الإعلان الذي أعلنه نائب رئيس دولة جنوب السودان د.رياك مشار عن ترشيح نفسه لرئاسة الحركة الشعبية في مؤتمرها العام الاستثنائي المزمع انعقاده إبان الفترة المقبلة ، وأكد مشار في احتفال نيته بصفة رسمية الترشح ضد سلفاكير. من شأنه أن يفتح الباب أمام الحديث حول شخصية نائب رئيس دولة الجنوب رياك مشارالمثيرة للجدل وكانت مصادر بجوبا قد نقلت نبأ نشوب خلافات جديدة بين الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه د. رياك مشار حول الترشح لرئاسة الحركة الشعبية ، وانهما تبادلا نقاشات حادة بشأن الموضوع ، وإن الرئيس سلفا كير أوضح لمشار أنه مهموم من أمر ترشحه وطالبه بالتراجع عن ذلك. وأوضحت المصادر أن مشار رد على سلفا كير بأنه لن يتنازل عن أمر الترشح ، وقال لسلفاكير "لن أتنازل ليومين لصالحك ناهيك عن دورة أخرى". وقالت المصادر أن حالة من الاستقطاب نشطت أخيراً وسط الجيش الشعبي الذي انقسم إلى معسكرين داعمين لسلفا ومشار. وبان هجوم الجيش الشعبي على مدينة هجليج السودانية في ابريل 2012م نشبت خلافات حادة تصاعدت بين الرئيس الجنوبي سفا كير ميارديت ونائبه الدكتور رياك مشار على خلفية الهجوم والنتائج التى ترتبت على ذلك. إذاً فالخلاف بين الرجلين وإن كان قديماً ومكتوماً إلا أنه هذه المرة إنفجر للعلن وإحتدم حتى وصل ذروته بمنع الرئيس كير نائبه مشار من السفر الى دبي فى زيارة كانت مقررة سلفاً. وتشير المتابعات فى العاصمة الجنوبيةجوبا إن ما تسبب فى تفجير الخلاف على النحو الذي تفجر به، مساندة الرئيس كير –لأسباب غير واضحة– لوالي الوحدة المثير للجدل العميد تعبان دينق، والذى قيل إنه تصرَّف فى حوالي 640 عربة كان قد قام بنهبها الجيش الشعبي من منطقة هجليج إبان العدوان عليها فى ابريل الماضي، ويعتقد الدكتور مشار أنه وبوصفه نائب رئيس الحكومة، والمسئول الأول عن الجهاز التنفيذي إن معالجة القضايا التنفيذية وشئون حكام الولايات والمحافظين من صميم اختصاصه بإعتباره يجلس على مقعد شبيه بمقعد رئيس الوزراء. كما يعتقد د. مشار –وفق مقربين منه– أن رئيس حكومة الجنوب يقرِّب والي الوحدة ويناصره فى أىّ شأن مهما كان موقفه خاطئاً، بما أوجد شرخاً فى المنظومة القبيلة للدكتور مشار ووالي الوحدة المنتميان الى قبلية النوير وكأنّما يحاول الرئيس كير بهذا الصدد اللعب على تناقض سياسي بين الرجلين منعاً من أىِّ تقارب يمنح قبيلة النوير وضعاً ينافس، وربما يتهدّد قبيلة الدينكا. بمعني أوضح فإن كير وجد بغيته فى العميد تعبان دينق والي الوحدة ليستخدمه كترياق ضد نائبه وكل القادة الكبار من أبناء النوير حتى لا يلتئم الشمل القبلي للنوير على مستوي القيادة السياسية؛ ولعل مما يعزز هذه الفرضية، ان الرئيس كير سبق وأن حرَّض العميد تبعان دينق فى العام الماضي على ضرب الفريق فاولينو ماتيب وقصف قواته قصفاً إنتقامياً بالغ الغلظة إثر خلاف بينهما، مع أن ماتيب أعلي رتبة من دينق، ومع أنّ الاثنان ينحدران من قبيلة النوير. ويعد رياك مشار شخصية طموحة و مثيرة للجدل في آن واحد و ذلك من خلال محاولته بناء المرحلة القادمة حيث يعتقد أنه قريب في سعيه نحو تحقيق أهدافه النهائية. و رغم أن دكتور رياك لا يزال يوصم بالعار لكونه أداةً في يد الغير، فإنه ليس سوى قلب ينبض بعيداً عن مقعد رئاسة البلاد ، رغم أنه هو نائب رئيس الدولة و نائب رئيس الحزب الحاكم في جنوب السودان - الحركة الشعبية. على أية حال فإن رياك مشار ظل يعاني كثيراً في محاولته الصعود إلى أعلى و يواجه تحديات كبيرة. فهو من جهة غير موثوق به لدى غالبية الأعضاء السياسيين في الحزب ليكون قائداً على الرغم من وضعه داخل الحزب ، وهيكل الحزب قد تم تصميمه بحيث لا يصبح دكتور مشار زعيماً للحزب. و من جهة أخرى فإن ما يثير القلق ، هو أن دكتورمشار لا يمتلك قاعدةً قويةً بالمقارنة مع قوة السلطة التي يمارسها لكي يحظى بها وسط النوير ، مجموعته العرقية.