السودان..مسيرات تستهدف مروي والفرقة 19 توضح    الرومان ينهون استعداداتهم ويرحلون صباحاً الى المناقل لمواجهة مصيرية    المريخ يوالي إعداده و الصربي يركز على الهجوم    أسد :يواصل التأهيل ويقترب من العودة    شاهد بالفيديو.. "بدران" الدعم السريع يتعرض لأقوى "زنقة" ويحاول التخلص بتحريف منها أحاديث نبوية    شاهد بالفيديو.. ناشطة الدعم السريع "أم قرون" تهدد بفضح قيادات المليشيا بكشف ما حدث في 15 أبريل بعد أن رفضوا منحها حقوقها المالية: (أنا طالبة من الدولة ما من جيب أبو واحد فيكم وحميدتي ما بقدر يحميني حقي)    شاهد بالفيديو.. حسناء مغربية فائقة الجمال تتحدث اللهجة السودانية بطلاقة وتعلن دعمها الكامل للشعب السوداني وتؤكد (لا فرق عندي بين المغرب والسودان)    شاهد بالفيديو.. ناشطة الدعم السريع "أم قرون" تهدد بفضح قيادات المليشيا بكشف ما حدث في 15 أبريل بعد أن رفضوا منحها حقوقها المالية: (أنا طالبة من الدولة ما من جيب أبو واحد فيكم وحميدتي ما بقدر يحميني حقي)    شاهد بالفيديو.. حسناء مغربية فائقة الجمال تتحدث اللهجة السودانية بطلاقة وتعلن دعمها الكامل للشعب السوداني وتؤكد (لا فرق عندي بين المغرب والسودان)    شاهد بالفيديو.. "بدران" الدعم السريع يتعرض لأقوى "زنقة" ويحاول التخلص بتحريف منها أحاديث نبوية    الحكومة السودانية تقدم أربع ملاحظات حاسمة على عرض الهدنة إلى الآلية التقنية للمجموعة الرباعية    السجن 15 عاما على مشارك مع قوات التمرد بأم درمان    تحرّك فعّال للتسوية..اجتماع مثير في تركيا حول حرب السودان    الطاهر ساتي يكتب: أو للتواطؤ ..!!    والي الخرطوم يعلن عن تمديد فترة تخفيض رسوم ترخيص المركبات ورخص القيادة بنسبة 50٪ لمدة أسبوع كامل بالمجمع    اتحاد أصحاب العمل يقترح إنشاء صندوق لتحريك عجلة الاقتصاد    غرق مركب يُودي بحياة 42 مهاجراً بينهم 29 سودانياً    أردوغان يعلن العثور على الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة    اشتراطات الكاف تجبر المريخ على إزالات حول "القلعة الحمراء"    وزارة الصحة تناقش خطة العام 2026    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    كأس العالم.. أسعار "ركن السيارات" تصدم عشاق الكرة    شاهد بالفيديو.. على طريقة "الهوبا".. لاعب سوداني بالدوري المؤهل للممتاز يسجل أغرب هدف في تاريخ كرة القدم والحكم يصدمه    شاهد الفيديو الذي هز مواقع التواصل السودانية.. معلم بولاية الجزيرة يتحرش بتلميذة عمرها 13 عام وأسرة الطالبة تضبط الواقعة بنصب كمين له بوضع كاميرا تراقب ما يحدث    انتو ما بتعرفوا لتسابيح مبارك    شرطة ولاية الخرطوم : الشرطة ستضرب أوكار الجريمة بيد من حديد    عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحكومة: الحلو مطلوب للمحاكمة وعرمان سيجد حساباً عسيراً
نشر في السودان اليوم يوم 12 - 06 - 2011

هارون: الحلو تمرد على الحاكم وخرج عن القانون وعرمان حرّض لضرب منزل الوالي وبعض السكنات العسكرية
أعلنت الحكومة أن عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية بجنوب كردفان أصبح مطلوباً للمحاكمة في قضايا تتعلق بالقتل والخيانة والخروج على القانون، [هارون] فيما لم يستبعد المؤتمر الوطني تعليق بروتكول جنوب كردفان وتعيين حاكم عسكري للولاية إلى حين استتباب الأمن، بعد أن أعلن الحلو تمرده رسمياً، ودعا للعمل لإسقاط النظام، في الوقت الذي وصفت فيه واشنطن ما يجري بأنه خطير إلا أنها قالت ليس ميؤوساً منه. وميدانياً قامت الحركة الشعبية بكادوقلي أمس بتصفية العقيد تاو كنجلا أحد قيادات الجيش الشعبي ووزير الموارد المائية بالولاية لمواقفه المحايدة والوطنية إبّان توليه منصب وكيل لجنة الانتخابات بالولاية. فيما استولى الجيش على دبابة وعربة (رينو) محملة بالذخائر والأسلحة في مدخل كادوقلي.وفي السياق تصدّت القوات المسلحة بكادقلي أمس لهجوم قاده الجيش الشعبي لدخول المدينة باتجاهين بقوة تقدر ب «3» آلاف فرد وكبّدتهم عدداً من القتلى والجرحى وأسرت عدداً منهم واستولت على أسلحة مختلفة من بينها أسلحة أمريكية متطوِّرة منها الرشاش المسمى (بالكلب الأمريكي).من جهة أخرى تصدّى الجيش لهجوم آخر للجيش الشعبي في منطقة البرام وكشفت الوثائق التي وجدت بمنزل الحلو عن مخطط الحركة الكامل بالخرط للمناطق المستهدفة وتشكيل حكومة برئاسة الحلو ونائباً له وزير المالية بالولاية حسن رمضان الذي قتل، كما أكدت الوثائق تآمر بعض السياسيين من الأحزاب المختلفة والتنظيمات الأخرى.
واتهم مولانا أحمد هارون والي جنوب كردفان ياسر عرمان القيادي بالحركة بتفجير الأوضاع بالولاية وتوعده بالمحاكمة وقال: «كل الخيارات مطروحة أمامنا» ضد عرمان ومجموعته ولن يمرَّ ذلك دون حساب وحساب حاسم وعسير، حسب قوله، فيما أكد هارون بأن الحلو تمرد على الحاكم وخرج عن القانون ومطلوب للعدالة. وحمّل هارون في برنامج مؤتمر إذاعي أمس، عرمان وعدداً من القيادات اليسارية المسؤولية الكاملة لما يجري من أحداث في الولاية، وأشار إلى أن عرمان حرّض الحلو بتنفيذ مخطط ضرب منزل الوالي وبعض السكنات العسكرية للجيش والشرطة والقوات المشتركة وبعض المواقع الإستراتيجية بالولاية، وأضاف هارون: « حصلنا على خرط ووثائق في منزل عبد العزيز الحلو برسوم وألوان حمراء تشير للمواقع المذكورة لضربها ووصف هارون الحركة بأنها أصبحت خشم بيوت وانقسمت إلى ثلاثة تيارات، الأول ووصفه بالأم يريد أن يتمتع بالانفصال، وتيار أبيي الذي دمغه بصاحب الأجندة الحربية المتمردة، فضلاً عن تيار اليسار المتطرف الذي يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار، وأكد هارون بأن ما يحدث نتاج لموقف اتخذته القيادة المحلية للحركة بالولاية برئاسة الحلو ثأرًا من الهزيمة التي تلقاها في الانتخابات الأخيرة، وأضاف: عبد العزيز الحلو تمرد وأصبح مطلوباً للعدلة للتسبب بقتل المواطنين والأفراد العسكريين وتدمير المنشآت العامة والحنث والخيانة للقسم الدستوري الذي أداه نائباً للوالي ووزيرًا للحكم المحلي، وأضاف أن سقوطه في الانتخابات لايعفيه من المساءلة، وزاد: هو مطلوب وسينال جزاءه الرادع وأن القوات المسلحة ستبذل جهداً كبيراً وحثيثاً لتطاله.وقال هارون إن الوضع الآن تجاوز الأعمال العدائية وانتقل لعمل منظم وأخذ طابع العمليات القتالية ضد القوات المسلحة والمدنيين. وأضاف أنه وبفضل كفاءة القوات المسلحة تمت السيطرة واحتواء ووقف كل العمليات القتالية، وأوضح هارون «لا أرى ما يبشِّر بفرص للحوار» وزاد «نتحاور في ماذا»، وقال هارون إن الحلو أطلق «طلقة» قاتلة على الشراكة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بالولاية. وأشار هارون إلى أن جوهر المسألة هو قلق عناصر قوات الحركة بالولاية من مصيرهم بعد التاسع من يوليو لأنهم سيصبحون قوات بمرتبات داخل دولة أجنبية ويسميهم القانون الدولي ب «المرتزقة»، وأشاد هارون بمالك عقار والي النيل الأزرق ورئيس الحركة بالولاية الذي قال إنه مع عودة الهدوء للمنطقة ووقف العدائيات وقال: اتصالاتنا قطعت شوطاً كبيرًا معهم للدور الحاسم الذي يلعبونه لوقف الشرّ الذي يقوده عبد العزيز الحلو وزمرته وسنكون ملتزمين تجاههم بما اتفقنا عليه معهم. وأكد هارون حرصهم على الانتهاء من احتواء الأزمة والعمل العدائي في أسرع فرصة وإعادة الأوضاع لطبيعتها، لافتاً إلى أن قوات الأمم المتحدة موجودة بكادوقلي إلا أنها علّقت نشاطها الذي تأثر بالعمليات القتالية، وتوجد قوات الحركة في مناطق «دلامي وهيبات وكاودا وسلارا وأم دورين» وأكد حرصهم على استعادتها لتعود الحياة لطبيعتها، وقال إن محاولة الحركة لإشاعة الفوضى مستمرة ولكن خطط التصدي والدفاع واحتواء الموقف مستمرة، وأوضح هارون إن «80%» من قطاع الولاية لم يتأثر بالعمليات القتالية وأكد هارون حرصه على احتواء التمرد بأسرع وقت ممكن ومد جسور التواصل مع القوى المحبه للسلام في الحركة. إلى ذلك قال الحلو إن الحركة الشعبية في جنوب كردفان معركتها ضد القوات المسلحة، من أجل إسقاط النظام لإفساح المجال لبناء السودان الجديد.ونفى الحلو، ل«الشرق الأوسط» الصادرة أمس إصابته في الاشتباكات الجارية منذ أربعة أيام، وقال إنه يقود بنفسه المعارك، وزاد إنه يوجه نداءً للشعب السوداني تحت شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» لإزالة كل أشكال التهميش في السودان في مختلف صوره؛ سواء كان سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، دينياً أو ثقافياً. وقال إن البشير قد أعلن، خلال الحملة الانتخابية للوالي أحمد هارون في أبريل الماضي، أنه لا يريد أن يرى الجيش الشعبي في جنوب كردفان، وأضاف: «أرسل رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الحكومية، الفريق أول عصمت عبد الرحمن، خطاباً إلى رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي، جيمس هوث، أبلغه أن الحادي والثلاثين من مايو الماضي هو آخر يوم للجيش الشعبي في شمال السودان»، وقال إن رئيس هيئة الأركان في جيش الخرطوم، أكد أن قواته ستقوم بتجريد الجيش الشعبي بتاريخ الأول من يونيو الحالي، مشيرًا إلى أن الخطوة لا تستند إلى مرجعية ؛ سواء اتفاقية السلام الخاصة بالمنطقة، أوالترتيبات الأمنية أو الدستور»، وقال إن القوات المشتركة، وفق الاتفاقية، ستظل موجودة حتى أبريل من عام 2012، وقال: «الخرطوم تحاول التهرُّب من دفع استحقاق المشورة الشعبية، وزاد: لكننا لن نتخلى عنها حتى لو أدى ذلك إلى عشرين عاماً أخرى من الحرب. وفي السياق قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جون كيري أمس إن الوضع في السودان وخصوصاً في جنوب كردفان «خطير ولكن غير ميؤوس منه». وأضاف كيري في بيان أن «دخول أبيي من قبل قوات الحكومة ونزوح عشرات آلاف من السكان يشكل خطرًا على الانتقال السلمي لانفصال الجنوب الشهر المقبل الذي يأمل الجميع أن يتم بسلاسة». وأشار كيري إلى أنه يتوجب على الطرفين إيجاد حل لمنطقة أبيي ولمصادر التوتر الأخرى بينهما بمساعدة الأسرة الدولية. وأوصى كيري بوجود أكبر للأمم المتحدة في أبيي وإجراء محادثات مباشرة بين قادة الطرفين وتسريع المساعدات الإنسانية. من جانبه، حمَّل أمين التعبئة السياسية بحزب المؤتمر الوطني حاج ماجد سوار الحركة الشعبية مسؤولية الأحداث التي شهدتها جنوب كردفان. وقال في حديث مع {راديو سوا}: «إن الحركة دفعت بقوات مسلحة بأعداد كبيرة اعتدت على المواطنين داخل مدينة كادوقلي ونفذت اغتيالات، وشردت عددًا من الأسر، وهذا يمثل خرقاً كبيرًا جدًا لاتفاقية السلام ونقضاً لها». وطالب سوار المجتمع الدولي بإقناع الحركة الشعبية الكف عن القيام بأي أعمال في هذه الولاية، موضحاً «أن تلتزم بإكمال ما تبقى من اتفاقية السلام في هذه الولاية». وشدد سوار على أنه لا يمكن حلّ قضية أبيي بفرض الأمر الواقع من قبل الحركة الشعبية، مضيفا «أن هذه القضية يجب أن تحل في إطار التفاوض بين أهل المنطقة من المسيرية والدينكا نوك، فهم أدرى بمصالحهم وأدرى بحقيقة الحدود». ولم يستبعد المؤتمر الوطني أن تقوم الحكومة بتجميد العمل ببرتكول جنوب كردفان وتعيين حاكم عسكري للولاية في حال تفاقم الوضع الأمني إلى حين عودة الوضع إلى طبيعته. وأكد رئيس القطاع السياسي بالوطني د. قطبي المهدي ل «الإنتباهة» أن القوات المسلحة استطاعت في السابق أن تحرِّر كل مناطق جنوب كردفان عدا «5%» فقط منها لافتاً إلى أن الحكومة صبرت كثيراً على تجاوزات الحركة لجهة حرصها على إتمام اتفاقية السلام، واعتبر عناصر الجيش الشعبي في الشمال متمردين تخلّت وتبرّأت عنهم الحركة الشعبية، ونوَّه بأن المجموعة الموجودة في الشمال لا علاقة لها بالجيش الشعبي في الجنوب، وقطع المهدي بأن أي شخص في السودان يحمل السلاح بعد اتفاقية سلام نيفاشا واتفاقية الدوحة سيتم التعامل معه على أنه إرهابي ومتمرِّد، وأشار إلى أن من يحملون السلاح بجنوب كردفان هم متمردون وخارجون على الاتفاقية والدستور.وقال إن الجيش الشعبي استهدف في هجومه على جنوب كردفان اغتيال الوالي أحمد هارون مشيراً إلى أن تصفية قيادات الوطني تؤكد ذلك، وقال إن الاستهداف يبيِّن أن الحركة تعمل على تصفية السلطة بالولاية والاستيلاء عليها بالكامل. وأقر قطبي بأن الأحداث المتصاعدة في جنوب كردفان تُعيق اعتراف الشمال بدولة الجنوب، وقال: لا يمكن لدولة تناصبك العداء بهذه الطريقة أن تعترف بها.
مجرم الحرب هارون يتحدث عن تقديم الحلو للعدالة !
(حريات)
في مفارقة ، دعا أحمد هارون – المطلوب للعدالة الدولية لارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية – إلى تقديم عبد العزيز الحلو إلى العدالة باعتباره متمرداً وخارجاً على سلطان الدولة ونظامها الدستوري !
وأعلن احمد هارون في برنامج (مؤتمر إذاعي) بثته الإذاعة السودانية الجمعة 10 يونيو ان عبد العزيز الحلو مسئول عما يحدث في الولاية وانه مطلوب الآن بشخصه للعدالة وسيجد الجزاء الرادع ! مؤكداً ان القوات المسلحة والقوات النظامية الاخري تبذل جهوداً مكثفة للوصول إليه وانه في المناطق الجنوبية الغربية من كادوقلي وقال ان هذا لن يستمر طويلا وسيتحمل المسؤولية ويحاسب عليها حسابا عسيرا !
وقال ان الأعمال العدائية تجاوزت مرحلة التفلت إلي عمل منظم وممنهج اخذ طابع العمليات العسكرية ، وقال لا أرى في الأفق ما يشير إلي فرص الحوار لأنه ليس هناك ما يتم التحاور حوله .
وعلى طريقتهم المعتادة في التقسيم عزا مسئولية ما جرى في الولاية لمن أسماهم باليساريين في الحركة الشعبية بقيادة الأستاذ ياسر عرمان .
وحول سؤال تقديم عرمان وقوي اليسار إلي محاكمة قانونية قال هارون ان كل الخيارات مفتوحة !
واعترف بان الحركة الشعبية لا تزال تسيطر على مناطق بالولاية مثل دلامي وأم سردبة وام دورين وكاودا.
ولكن القائد عبد العزيز الحلو – رئيس الحركة الشعبية بجنوب كردفان – أوضح في تصريحات لصحيفة ( الشرق الأوسط) الأسباب التي قادت إلى المعارك ، وقال إن عمر البشير أعلن خلال الحملة الانتخابية للوالي أحمد هارون في أبريل الماضي أنه لا يريد أن يرى الجيش الشعبي في جنوب كردفان، وأضاف: ( أرسل رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الحكومية، عصمت عبد الرحمن، خطابا إلى رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي، جيمس هوث، أبلغه أن الحادي والثلاثين من مايو الماضي هو آخر يوم للجيش الشعبي في شمال السودان).
وأضاف الحلو إن رئيس هيئة الأركان في جيش الخرطوم، أكد أن قواته ستقوم بتجريد الجيش الشعبي بتاريخ الأول من يونيو الحالي، وتابع: (طبعا حديث البشير أو رئيس هيئة أركان قواته لا يستند إلى مرجعية؛ سواء اتفاقية السلام الخاصة بالمنطقة، وفي الترتيبات الأمنية أو الدستور) ، وقال إن القوات المشتركة، وفق الاتفاقية، ستظل موجودة حتى أبريل من عام 2012، وأن جداول الاتفاقية موجودة، ونصت على ذلك، متهما الحكومة بخرق الاتفاقية في محاولتها تجريد الجيش الشعبي في جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وقال الحلو : (الخرطوم تحاول التهرب من دفع استحقاق المشورة الشعبية، ولكننا لن نتخلى عنها حتى لو أدى ذلك إلى عشرين عاما أخرى من الحرب، وليس هناك تنازل إطلاقا عن هذه الحقوق)، وأضاف: ( لقد حاربنا لعشرين عاما، وتعلمنا من تلك الحرب، والمؤتمر الوطني ليس لديه شيء سوى الاستبداد والغطرسة) ، وتابع: ( هم الآن أعلنوا الحرب، وألغوا الاتفاقية، وعليهم أن يتحملوا تبعاتها، ونحن لن نعود إلى الحوار معهم مرة ثانية، لأنهم غدروا باتفاق تم عقده قبل أيام وقاموا بتصفية قادة من الجيش الشعبي كانوا يعملون ضمن القوات المشتركة) .
وحدد الإطار السياسي للمعركة في إسقاط النظام لإفساح المجال من أجل بناء السودان الجديد على أسس من المساواة والعدالة والحرية .
وحمل رئيس حكومة جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت، الجيش السوداني مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية في أبيي وجنوب كردفان. وقال لدى مخاطبته رؤساء المجالس التشريعية في الجنوب إن ما حدث في كادوقلي ناتج من قرارات القيادة العليا للجيش السوداني بطرد الجيش الشعبي خارج حدود الشمال قبل التاسع من يوليو موعد انفصال الجنوب، مؤكداً أن هناك استهدافاً لأبناء قبيلة النوبة الأفريقية .
وقالت اليزابيث بايرز المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية للصحفيين في جنيف ان نقاط تفتيش مسلحة أقيمت على الطرق الرئيسية داخل وحول كادقلي وقالت انها تلقت تقارير عن (عمليات نهب للممتلكات واسعة النطاق")مستمرة منذ يوم الخميس .
وأضافت (من سكان كادقلي الذين يقدر عددهم بنحو 60 ألف نسمة يعتقد الآن ان بين 30 الفا و40 الفا فروا من المدينة) .
وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ان المنظمة تلقت ( تقارير مقلقة للغاية عن ضحايا مدنيين وتشريد جماعي وأوضاع إنسانية متدهورة.) .
وأضاف أن موظفي حقوق الإنسان على اتصال مع أطباء وكاهن في المنطقة أكدوا أن عددا من المدنيين قتلوا او جرحوا في القتال وأن عمليات تفتيش تجري من منزل إلى منزل في غرب كادقلي.
واعترف المشير البشير في تصريحات نقلتها وكالة (سونا) ان القوات المسلحة تقوم بعمليات (تمشيط واسعة ) بحثاً عن (فلول التمرد) .
وذكرت صحيفة (الانتباهة) 9 يونيو ان ما أسمته بعمليات التمشيط أوسع عملية تمشيط تشهدها المنطقة !
واعتمدت القوات المسلحة ومليشيات الدفاع الشعبي وسائل حربها المعتادة على أهل الهامش ، فقصف الطيران المناطق التي يتركز فيها النوبة مثل كرنقو وتيسى وزندية وبلينجة وأم دورين وأم سرديبة وهيبان وسرف الجاموس ، واستهدفت القوات المسلحة والمليشيات المواطنين على أساس الهوية العرقية ، فاعتقل وعذب الكثير من أبناء النوبة مثل العميد مهنا بشير وأبراهام مرادة توتو وادم جبريل أبو قطية ومختار حسن بدوى وزوجته والمحامى يعقوب التيجانى وبشير الفيل، ومحمد ادريس ، وعبد الرحمن بابكر الشامبى، وشاذلى جعفر بابكر ، وتم اغتيال أعداد منهم مثل حسن ماركوني ومحمد موسى فضال و جمعة بحر وحسن بوب وجمعة بادى ، ونميرى فليب ، والطيب السر ، وفتح الرحمن موسى ورزق الله والغزالي ، والنزير بشير الفيل ، وعبد الرحيم محمد احمد ، ومحمد عبد الرحمن عبد الرحيم ، وادم محمد محمود ، وعبد الرحمن محمد محمود ، وعبد الرحيم إبراهيم .
وفي حملة الاعتقالات والتصفيات الواسعة اعترفت المصادر الحكومية الإعلامية بانتشار كثيف للقوات المسلحة والمليشيات في الأحياء و(تمشيطها) المنازل على نسق ( بيت بيت ) . وتواصلت عمليات اعتقال واغتيال كوادر الحركة الشعبية ونهب وحرق مكاتبها .
ومنعت الأجهزة الأمنية الإعلاميين من دخول المنطقة ليتسنى لها إكمال حملة تطهيرها العرقي التي لم تشهد المنطقة مثيلا لها .
وسبق وكررت ( حريات) مراراً بان خطة المؤتمر الوطني في ولاية جنوب كردفان ( المقتلة) وليس ( المشورة) ، بدليل تعيين أحمد هارون كوالي للولاية ، والذي يعتبر اختصاصياً في التطهير العرقي ، وسبق ونفذ تخصصه في الولاية كضابط أمن أوائل التسعينات ، حين أعلن الجهاد على النوبة وتمت تصفيات واسعة لقياداتهم ومتعلميهم ، ثم انتقل بتخصصه إلى دارفور ، حيث قتل ما لا يقل عن 300 ألف شخص ، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة .
ودعا محلل سياسي ل (حريات) منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية ابتدار حملة تضامن واسعة مع النوبة الذين يتعرضون لحملة تطهير عرقي تعترف الحكومة بان المنطقة لم تشهد مثيلاً لها ، والى الضغط بكافة الوسائل على المجتمع الدولي ليطلع بمسؤوليته في حماية النوبة من الإبادة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.