ليس الأول ولن يكون الأخير، ذلك الاعتداء الغاشم علي مدينة أم روابة أو غيرها من المدن السودانية بأسلحة الجبهة الثورية أو قطاع الشمال، والاثنان في الوحل سواء. ولن يكون لأي مواطن سوداني صاحب كرامة موقف يساند ويعاضد ما تحاول الحكومة أن تقوم به من مفاوضات أو اتفاقيات مع هاتين الجبهتين، ومن قبل كنا ندعم ونساند قرار الحكومة بعدم الجلوس للتفاوض مع قطاع الشمال، سواء كان علي رأسه ياسر عرمان أو غيره، لكن الحكومة نفسها تراجعت وأرسلت موفدها إبراهيم غندور للوصول إلي اتفاق يرضي الطرفين، ولا نظن أن ذلك أن ذلك حادث بأي حال إلا إذا تنازلت الحكومة وحزبها الوطني عن كثير من مبادئها وعن مشروعها الحضاري الذي ما زلنا لا نري منه سوي لوحة رائعة الإطار. إذا كانت الحكومة تري في طاولات المفاوضات ما يوصلها الي حلول جذرية لما يعاني منه البلاد من أزمات وويلات متكررة، فيجب بعد الأحداث التي شهدتها أم روابة لأنها بعد هذا الاعتداء ستكون ضعيفة الجانب، لأن القوة لأي بلد وأية حكومة إنما تأتي من قوتها العسكرية والتي تمكنها من أخذ موقف المنتصر الذي يملي أوامر، وليس الخاسر الذي يطلب عفواً، نقلا عن صحيفة القرار السودانية 30/4/2013م