قضية وحدة السودان قضية تهم السودان وحدة فهي قضية ذات طابع اقليمي وطابع دولي ولابد ان ناخذ ذلك في اعتبار عندما نتعامل مع قضية الوحدة لمشاكل التي تواجه السودان في بناء الامة وتجاوز الخلافات العرقية والقبلية وتحقيق مبدأ الوحدة والتنوع هذه المشاكل تواجة معظم الدول العربية والافريقية واذا وقعت سابقة الانفصال في السودان فهي ستهدد اقطارا كبيرة وترفع مستويات الصراع الداخلي فيها ولهذا السبب تتابع تلك الدول الموقف في السودان بطريقة لصقة سبق للاتحاد الاوروبي التاكيد لرئيس حكومة الجنوب نوفمبر /2009م انهم في الاتحاد الاوروبي سيعملون من اجل وحدة السودان مع احترام خيار اهل الجنوب فقضية الانفصال احدي التحديات التي يتجاوز اثرها السودان الي كافة القوي الافريقية والعربية والمجتمع الدولي لما يمكن ان ينجم عن ذلك من تعقيدات اقليمية ودولية تحت الظروف الراهنة. الاطراف السودانية والعربية عليها ان تاخذ الواقع القادم (الاستفتاء) في الاعتبار لكن الوحدة ليست هدفا ميؤوسا منه في هذه المرحلة المتأخرة وما زال من الممكن تحقيقها لو امكن معالجة العقبات الكثيرة التي تعترض التنفيذ الامين والمخلص لقضية التنمية ومعالجة الفجوات الغذائية التي تطل برأسها علي انحاء متفرقة من الجنوب كما ان التشوهات العالقة في الثقة.. العرب منذ دخولهم السودان قبل الاسلام ساهموا في ارساء وبناء العلاقات مع القبائل والممالك السودانية من خلال التجارة وتبادل المنافع وهي العلاقات لاحقا اعانت حركة الدعوة الاسلامية في الانتشار في القبائل السودانية ثم علاقة المصاهرة بين القبائل النيلية مثل الدينكا والشلك والنوير والفونج مع العرب حاملي الرسالة الاسلامية الي بلاد النيلين اخرجت (الهجين) في قبائل الجعلين والعبدلاب وهو امر واضح في (سحناتهم) الحالية وهذا الانصهار والتمازج بين الاصول الافريقية والعربية هي السمة الغالبة لكل اهل السودان حيث لاتجد قبيلة تتميز (بالبقاء) اذن خلاصة القول انت السودان شهد انصهارا مبكرا بين العرب والافارقة منذ الا السنين ولا يوجد هناك صراع عرقي ذات الابعاد العنصرية وكل من يدعي ذلك لا دليل له لكن ما تسبب في انفجار الصراع في السودان في الجنوب اولا ولاحقا في دارفور وتم وصفه من قبل الاعلام الغربي بقصد تشويه صورة السودان المنصهر لاغراض معلومة فطبيعة الازمة السودانية عدم التوازن التنموي ونظام الحكم. العرب ظلوا حضورا في الازمة السودانية سياسيا وغيابا اقتصاديا رغم المقررات السابقة من قبل القمة لجامعة الدول العربية وقيام صندوق اعمار الجنوب وقد رصد مبلغ 400 مليون دولار كمرحلة اولي الا اننا لم نراين اختفت تلك الاموال ثم ان الجامعة العربية عقدت مؤتمرات بهدف استقطاب الدعم العربي والاتثمار في جنوب السودان الا ان التوصيات لم تجد طريقها الي التنفيذ ورغم ضيق الوقت الان للاستفتاء الا ان الامل في ان يسهم العرب في ازالة اثار الحرب الطويلة موجود حواجز نفسية او لغوية مع شعب جنوب السودان خاصة وان العرب لديهم الخبرة في مجال الاستثمار في كل بقاع العالم فحجم الاستثمارات العربية في الخارج يتجاوز 600 مليار دولار في اوروبا وامريكا ونحن لا نطمع في جنوب السودان بالوجود العرب الفاعل خلال هذه المرحلة المفصلية . نقلا عن صحيفة اخبار اليوم السودانية 24/2/2010م