التصريح الذي ادلت به هالة عبدالحليم رئيسة لما يسمى بحركة القوى الجديدة حق لراديو دبنقا حول وثيقة الفجر الكاذب وقولها ان ميثاق الفجر الجديد الذي تم التوصل اليه مع الجبهة الثورية في كمبالا يوم الخامس من ديسمبر جاء نتاج مناقشات جادة حيث اتفق الجميع وتواثق على ان هذا النظام يجب ان يذهب) حديث يقرأ في سياق بحث هذه الهالة عن هالة اعلامية أخرى تعيد لها بعض الضوء الذي خبأ منها منذ اكثر من عام حين ظهرت فلي صفحات الصحف وهي تتوسط الترابي والصادق المهدي بعد نجاحها في نزع فتيل الخلاف بينهما ، وهاهي هالة تعود من جديد هذه المرة عبر توقيعها لوثيقة ما يسمى بالفجر الكاذب وقالت هالة في مقابلة مع راديو دبنقا (اتفقنا على ان نوحد جهودنا مع الاعتراف بأن لكل منا وسائله التي يعمل بها ولكن وحدنا الهدف ووحدنا الرؤية المستقبلية ووضعنا برنامج للمرحلة الانتقالية يؤسس لسودان جديد ديمقراطي فيدرالي تعددي خالي من اي شكل من اشكال التمييز. سودان يصاغ بشكل مختلف تماما عن الشكل الذي كان عليه منذ الاستقلال.) وبالعودة لقيام هالة بالمصالحة بين الترابي والصادق المهدي نجد أن ما يعلمه القلة هو أن قدراً من التجانس والعلاقة الطيبة بين الدكتور حسن الترابي والأستاذة هالة عبد الحليم، موجود بينهما رغم أن كليهما نقيضان في الأيدولوجيا والمنهج السياسي، لكن حسابات الواقع تشير إلى وجود ملامح مشتركة بين الطرفين حيال المؤتمر الوطني! بل الأكثر من ذلك أن هالة كشفت الغطاء عندما اعترفت بوجود (تحالف إستراتيجي) مع المؤتمر الشعبي ضمن توليفة المعارضة لإسقاط المؤتمر الوطني، وأن تنظيم الترابي من الأحزاب الملتزمة بهذه القناعات، بل أن (هالة) وفي ذروة حماسها وإعجابها بنشاط المؤتمر الشعبي وزعيمه، أكدت في أكثر من مناسبة أن الترابي انتقل من أقصى (اليمين) إلى أقصى (اليسار)! وفي المقابل فإن الدكتور الترابي لا يخفي إعجابه بالأستاذة هالة، ويرى أنها قيادية مصادمة وجريئة، وأنه تحاور معها وتلمَّس أفكارها خلال (مؤتمر جوبا) الذي كان المفرِّخ الأساسي لتحالف قوى الإجماع. وعلى ذات صعيد غير عيد أقر المحبوب عبد السلام القيادي الشعبي في مناظرة تلفزيونية في قناة أم درمان - بُثَّت قبل نحو شهر - في وجود هالة عبد الحليم بأنهم يمثلون «يسار الإسلام»! . وهالة عبد الحليم التي انضمت للجبهة الديمقراطية - الواجهة الطالبية للحزب الشيوعي- منذ العام 1987م أثناء دراستها في كلية الحقوق جامعة القاهرة فرع الخرطوم، ثم انتمت للحزب الشيوعي عام1990 م وظللت فيه حتى خرجت عنه عام2002م. بعد انشقاق الخاتم عدلان الشهير وتكوينه ما يُسمى بحركة القوى الحديثة المعروفة باسم (حق)، وتدافع هالة عن ذلك بقولها كما قال الراحل الخاتم عدلان (فإن هناك أشخاصاً يستطيعون اكتشاف الأشياء باكراً وأنا منهم، فيما يحتاج آخرون لوقت أطول لاكتشافها، خرجت في الوقت الذي بقي فيه كثيرون على أمل حدوث إصلاح وتغيير في الحزب، لكني قررت المضي قدماً فيما توصلت إليه من قناعات جديدة). خرجت هالة من عباءة الشيوعي كما قالت إلا أن مواقفها وأفكارها لم تستطع انعتاقاً من المدرسة اليسارية فجاءت متممة في كثير من المواقف والأفكار التي عجز عن إتمامها وتمريرها رفيقها الأحمر فاروق أبو عيسى داخل مطبخ القرار لتحالف قوى الإجماع، فأحاط بنو الأحمر بالقوى الأخرى وزعماءها في التحالف (إحاطة السوار بالمعصم) فجاءت الوساطة الأخيرة في ذات السياق، فالأمر لم يكن حباً في الزعيمين الكبيرين ولكنه الخوف من الطوفان الذي سيُغرق هالة وأبو عيسى ويسارهما قبل الآخرين. عموماً فإن رحلة البحث عن هالة (إعلامية) أخرى لهالة عبد الحليم ربما سيطول أمدها خاصة وانها ظلت بعيدة كل البعد عن الواقع السياسي والقضايا الحقيقية للمواطن اتلسوداني الذي ما عادت تلك الشعارات النضالية والثورية تنال منه أو تحدث في بركته الساكنة حراكاً ، فالسكون الذي يعيشه المواطن السوداني تأتى له بعد استقرار سياسي دام أكثر من عقدين تحققت عبرها عشرات مشاريع التنموية والخدمية والسياسية ،فأنى لهالة وزمرتها تحريك هذا الشعب الذي لم تعد تنطلي عليه مثل تلك الهالات.