ظلت كمبالا عاصمة الدولة الأوغندية هي المحطة الوحيدة التي تستضيف الحركات المسلحة وكل مكونات الجبهة الثورية حتي الأسبوع الماضي الي أن فاجأت أصحاب تلك الحركات بقرار بحظر نشاطهم السياسي في الأراضي اليوغندية في خطوة جريئة باتت تهدد وجود تلك المكونات هناك، بعد أن كانت تتمتع بالدعم والامتيازات الخاصة بإصدار الجوازات الأوغندية وحرية الحركة وإقامة الاجتماعات والمؤتمرات الصحفية مما زاد عد السودانيين هناك بالشكل الذي أصبح يسئ للموقف الأوغندي أمام المنظمات الدولية والعواصم الإفريقية التي اجتمع قادتها قبل أسابيع قليلة في إثيوبيا لمناهضة تقديم أي دعم لحركات المعارضة المسلحة ضد أية دولة في إفريقيا وكانت أوغندا حضوراً في ذلك الاجتماع المهم مما جعلها تستجيب بسرعة لذلك القرار بعد الهجوم الذي شنته الجبهة الثورية علي أم روابة وقرية أبو كرشولا والذي أدانته كل الدول الإفريقية والمنظمات العاملة فيها وبالتالي شجع أوغندا كثيراً في اتخاذ تلك الخطوة التي يمكن أن تحفظ للرئيس "موسفيني" مكانة مميزة بين الدول الإفريقية.. أن الموقف الأوغندي من الحركات المسلحة والجبهة الثورية كان مرتبطاً دائماً بأشقائنا في دولة جنوب السودان التي تربطها علاقات فوق العادة مع حكومة ط موسفيني" ففي سنوات المعارضة السابقة كانت أوغندا حليفاً للتجمع الوطني الديمقراطي بحكم علاقة " موسفيني" الخاصة جداً مع الدكتور جون قرنق والحركة الشعبية لتحرير السودان وبعد نيفاشا برزت ملامح تحسين العلاقات مع السودان بعد أن أصبح جون قرنق نائباً أول لرئيس الجمهورية ثم ساءت العلاقة بعد موته لتسوء الكثير بعد خلافات الخرطوم مع جوبا الي أن قرر أهل جنوب السودان الانفصال عن الدولة الأم ليصبح موسفيني هو الحليف الأقوي لدولة جنوب السودان بعد ان أصبحت أوغندا هي المصدر الاقتصادي الوحيد للجنوب بعد القطيعة مع دولة الشمال والآن بعد ان تم التوقيع علي المصفوفة بين دولتي السودان والجنوب وبعد أن تم الاتفاق علي ضخ البترول وعادت المياه لمجاريها بين الشعبين الشقيقين فليس من مصلحة أوغندا سياسياً واقتصاديا ان تعادي السودان فالموقف الأخير الذي اتخذته ضد الجبهة الثورية مستمد من موقف جوبا ضد الجبهة الثورية فمصالح دولة الجنوب قد تحركت في الاتجاه الصحيح مع السودان والموقف الأوغندي ظل دائماً متناغماً مع موقف حكومة جنوب السودان فأهلاً (بأوغندا ورئيسها (يوري موسفيني) علي طريق السلام وتبادل المنافع حفاظاً علي السلم والسلام في إفريقيا. نقلا عن صحيفة الراي العام 15/5/2013