان . وتابع المتمرد الحلو إن رئيس هيئة الأركان في جيش الخرطوم، أكد فى خطابه أن قواته ستقوم بتجريد الجيش الشعبي. و شدد الحلو على ان حديث البشير أو رئيس هيئة أركان قواته لا يستند إلى مرجعية؛ سواء اتفاقية السلام الخاصة بالمنطقة، اوفي الترتيبات الأمنية أو الدستور، موضحا ان القوات المشتركة، وفق الاتفاقية، ستظل موجودة حتى أبريل من هذا العام 2012، وأن جداول الاتفاقية موجودة ، ونصت على ذلك . و اتهم ألمتمرد الحلو الحكومة فى الخرطوم بخرق الاتفاقية في محاولتها تجريد الجيش الشعبي في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وقال الخرطوم تحاول التهرب من دفع استحقاق المشورة الشعبية، ولكننا لن نتخلى عنها حتى لو أدى ذلك إلى عشرين عاما أخرى من الحرب، وليس هناك تنازل إطلاقا عن هذه الحقوق.