أكد عدد من الخبراء و المحللين السياسيين الروس أن انتهاك الطائرات الحربية الإسرائيلية لحرمة المجال الجوي لسورية عمل عدواني خطير جرى بموافقة ومباركة الولاياتالمتحدة الأميركية ويؤكد تزايد التدخل الخارجي في الشؤون السورية. وأكد رئيس القسم الدولي في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي أندريه فيليبوف أن قوى خارجية تتورط في الأزمة في سورية ومن ذلك الهجوم الإسرائيلي العدواني الأخير على أراضٍ سورية، قائلاً: مهما تكن الذرائع التي يوردونها تبريراً لذلك إلا أن واقع انتهاك المجال الجوي السوري يعتبر عملاً عدوانياً بحد ذاته أسفر عن وقوع ضحايا بشرية وأعمال دمار في مركز للأبحاث العلمية. وأضاف فيليبوف: تقف خلف كل ذلك الولاياتالمتحدة الأميركية التي تمارس في السنوات الأخيرة سياسة المحاربة بأيدي الآخرين, وهذا ما فعلته في ليبيا وتفعله في إفريقيا والشرق وعلى وجه الخصوص في سورية بتقديمها الاستشارات والنصائح وتزويد الإرهابيين والمعارضين المتطرفين بمعلومات تجسسية وهي التي تقود جميع هذه الأحداث في واقع الأمر. ولفت فيليبوف إلى أن «إسرائيل» استغلت ما تتعرض له سورية من حالة عدم استقرار لشن عدوانها الذي لم تكن لتجرؤ على القيام به قبل ثلاث أو أربع سنوات، مشيراً إلى أنها قامت بهذا العدوان مع وجود الإرهابيين والمرتزقة الذين يحاولون إلهاء الجيش العربي السوري عن واجبه الأساسي بحماية الوطن ويشغلونه بقضايا أخرى وهذا ما تستغله «إسرائيل» وجميع أعداء سورية. وفي حديث مماثل ذكر المحلل السياسي فيتشسلاف أفاناسيف أن هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها «إسرائيل» على مثل هذه الأعمال العدوانية معيداً إلى الأذهان قصفها مركز الأبحاث النووية في العراق والعمل العدواني في أنتبيا في إفريقيا واغتيالها القائد الفلسطيني أبو جهاد في تونس. ورأى أفاناسيف أن مثل هذه الأعمال العدوانية لن توطد مواقع المعارضة التي تثير مواقف بعض أطرافها الدهشة بتكرارها على الدوام «أسطوانة التنحي» وانخراطها بعد ذلك في الحوار والمفاوضات بينما تواصل في واقع الأمر ارتكاب جرائمها وقتل الناس الأبرياء وبقر بطونهم والتمثيل بجثثهم . من جهته أشار كبير الباحثين في جامعة العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الروسية يوري زينين إلى أن هذه الأعمال خارجة عن القانون ولا يمكن السماح بها أبداً، معتبراً أن العدوان الأخير عمل خطر جداً يشير إلى ازدياد التدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية وانتهاك سيادتها بالنظر إلى أن «إسرائيل» لا تزال تحتل قسماً من الأراضي السورية. ولفت زينين إلى أن موسكو ترى أن كل ما يحدث في سورية يجب أن يبقى من شؤونها الداخلية وأن نيات التدخل الخارجي فيها تصب الزيت على النار وتؤدي إلى مزيد من إراقة دماء أبنائها، في حين رأينا كيف أن أعداء سورية كانوا فرحين ومبتهجين بالعمل الإجرامي الإسرائيلي ووقفوا جانباً ملتزمين الصمت المطبق حيال هذا العدوان وامتنعوا عن إدانته. المصدر: تشرين السورية 4/2/2013م