لن نفاوض مالك عقار لو كسر رقبتو ..عبارات أطلقها في فضاء صحافة الخرطوم والي النيل الأزرق اللواء الهادي بشرى في سياق احتفالات أعياد الاستقلال التي شهدت افتتاح مشروع تعلية سد الروصيرص ولكن خطاب حاكم النيل الأزرق الحماسي الذي اعد تأكيد رفض وفد الحكومة التفاوض على مسار منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان التفاهم مع قطاع الشمال ربما أعاد سيناريو الرفض والممانعة ثم القبول بالأمر الواقع الذي درجت عليه دوائر الحكومة لتفويت الفرصة على الغرب والأطراف التي تتهمها بالتعنت في المواقف من قطاع الشمال المسنود عسكرياً وسياسياً من حكومة جنوب السودان ويري مراقبون إن القطاع يلعب على ورقة تراجع مفاوضات القضايا العالقة بين دولتي السودان وبعد الدولتين عن أي اتفاق على المدى المتوسط يمكن أن يحدث أي تغيير في وضعية قطاع الشمال الذي يستفيد من الدعم المقدم من الحركة الشعبية وإسرائيل. ويشير أستاذ العلوم السياسية د. حسن الساعوري إلى إن الحكومة يمكنها إن ترفض التفاوض مع قطاع الشمال ويمكنها حسب الساعوري إن ترفض أيضاً حتى وجود القطاع في مقر المفاوضات بأديس ولكن ما هو البديل في حال ذهاب الحكومة حسب الساعوري لرفض التفاهم مع القطاع .. ليست ثمة سيناريو خر لرفض الحوار غير استمرار حالة النزاع والحرب والنزوح على نطاق واسع في النيل الأزرق وجنوب كردفان وبالنتيجة ستدخل الحكومة في أزمة مع المجتمع الدولي بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقتين .. لن يميل الميزان العسكري في الميدان لصالح قطاع الشمال الذي يتحرك الآن تحت مظلة الجبهة الثورية وهي تجمع يشمل طيف واسع من القوى المدنية والمسلحة كحركات عبد الواحد محمد نور ومناوي وغيرهم من فصائل دارفور المتمردة. اذاً توصيف الأوضاع لا يمكن إلا أن يشير لوجود أزمة ربما زاد من حدتها استعداد قطاع الشمال للذهاب للوسيط الأكثر تأثيراً في المنطقة فقد حملت زيارة وفد قطاع الشمال برئاسة مالك عقار وياسر عرمان لواشنطن الجديد على الموقف التفاوضي فعلي أثر الزيارة طالبت الإدارة الأمريكيةالخرطوم بالتفاوض مع قطاع الشمال وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند أن الأمن لن يتحقق في المنطقة إلا إذا تعاون السودان مع دولة جنوب السودان وبدأت الحكومة السودانية محادثات مباشرة مع الحركة الشعبية قطاع الشمال لمعالجة الصراع في المنطقتين. حركت زيارة وفد قطاع الشمال رغبة واشنطن في الضغط على الحكومة أكثر من أجل تسوية ملف المنطقتين بالتفاوض المباشر مع القطاع حسب تعبير فكتوريا نولاند التي حذرت أطراف النزاع من مغبة عدم وجود قرار بشأن مسألة حل النزاع في المنطقتين وكونه يعيق تطبيع العلاقات بين السودان ودولة الجنوب ويضاعف الأوضاع الراهنة لحقوق الإنسان وحالات الطوارئ الإنسانية في المنطقتين. وفي السياق طالبت الخارجية الأمريكية الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بالوقوف بحزم والطلب من الطرفين التمسك بالتزاماتهما على وجه السرعة لتجنب تهديد السلام والاستقرار في المنطقة. لا تري واشنطن إذاً في أي مخرج للحكومة إن أرادت تطبيع علاقاتها مع الجنوب وتخفيف حدة سوء الأوضاع الإنسانية في النيل الأزرق وجنوب كردفان وتجنب مزيد من التدهور في ملف حقوق الإنسان. سوى الحوار مع قطاع الشمال فهل ستفاوض الحكومة القطاع على مسار منفصل أم ضمن القضايا الخلافية مع دولة جنوب السودان؟ ربما.. تفاؤل حذر يسود دوائر المؤتمر الوطني بداية جولة أديس الجارية الآن بين الرئيسين البشير وسلفاكير ولكن احتمالات إحراز اختراق في الملفات العالقة يتوقف على مدي جديدة حكومة جنوب السودان في إنفاذ اتفاقات سابقة تتعلق بالنفط والحدود ولكن ربما عادت الأوضاع بين الطرفين لما قبل الاتفاق فدهاليز مفاوضات أديس تطرح باستمرار الجديد من الأجندة التي لن تسر الحكومة على أي حال. نقلاً عن صحيفة الوفاق 27/1/2013م