-1- نرجو أن لا يخرج علينا مرة أخري من يطالب ب(السلام) مع (القتلة المأجورين).. وإلا شككنا في وطنيته!! نعم.. فما حدث في (أم روابة) وما جاورها لا يمكن (تأويله) بأنه تحرك عسكري ضد الحكومة (فقط) ولو اجتمعت كل الألسن البليغة والفصيحة في لسان واحد.. ولا يمكن تسميته بغير (الجريمة) ومن يرتكب الجريمة (مجرم) إذن فقد قضي الأمر.. ووضحت الرؤية لمن كان في نظرهم (غبش)!! مجرمو الجبهة الثورية لم يصوبوا بنادقهم (النجسة) إلي صدور جنود القوات المسلحة بل قتلوا ونهبوا وحرقوا مواطنين عزل بصورة حيوانية إذن فهم محض وحوض لا ضمير لهم ولا مبدأ فعاملوهم بما يستحقون. لا سلام مع الضعف وعندما وقعت الحكومة (نيفاشا) لم يكن هناك جندي واحد من الجيش الشعبي في مدينة شمالية بل حتي (جوبا) كانت في قبضة الجيش فكيف وصلنا إلي درجة أن يتحل متمردين مدناً في الشمال ثم تجلس الحكومة لتحاورهم. طرد المتمردين من مدينة بعد أن يدخلوها ويعيثوا فيها تقتيلاً وإرهاباً ليس هو الرد بل يجب أن يتم (ردعهم) وتتبعهم والقضاء عليهم قضاء مبرماً لو دخلوا إلي حجر. يجب القضاء علي التمرد طالما عناصره موجودة داخل السودان هذه هي مهمة الدولة ولا عذر في التقصير والبيانات والشجب والإدانة لن تسمح دموع أم ثكلي ولن تداوي فؤائد أب مكلوم ولن تسكت من صاروا أيتاماً بأمر المرد ولن تعيد أسرة تشردت. الأمن ثم الأمن من استطاع تحققه للمواطنين في أي شبر في السودان فليفعل ومن (عجز) فليتعرف ويعطي الفرصة لغيره فهذا مجال (لا مجاملو فيه). لا نطلب من الجيش أن يكون مثل (جارنا) الذي استطاع (التخلص) من قادة المتمردين عليه ب(الاغتيال) بعد الاستدراج فتلك أساليب الجبناء لكننا ننتظر الحسم- سريعاً في الميدان من أجل العزل الأبرياء . -2- تفاقمت أحداث (أم دوم) المؤسفة ليغاب (الحكمة) وأي غياب أبلغ من أن يحس المواطن بأن (المستثمر) أهم عند الحكومة من الأهالي؟ الانفتاح الاستثماري في الأراضي يتطلب (تهيئة) وإقناع المواطن بعد جدال بالحسنى.. وكلنا نعلم أن (الحيازات) ثقافة متجذرة في السودان وتغيير هذا المفهوم يحتاج إلي جهد حقيقي.. ولا يمكن – بأي حال- أن يحسم الأمر بالقوة.. فالسوداني يموت – مستبشراً – دفاعاً عن أرضه، أو ما يعتبرها كذلك.. ولا طريق غير الحكمة.. وإن كان طويلاً. نقلا عن صحيفة المجهر السودانية 29/4/2013م