ظهر الأستاذ ياسر عرمان المرشح لرئاسة الجمهورية في الفضائيات والصور الصحفية وهو يرتدي كمامة طبية قال أنها تعبير عن تكميم الأفواه للأحزاب والمرشحين وأعلن عن مقاطعة التلفزيون القومي. قال عرمان أن التلفزيون يعطي المؤتمر الوطني 23 ساعة وأربعين دقيقية وبقية القوي عشرين دقيقة لأعلان البرامج الإنتخابية. هذه قسمة عليها كمامة مثل الكمامة التي وضعها والتي يشهد بمجافاتها الحقيقية أنها ظهرت بصورة واسعة حتى في التلفزيون القومي و في أغلب الصحف. في السودان اليوم 12 مرشحا وعدد كبير من الأحزاب وإذا أراد التلفزيون أن يقسم ساعات اليوم كما يشير عرمان فإنه سيتحول إلى منفر للمشاهدين. أزمة عرمان ليست في الدعاية إذ يتوفر على قدر كبير منها في الفضائيات والتلفزيونات والصحف والوكالات. أزمة عرمان في الدعاية تكمن في تخلي حزبه عن مساندته شهدنا القيادات العليا في الأحزاب تدعم مرشحيها وتقدميهم للناس بينما يظهر عرمان هو ومرشح ولاية الخرطوم عن الحركة الشعبية السيد إدوارد لينو. الحركة الشعبية لا تعبأ بالرئاسة ورمت بياسر إليها وكأنما هي تقول له هؤلاء أهلك الشماليين خض معهم الإنتخابات ونحن لنا الجنوب. غاب عن حملات عرمان صديقه الحميم باقان والناطق باسم الحركة الشعبية ونائب رئيسها ورئيسها ومكتبها السياسي وظل الرجل (( كالسيف وحده )). لهذا فهو يبحث عن مبرر لإنسحاب مشرف يلقي بأسبابه على أجهزة الإعلام. عرمان رجل يملك قدرات وخبرة في التعامل الإعلامي ومثله لا شك أنه يدرك أن توصيل رسالة إعلامية ليست رهينا بالزمن ويكفي أن موقفا وكلمة وصورة معبرة لتصل إلى كل من يتوجه إليهم ولكنه البحث عن عذر. هذا بحث لا يوسعه عرمان والحركة الشعبية إذ أنها تتمتع بالحريات والمساحات في الشمال وتحتكر العمل كله في الجنوب. نطالب الحركة الشعبية أن تتيح مساحة في تلفزيون الجنوب للدكتور لام أكول وللمنافسين لها من عضوية الحركة التي ترشحت دون موافقة مكتبها السياسي. نقلا عن صحيفة الراي العام السودانية 22/2/2010م