شرعت سفن حربية روسية في رحلة طويلة إلى البحرين الأسود والمتوسط للمشاركة فيما قالت وزارة الدفاع إنه أكبر مناورة بحرية منذ عقود، لكنها لم تذكر ما إذا كان للمناورة المقبلة صلة بالأزمة السورية. وقالت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء إن سفنا من أساطيل الشمال وبحر البلطيق والبحر الأسود والمحيط الهادي ستقوم بالمناورة في نهاية الشهر الجاري لاختبار قدرتها على العمل معا خارج المياه الروسية، وأيضا ستشمل تدريبات على مكافحة الإرهاب والقرصنة. وأضافت الوزارة على موقعها على شبكة الإنترنت دون الخوض في تفاصيل أخرى مثل عدد السفن المشاركة، أنها المرة الأولى في العقود الأخيرة التي تجرى فيها مناورة بحرية على هذا النطاق. ولم تشر الوزارة ما إذا كانت المناورة لها علاقة بما يجري في سوريا، غير أن مصدرا في القوات البحرية الروسية أبلغ وكالة إنترفاكس للأنباء الشهر الماضي أن روسيا سترسل سفنا حربية إلى البحر المتوسط تحسبا للحاجة إلى إجلاء مواطنيها من سوريا. ونقلت وكالتا إيتار تاس وإنترفاكس الروسيتان في ديسمبر/كانون الأول عن مصادر عسكرية قولها إن سفينتي إنزال غادرتا ميناء في البحر الأسود، وستزوران المنشأة البحرية الروسية الخاصة بالصيانة والتموين في ميناء طرطوس السوري. وتقع طرطوس على بعد نحو 220 كيلومترا شمال غرب العاصمة السورية دمشق، وأقيمت فيها قاعدة بحرية روسية بموجب اتفاق موقع بين البلدين عام 1971 خلال الحقبة السوفياتية، وتعتبر هذه القاعدة الوحيدة لروسيا في البحر الأبيض المتوسط. وتجري روسيا بشكل متواتر مناورات بحرية تشارك فيها أساطيل مختلفة، وأرسلت في أغسطس/آب الماضي سفنا إلى البحر المتوسط للقيام بمناورة مشتركة، وذكرت وكالة آر آي أي نوفوستي المملوكة للدولة أن تلك المناورة شاركت فيها ثلاث سفن إنزال كبيرة وفرقاطتان ومدمرة وسفينتا دعم. وتحاول موسكو تعزيز وجودها العسكري في منطقة البحر المتوسط، ويقول رئيسها فلاديمير بوتين إنها بحاجة لجيش أقوى لحمايتها من المحاولات الخارجية لإثارة الصراعات حول حدودها. وتعتزم روسيا إنفاق 23 تريليون روبل (753 مليار دولار) على مدى عشر سنوات لتحديث قواتها المسلحة التي تعرضت لتخفيض النفقات على مدى عشر سنوات بعد سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991.