يزور السودان بعد غد الخميس رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة الدكتور محمد مرسي في أول زيارة له للبلاد منذ توليه المنصب رسميا في 30 يونيو 2012م وكنا قد كتبنا متسائلين عن سر تأخير زيارة الرئيس مرسي للسودان رغم انه زار العديد من البلدان في أوربا واسيا وإفريقيا ابتداء من السعودية وانتهاء بيوغندا والصين!! ولان عتاب الأخوان المسلمين لبعضهم البعض مثل أكل الزبيب فإن وزير خارجيتنا الأستاذ علي كرتي كان دائماً يجد الأعذار لإخوانه في القيادة المصرية ويعبر عن تقديره لظروف وتعقيدات المشهد السياسي في مصر بعد الثورة. قيادة حزب المؤتمر الوطني علي لسان نائب رئيس الحزب الدكتور نافع علي نافع أكدت خلال زيارة رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور الكتاتني للخرطوم مؤخراً أنها لن تشغل مصر في الوقت الراهن بقضايا خلافية مثل قضية حلايب وشلاتين وان نزاع الحدود بين البلدين لن يكون سبباً في تفجير العلاقات التاريخية بين شمال وجنوب وادي النيل. درجة الانفتاح ومستوي الأريحية التي تنطلق بهما الخرطوم الرسمية تجاه القاهرة لتعزيز استقرار حكم الإسلاميين في مصر تبدو إستراتيجية عميقة في خطط وبرامج حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ويسندها بالتأكيد تيار شعبي جارف يندفع طبيعياً باتجاه الشمال كم عدد رحلات الطيران اليومية من الخرطوم الي القاهرة وبالعكس؟. غير ان علاقات مصر والسودان تحتاج الي المزيد من التوطيد والتعميق بتوثيق اتفاقيات الشراكة الاقتصادية قبل السياسية لفائدة وتطوير البلدين في كافة المجالات. مصر في حاجة الي صادرات الثروة الحيوانية السودانية والسودان في حاجة مستمرة الي مئات السلع القادمة يومياً عبر الموانئ والمطارات لكن الأهم ان تمضي هذه الشراكات الي الأمام لفلاحة ملايين الأفدنة البور في السودان وإنشاء عشرات المصانع بخبرات مصرية وبناء مئات الكيلو مترات من الطرق والجسور في الخرطوم والولايات بواسطة شركات مصرية عظيمة في مجال المقاولات وقد استفاد والي البحر الأحمر محمد طاهر ايلا من هذه الخبرات عندما أوكل لشركات مصرية مهام تشييد طرق داخل مدينة بورتسودان وخارجها علي امتداد ساحل البحر الأحمر . نرحب كثيراً بزيارة الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي ونرجو ان تكون فرصة للمزيد من التعاون والتكامل بين البلدين. نقلا عن صحيفة المجهر السياسي 2/4/2013