الفاتح من يناير احتفل السودان بعيد استقلاله بعد ان رحل المستعمر نتيجة لرحلة كفاح مريرة قادها ابناء الشعب البسطاء والرعيل الاول من نجباء السودان بقيادة الزعيم اسماعيل الازهري. صحيح ان المستعمر غادر الى غير رجعة بعد ان جسم على صدر الوطن ردحا من الزمن سلب انسانه الحرية أغلى ما يملك ولكن الوطن ما زال يعاني من مشكلات سياسية واقتصادية وحروب اهلية ومكايدات لا تشبه انسانه الذي عرف بالتسامي والتسامح وعلو الهمة فاذا بالانشطارات السياسية والضغوطات الاقتصادية تخنق كثيرا من قيمه وتجرح كرامته. وبرغم ذلك فما زال السودان يمتلك امكانيات كبيرة تؤهله وبكل المقاييس ان يكون من دول الرفاه ولكن الحكومات التي امسكت بدفة الحياة السياسية لم تستطع ان ترضي مواطنيه بتنمية معتدلة مستدامة ونتج عن ذلك ضوائق في سبل كسب العيش لان الاقتصاد المتعافي لا ينمو ويترعرع إلا في ظل استقرار سياسي وامني كامل. خلال احتفال البلاد هذا العام تم رفع الستار عن تعلية خزان الرصيرص بولاية النيل الازرق وهو مشروع طموح يمكنه ان تم استغلاله بالطريقة الصحيحة ان يسهم في التمكين الاقتصادي والزراعي فالسعة التخزينية وصلت إلى 7.7 مليار متر مكعب بتكلفة 460 مليون دولار بتمويل دول عربية وتنفيذ شركات صينية، وهو نموذج للتعاون المالي العربي الناجح والمشروع يمكنه زيادة توليد الكهرباء وبذلك يقترب السودان من استخدام حصته من مياه النيل البالغة 18.5 مليار متر مكعب ويروي ملايين الهكتارات الإضافية من الأراضي الزراعية.كمصدر طاقة مهم ومورد اقتصادي قد يسهم في تعديل ميزان الاقتصاد واستقرار الاهالي بعد ان حرم شمال البلاد من جزء كبير من مداخيله نتيجة انفصال الجنوب الغني بالنفط. والسودان له تجارب في الاستثمارات العربية الناجحة، حيث دشن عام 2009 سد مروي شمال الخرطوم بتكلفه ملياري دولار من صناديق مال عربية.. فهل تستطيع حكومة الانقاذ وضع معادلة سياسية تأتي بالاستقرار ولكسب مزيد من ثقة المستثمرين ليقطف المواطن ثمار الانجازات الاقتصادية ويرفع معول النماء مما يجعل للاستقلال طعما يوازي فرحة يوم رفرف علم الاستقلال وغادر المستعمر؟؟!. المصدر: الشرق القطرية 7/1/2013م