الخطوة التي قامت بها الأستاذة هالة عبد الحليم رئيسة حركة (حق) في أصلاح ذات بين رئيس حزب الأمة القومي السيد الصادق والأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي وعلي الرغم من أنها تتناقض مع أفكار الراحل الخاتم عدلان رئيس الحركة والذي ظل يقف ضد أي تقارب مع الطائفية تحديداً حزب الصادق المهدي وما اسماه بنجاح التوبة في الحركة الإسلامية ويقصد بالمصطلح حزب الترابي وذلك في خلافه مع الاستاذ الحاج وراق والذي أسس لأول انقسام في الحركة الوليدة وتوالت بعده انقسامات عديدة إلا ان الخطوة الأخيرة التي قامت بها السيدة (هالة) وتلقتها منها صحافة الخرطوم لتصنع منها حدثاً في ظل غياب الأحداث المؤتمرة بسبب ان المعارضة لا يمكنها فعل شئ سواء التعارك فيما بينها والتصالح تأتي تلك الخطوة في أطار السعي لوحدة المعارضة. إلا ان هناك جهات محسوبة علي السلطة تحاول ان تصنع من الواقعة ما هو ابعد من ذلك مستفيدة من بروز هالة المؤقت علي المسرح السياسي خصوصاً إذا عاد الصادق والترابي الي ما يعرف بالتراشق الإعلامي من جديد وهو آمر متوقع للاختلاف في رؤى الحزبين في الموقف من النظام وخوف الاول من أي تحرك جماهيري ضد النظام لن يحصد ثماره غير الترابي وقد أشار الصادق الي تلك الثمار بالنبق الذي ينتظر البعض سقوطه اثر هز الشجرة. تلك الجهة تحاول ان تروج الي خلاف داخل تحالف المعارضة يستهدف قيادة (أبو عيسي) للتحالف تقوده هالة الشئ الذي لم يؤكده كل من هالة أو أبو عيسي أو أي قيادي آخر في تحالف المعارضة. ومما يؤكد ان المحاولة تأتي في أطار الفبركة وإثارة غبار كثيف حول القضايا التي تطرحها المعارضة كمبررات لإسقاط النظام هو ان استبدال أبو عيسي بهالة ليس ذو مغزى سياسي لان ليس ثمة خلاف بينهما فيما يتعلق بإسقاط النظام وإذا كان هناك نشاط للقوي التي تنادي بالتغيير الناعم ان كانت لا زالت تؤمل في هكذا تغيير فإنها لم تدعم هالة التي لا تختلف عن أبو عيسي كثيراً كما أنها وبحسب التعريف محسوبة مثله علي اليسار وحسب علمي لا يوجد في تحالف المعارضة من يمكن ان يقوم لحزب الأمة بعملية التغيير الناعم أو إصلاح النظام غير حزب الأمة نفسه بل ان المهمة لا تجد من يتحمس لها خارج بيت الصادق هذا أذا لم نأخذ مذكرة السيدة رباح الصادق المفتوحة للأمام مأخذ الجد باعتبار ان السيدة رباح من العناصر التي تقف ضد أي تقارب بين والدها والنظام وعرفت بمواقفها التي تدعو للتغيير. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 14/2/2012م